[ALIGN=CENTER][COLOR=red]جدة تحتضر .. يا معالي الأمين[/COLOR]
صحوت في آخر أيام الأسبوع من العمل على وقع المطر "المُريب" ! ، إرتديت ملابسي مُتأهباً للذهاب إلى مقر عملي بالقرب من ميدان الهندسة ، كانت الساعة تُشير إلى السابعة و النصف من صباح ذات اليوم "الغارق" ! ، و إذ بهاتفي الجوال يرنُّ بإتصال كما بدى عاجلاً ، يكتنفني "التوجس" ، و تكتسي عيناي "الدهشة" مما أراه ! ، و حينها بادرت بالرد للزميل الكريم و هو يعتذر عن الحضور بنبرة تعتريها التوتر و القلق ، و في نفس التوقيت يُهنئني بعيد الأضحى بصوته "الحزين" ، لم أكن أدري ما الذي كان يجري في شرق و جنوب "جدة" في تلك الأثناء المُمطرة بالخوف و الترقب ... .
رأيت سيارات الإسعاف و هي تجوب الشوارع ! ، و بعض مركبات المواطنين مُتوقفة عن الحركة تماماً ، بينما الكثير من الناس قد شخص بصره إلى "السماء" و كأنهم يسألون ما الذي تُخفيه تلك الغيوم السوداء ؟! ، و بمَ تُبشريننا أيتها السُحب الركامية الباردة من هذا الهطول ؟! ، فيما المطر يتواصل من وقتٍ لآخر غير مُبالٍ عمَّ إن كان بيننا من مات ! ، و من فقد ذويه من الأطفال ! ، أو ممن جرفت السيول سيارته و إنغمرت المياه و تسربت صوب بيته و منزله و ذلك المأوى الوحيد له و لأسرته .. !
و حالما وصلت إلى مكتبي ، إنتابني الفضول قليلاً ، ففتحت النافذة ، و شاهدت عربات الدفاع المدني تمضي بإتجاه "الشرق" ! ، و أخرى مُتوجهة نحو "الجنوب" ! ، و المرور يقوم بإشعار السائقين بإغلاق الكثير من الطرق الرئيسية للمدينة ، شعرتُ حيناً أن ما في الأمر أكبر من مُجرد أمطار تهطل على مُحافظة غير مُهيأةٍ لتصريفها بالطريقة التي تحفظ للناس أرواحهم ، لكنما أحسستُ بـ "رهاب" شديد بعدما ظهرت منابع "الفساد" الإداري و المالي جلياً ! ، تسائلت لبرهةٍ من الزمن : كيف تسمح البلديات و الأمانة مُمثلة بـ "عادل فقيه" بإستصدار تصاريح للسكن و البناء في أمكنة هي - في واقع الأمر - مجاري لـ "الوديان" ؟! ، و لصالح من ؟! ، و من المُستفيد من قرار كهذا ؟! ، حيث لا المواطن و لا المقيم و لم تكن لـ "جدة" كمدينة مصلحة في ذلك أبداً ! ، و إحترتُ في التفكير عما إن كانت "الصور" الخيالية - الوهمية - التي باعنا إياها أمين "جدة" ! ، و هو يُصور لنا هذه المحافظة بعد مضي 3 أم 4 سنوات كما لو أنها تُبشر بالخير و النعيم ! ، فجاءت بشائر هذه الأمطار بكشف المستور ، و تبدد الغمام المُخيم على أهالي هذه المدينة التي لا تزال عروساً مُغتصبة في يومٍ لم تشهده منذ ما يُقارب العشرين عاماً خلت ... .
و في الإعتقاد أنه قد آن الأوان لـ "إقالة" من لم يُعر أمانته أي إهتمام ! ، و بصريح العبارة أطالب كل مسؤول - اليوم - بالتنحي عن مسؤوليته لطالما ضحك على - ذقوننا - وقتاً لم يُعد يحتمل الصبر و الإنتظار ! ، فليست الأحلام - يا أمين جدة - صالحة لأن تودعها في أذهاننا كسُكان كل آمالنا محصورة في شوارع خالية من الحُفر ، و ميادين لا تتضجر من الزحام ، و مُنتزهات لا تقبل بما يُعكر صفو مُرتاديها من "الأبرياء" ! ، متى ما كان بعض "اللصوص" يقبعون خلف مكاتب وثيرة ، و ليس لها مكان سوى أن تكون - أمانة محافظة جدة - فلتُصغي جيداً هذه المرة يا مُهندس عادل ، يا معالي "الأمين" ! .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]
وليد بن مساعد
كاتب سعودي
" عين حائل " خاص[/COLOR]