[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]صالح الشيحي .. و إمام المسجد الفاسد[/COLOR]
إن كانت صحيفة "الوطن" السعودية - تتباهى - بأسقف مرفوعة من الحُرية "المُقننة" إعلامياً ، و يعيش مُعظم أفراد التحرير لديها من كُتاب و صحفيين "نشوة" الكتابة المُتحررة - اللا مُتزنة - أحياناً فضلاً عن غيرهم من المُحررين لدى صحف "محلية" أخرى ! ، فلا يعني ذلك "التعدي" و التجاوز على ما أسموه بـ "المؤسسات الدينية" ! ، و هي تسمية ميلادها ذات - الصحيفة - ذي الوصمة "الخاصة" ، كما لو أنها ماركة تجارية ربحية تُدر أرباحها من حيث مدى "إستفزاز" أرباب الدين ، و إلصاقهم التُهم عياناً دونما مظلة رقابية من قبل وزارة الثقافة و الإعلام للإيفاء بحق "الرموز" من مشائخ و أئمة يُشار إليهم من قبل دول إسلامية شتى بالبنان ! ، فالأمر لم يعد يقتصر على المملكة من حيث "دلالة" الأفضلية لأعيان ديننا الإسلامي المؤتمن على أيدي أئمتنا الفضلاء و مشائخنا بمن فيهم أئمة المساجد ، ولكنه يتسع ليشمل العديد من الدول العربية و الإسلامية ... .
ففي عموده "النحيل" ، كتب صالح الشيحي مقالته التي إختار لها العنوان المُريب "إمام مسجد .. فاسد" ! ، و لا أفهم الأسباب التي أصبحت نقطة إرتكاز لعنوانه الذي لا يحيد عن إستثارة أطياف القراء و صنوفهم المُتعددة ، إذ لا يعني أن الكاتب قد أحسن توجيه النقد فيما مضى عن مساوئ نمطية الفساد المالي و الإداري في الدولة ، أن يُمهد له الطريق للإشارة إلى أمور تُصنع من "التوهم" بما تدعيه الحاجة لإعلان الحرب و القضاء على أشكال المفسدة و نمطها المُعتاد ، و جعل هؤلاء الأئمة مصدراً للريبة و الظنون السيئة بما لا يحتكم إلى تُهمة مُعلنة أو واقع حقيقي يُستدل به .. .
أوقن بأهمية شيء إسمه - شفافية - و لكنني لا ألتمسه على الإطلاق ! ، إنما مكمن "التيقن" لدي يستند لما يُشاع من قبل جهات حكومية "مُختصة" تحث عبر مانشيتات الصحافة لدينا بجدوى هذه المُفردة ، و أنه ينبغي "ترغيب" المسؤول أو ما يُسمى بالمُتحدث الإعلامي لأن يكون واضحاً - شفافاً - أمام الإعلام أولاً ، ثم المتلقي أخيراً ! ، على إعتبار أن كلاهما يظل مُتلهفاً للآخر ! ، و حيث أن صالح الشيحي قد صنع من طرحه - الموبوء - شيئاً من الإثارة الإعلامية لما كتبه تحت أسطر يكتنفها الحياد - لا في الفكر - بقدر ما هو إنحياز جلي عن الحقائق التي تبرهن ضئالة المصداقية فيما يُعرف بـ "صحيفة الوطن" ! ، فما كان ليمحق - بقلمه - النوايا الحسنة على الأقل لأشخاص أئمة المساجد حتى يجمعهم في مُجرد كلمة "فاسد" ليكون إمام المسجد مُتهماً في مسائل أجزم و أن نتائجها - بل و حلها - ليس بيد هذا الإمام "الضعيف" بلا حولٍ منه و لا قوة ، فإن كانت يا صالح الشيحي تلك القاذورات و الأوساخ المُترامية في دورات مياه أي مسجد مدعاة للقول بأن إمامه على قدر من "الفساد" ، فهي ليست ضمن واجباته - الوظيفية - و لا هي مسؤوليته كإمام ، و لكنها المسؤولية المُوجهة لوزارة الشؤون الإسلامية التي لم تستطع يا صالح بأن توجه أصابع التهم إليها مباشرة مما يكفل لك أحقية "التحدث" و الكتابة عما ليس لك فيه علم أو إلماماً بهذه المُشكلة المؤرقة - سُبحان الله - لبعض الفئام من الكُتاب المُتسللين إلى "الشهرةٍ" و المعرفة عن طريق خط أحمر وجدوا من يأخذ بيدهم لتجاوزه هدفاً للوصول إلى "مساحةٍ" صحفية لإبداء التنظير و التأويل في نواحٍ لا أنت يا صالح بكفؤ لنقدها ، و لا أنا - كقارئ - جديراً بالإطلاع على تداعياتها ! ... .
كنا نود أن نستحث أقلام البعض من الكُتاب - البارعين - في النقد و التحليل كصالح الشيحي ، ذلك للكتابة عن محاسن هذا المجتمع "النبيل" حينما يهمَّ قلة من سُكان الأحياء و الأهالي بجمع المال لإعداد و تهيئة المساجد التي تكاد تكون أمراً منسياً لدى وزارتنا المعنية بتنظيفها و العناية بمُستلزماتها المُختلفة و ما يتطلب إليه المسجد - عموماً - من أثاثٍ جديد و لائق كبيتٍ من بيوت الله ، و بودي أن أسأل المُكرم صالح الشيحي عن ميزانية ذات الوزارة للعام الماضي أين ذهبت ؟ و فيمَ صُرفت ؟! ، و لكن لم نجد سوى القدح المُبطن و الذم المُعلن لأناس ليس بهم معرفة أصلاً بكلمة "الفساد" و لا بيدهم تلك المناصب المُتسلطة ، و لم يأخذوا و لو لمرة فلساً أحمراً من المال العام ! ، فلمَ هذا الأسلوب بحقهم من الظن السيء و الإزدراء القبيح .. ؟![/ALIGN]
[COLOR=blue]
وليد بن مساعد
" عين حائل "[/COLOR]