[ALIGN=CENTER][COLOR=red]دوامة لا مفر منها !![/COLOR]
بعد ترقب وطول انتظار أعلنت نتائج الثانوية العامة للبنين والبنات لينتقل الطلبة من معمعة الاختبارات وأثرها على نفسياتهم وتوقعاتهم إلى حقيقة أخرى ودوامة لا مفر منها وواقع لا بد من مواجهته وهو فرص القبول في الجامعات والكليات التي يرغبون بها، ومدى إمكانية إكمالهم دراستهم الجامعية .
دوامة يعيشها الآباء مع أبنائهم خريجي الثانوية العامة في كل عام لا يحس بها إلا من عاشها أو جرب مرارة الانتظار والترجي .
بعض الطلاب يكون حدد ما يريد منذ بداية المرحلة الثانوية وربما قبل ذلك وبعضهم أجل الإجابة لحين وقتها وبعضهم يترك نفسه لدرجاته هي من يوجهه ويدخل أعلى كلية يمكن أن يصل به تقديره إليه بصرف النظر إذا كانت تتوافق واهتماماته وتطلعاته أم لا !!
المهم أن تكون أعلى كلية بالنسبة لتقديره والقلة هي التي تسعى وراء هدف محدد بغض النظر عن زيادة المعدل .
وتبدأ مرحلة جديدة تدخلها الأسرة وهي الحيرة في اختيار الكليات التي ستحدد مصير ابنائهم وافكار وخواطر تراودهم فكم من أسر تختار لأبنائها الكليات فلابد أن تنظر الأسر لهذه الفترة بأنها طبيعية جدًا وألا تزيد من قلق الابناء في انتظار نتائجهم ويحاولون قدر المستطاع حمايته من الاصطدام بواقع الحياة وتذوق شيء من جرعاتها المرّة ليحققون لهم أمنياتهم ورغباتهم حسب السبل والوسائل المتاحة .
هذا الهم الذي يحمله الطالب المتخرج والطالبة في قلبه لحين ظهور نتيجة القبول أو إيجاد واسطة قوية (فيتامين واو) تضمن له القبول أو تزيد من فرصه .
والمشكلة التى يواجهها كثير من الطلاب والطالبات أنهم يلتحقون بكليات تفوق قدراتم العقلية لمجرد رغبتهم أو إغراء الغير لم بأن مستقبل هذه الكلية أفضل من غيرها
إن القدرات والميول للشخص وقناعاته الذاتية وإمكانياته تحدد توجهه واختيار التخصص المناسب بتروي بعيداً عن الاندفاع والتقليد للآخرين دون رغبته بل برغبة الآخرين دون أن يقرر هو بذاته وبمحض إرادته فالنتيجة بالنهاية الفشل والتعثر في مسيرته التعليمية لاسمح الله .
إن اختيار نوع الدراسة هو الذي يحدد مهنة المستقبل فإذا كان اختيارا صائباً فسيؤدي ذلك - بإذن الله – إلى نجاح الطالب في مهنة المستقبل ، أما إذا كان اختيار التخصص خاضعاً لظروف الطالب أو اختياراً عشوائيا فسيكون مصير الطالب الفشل –لاقدر الله –
فالاختيار صعب في ظل مستقبل ضبابي فالكل في حيرة من ذلك لمستقبل المجهول وتأتي صعوبة الاختيار والحيرة في تحديد الكلية التي سيلتحق بها الطالب بالنظر الي فرص العمل والوظيفة التي يمكن أن توفرها هذه الكلية أو غيرها في المستقبل فكيف سيكون الاختيار للطالب والاسرة !؟
اليوم يعتبر كثير من الطلاب أن الثانوية ليست هي النجاح بالنسبة له ولكن النجاح هو قبوله في الجامعات أو الكليات والتخصص الذي يرغبه معنى يريد تحقيق ميوله الداخلية ولكن تجد الطالب يصدم بعدم قبوله حسب ما كان يطمح إليه إما بسبب تدني نسبة شهادة الثانوية العامة أو اختبار القدرات أو اختبار القياس أو عدم اجتياز الفحوصات الطبية ...
ومن هنا يتولد عند الطالب حالة نفسية ويتعرض لضغوط من المنزل بإطلاق عليه بعض العبارات أنت ...وأنت ...
نتمنى أن ننمي في المدارس رغبات وميول الطلاب ومساعدتهم وتوجيهم التوجيه السليم وتفعيل دليل الطالب التعليمي .
خلاصة الأمر أن الطالب أو الطالبة يجب الا يلتحقا بدراسة ما إلا عندما يكونا على ثقة بتناسب قدراتهما مع ميولهما فالقدرات وحدها لاتكفي والميول وحدها- أيضا- لاتكفي حتى يضمن الطالب أو الطالبة نجاحهما ولكن ذلك يجب أن يكون قبل تخرجهما من الثانوية العامة ...
والله يوفق أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم [/ALIGN]
[COLOR=blue]سعود المغيص
خاص بعين حائل [/COLOR]