[ALIGN=CENTER][COLOR=red]سلسلة من (جوامع الكلم ) -2[/COLOR]
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله  : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم , وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) :
منزلة الحديث : قال النووي : " هذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات " .
وقال ابن حجر : " هذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعد الدين " .
 ( عائشة هي أم عبدالله ) : كناها النبي  لما سألته أن يكنيها بابن أختها أسماء : عبدالله ابن الزبير , وإلا فالأصح أنها لم تلد قط , هي الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما وهي عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر , ولدت عائشة بعد البعثة بأربع سنين أو خمس , توفيت سنة ( 58 هـ ) وقيل ( 57 هـ ) وكانت صوامه قوامه فقيهه عالمه روي لها ( 2210 ) أحاديث .
( من أحدث ) : أي أنشأ واخترع بشيء لم يكن موجوداً في زمن النبي عليه السلام, وهو المسمى بالبدعة .
( في أمرنا ) : أي في ديننا وشريعتنا .
( فهو رد ) : أي مردود عليه , وإن صدر عن إخلاص .
( وفي رواية لمسلم من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) : وهذه الرواية أعم من التي قبلها فإن فيها التصريح بترك كل محدثة سواء أحدثها فاعلها أو سبق إليها فإنه قد يحتج بعض المعاندين إذا فعل بدعة , يقول : ما أحدثت شيئاً فيحتج عليه بهذه الرواية ( من عمل عملاً ) .
أن العبادة لا تصح إلا إذا أجمعت أمرين :
1- أولهما : الإخلاص .
2- والثاني : المتابعة لرسول الله عليه السلام.
فوائد الحديث :
1- تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن قصد ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه ؛ لأن هذا من عمل الشيطان وينبني على هذا رد جميع البدع على صاحبها .
2- في رواية مسلم ( من عمل عملاً ... ) فائدة نفيسة أن من عمل عملاً ولو كان أصله مشروعاً ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردوداً وعلى ذلك من صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة .
3- أن صاحب الأمر المحدث – مثال الاحتفال بالمولد – لا يخرج عن رجلين :
إما أنه على ملة غير ملة الرسول بمعنى أن الرسول قصر في البلاغ .
أو أنه فتح باب ضلالة فإن قال بالأول فقد كذب القرآن  اليوم أكملت لكم دينكم  فلابد أن يكون من القسم الثاني 4- أن البدع كلها ضلال وليس هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة لعموم الحديث : ( وكل بدعة ضلالة ) .
4- أن حسن النية ليست دليلاً على صحة العمل فانظر لمن اشترى أضحية مثلا ولكنه ذبحها قبل صلاة العيد - وهو ناوي انها أضحية- فإنها لا تقبل منه لأن عمله لم يوافق سنة المصطفى عليه السلام .
والله أعلـــــــــــــــــــــــــــــــم [/ALIGN]
[COLOR=blue]كتبه . الشيخ/ وليد بن سالم الشعبان
عضو الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشئؤن الاسلامية بحائل
" عين حائل " خاص [/COLOR]