[ALIGN=CENTER][COLOR=red]سلسلة من (جوامع الكلم ) -1[/COLOR]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين أما يعد :
فلقد أشار علي بعض الفضلاء من الزملاء أن أشارك في هذه الصحيفة الطيبة نظراً لكثرة القراء وحرصهم على الخير وقبل ذلك حرص القائمين عليها على كل خير فأجبته إلى سؤاله رجاء النفع العام والله المستعان وعليه التكلان وأسميتها (( سلسلة من جوامع الكلم لنبينا محمدصلى الله عليه وسلم )) وطريقتي أن أذكر حديثاً واحداً وأذكر ما عليه من فوائد وأحكام تهم المسلم والمسلمة باختصار وخير ما نبدأ به حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها , أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
قال الشافعي : " حديث النية يدخل في 70 باباً من الفقه " . ولذا استحب العلماء أن تستفتح به الكتب والمصنفات , فجعله البخاري رحمه الله في أول صحيحه , وابتدأ به النووي في كتبه الثلاث : { رياض الصالحين } و { الأذكار } و { الأربعون النووية } .
[COLOR=blue]فوائد هذا الحديث : [/COLOR]
1- : أنه ما من عمل إلا وله نية ؛ لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملاً بلا نية حتى قال بعض العلماء : " لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق " .
2- : الحث على الإخلاص لله
3- : حسن تعليم النبي عليه السلام وذلك بتنويع الكلام وتقسميه , كقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) وهذا للعمل ( وإنما لكل امرئٍ ما نوى ) وهذا للمعمول له .
ولذلك ينبغي للمعلم أن لا يسرد على الطالب سرداً ؛ لأن هذا يُنْسى , بل يجعل أصولاً وقواعد وتقييدات ؛ لأن هذا أقرب لثبوت العلم في قلبه .
4- عظم شأن النية وأن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي  : ( فمن كانت هجرته إأن النية إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) .
5- في حكم الهجرة وهذا فيه تفصيل : فإذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه فالهجرة هنا مستحبة . وإن كان لا يستطيع ذلك فالهجرة واجبة , هذا هو الضابط .
6- الفائدة السابعة : اعلم أن العمل لغير الله أقسام :
[COLOR=blue]أ – القسم الأول[/COLOR] : أن يكون رياء محضاً , بحيث لا يُراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي , كحال المنافقين في صلاتهم , كما قال الله  :  وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً  وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام .
وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط , وأن صاحبه يستحق المقت من الله  والعقوبة .
[COLOR=blue]ب – القسم الثاني :[/COLOR] أن يكون العمل لله  ويشاركه رياء , فإن شاركه من أصله , فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه , ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة  عن النبي  قال : ( يقول الله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " ) .
وليُعلم أن الرجل إذا عمل العمل خالصاً لله  , ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك , ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره ذلك .
ويدل على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر  عن النبي  أنه سُئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ويحمده الناس عليه , فقال : ( تلك عاجل بُشرى المؤمن ) وبهذا المعنى فسره الإمام أحمد وإسحاق وابن جرير وغيرهم .
7- وشرعت النية لأمرين .
أ – تمييز العبادات عن العادات : كمن اغتسل ونوى به رفع الجنابة , أو اغتسل ونوى به التبرد وتنظيف البدن , فالعمل واحد لكن فرقت بينهما النية .
ب – تمييز العبادات بعضها من بعض : كنية الفريضة أو النافلة وما أشبه ذلك .
والله أعلــــــــــــــــــــــــــــــــم[/ALIGN]
[COLOR=blue]وكتبه . الشيخ/ وليد بن سالم الشعبان
عضو الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشئؤن الاسلامية بحائل
" عين حائل " خاص[/COLOR]