[ALIGN=RIGHT][COLOR=red]
إعلان المشاريع الضائعة والمفقودة[/COLOR]
مع مضي قرابة الشهر على كارثة جدة تعلن ميزانية الدولة للعام المقبل والتي تعد الأكبر في تاريخ المملكة، ومع هذا العطاء المتدفق من حكومة خادم الحرمين الشريفين، إلا أنه يعلنها بنفسه ليقول (الحمد لله رب العالمين على هذه الميزانية، ولله الحمد فيها الخير وفيها البركة إن شاء الله، المهم عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص وسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها، لأن هذه أسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي، بعض المشاريع إلى الآن ما بينت، ضائعة. لكني آمل منكم الذي يجد تقصيراً من أي أحد ومنهم وزير المالية أن يخبرني، لأنه لا يوجد تقصير أبداً أبداً، واللوم إذا جاء يجيء على الوزير فقط. أرجوكم وهذه خدمة لدينكم ووطنكم ومستقبل أمنكم، وأرجو لكم التوفيق والنجاح، وأسأل الله التوفيق لهذا الدين وهذا الوطن. وشكراً لكم ).
وقد صدق - حفظه الله - في إعلانه وصدق حسه النفسي، فهناك العديد من المشاريع لم تظهر فقد اكتنفها الضياع، وقد لا يكون لها ذكر إلا على الأوراق وهناك العديد من المشاريع لم تظهر إلا في لقطات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد، وهناك العديد من المشاريع التي نظمت لها احتفالات ضخمة إما لوضع حجر أساس لها أصبح أثرا بعد عين وإما لتوقيع اتفاقيات وعقود ضاعت دون أن يبحث أحد عن سبب ضياعها.
لقد قدم - حفظه الله - الوصفة السرية لنجاح المشاريع وهي الوصفة التي أجزم لو أنها طبقت في مشاريعنا وبهذا الحجم الضخم من ميزانياتنا فإننا سنقفز في مدة قصيرة إلى العالم الأول، وكل ذلك في ثلاث كلمات بسيطة وهي الجد والإخلاص والسرعة.
كم من مشاريعنا التي نسمع عنها اليوم نشعر بجديتها وكم من مشاريع موجودة نستشعر فيها الإخلاص وكم من مشاريع نسمع عنها منذ أعوام وعقود ولم نر لها أثراً على أرض الواقع، أصبح التقاعس هو سمة الكثير من المشاريع وأصبح الرياء وحب الظهور هو هاجس كثير ممن هم وراء المشاريع كما أصبح البطء في الإنجاز – إن كان هناك إنجاز – هو الأصل حتى إننا نستغرب ونعجب إن وقع إنجاز سريع ونشكك فيه وأحياناً نتبرأ منه فمثل هذه الإنجازات لا يمكن أن تنسب لنا.
لقد أحسن - حفظه الله - عندما أوضح لوزرائه أحد أهم المؤشرات التي يعرف من خلالها حجم الإنجازات وهو مؤشر ما يسمعه من الناس (فلا تجتمع أمتي على ضلالة) ولن يجتمع الناس على إنكار إنجاز أو التشكيك فيه وفي مصداقيته، ولن يجتمع الناس على اتهام شخص لا يعرفونه بالفساد أو الفشل ما لم تكن هناك دلائل واضحة وحقائق بينة وشواهد مؤكدة عرف عنها القاصي والداني، فالمشاريع الناجحة تفرض نفسها على الجميع وتظهر أمام الجميع كالشمس في منتصف الظهيرة لا يحجبها حجاب ولا يمكن أن يستر ضوءها سحاب فهي مشاريع صادقة موجودة على أرض الواقع يقوم عليها أناس مخلصون يفضلون العمل في الخفاء ويرغبون في أن تكون أعمالهم هي التي تتحدث نيابة عنهم يبعدون عن الكاميرات والتصريحات والوعود والأماني وغيرها من مسلسلات الوهم التي ابتلينا بها.
لقد كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين واضحة بينة فلا لوم بعد اليوم إلا على من هم أمامه فقد حملهم كامل المسؤولية خصوصاً في التبليغ عن أي عائق وعدم التهاون في هذا الأمر، فكم من أعذار واهية قدمت بسبب عوائق وهمية وكم من مشاريع تعثرت بسبب بيروقراطية عقيمة وكم من مصالح لعامة الناس عطلت بسبب عقليات تعمل بأسلوب واحد منذ عشرات السنين.
ها هي ميزانية كريمة أخرى يكرم الله بها هذا الوطن وأبناءه ويحرص ولي الأمر على أن تصرف بمثالية وأن تكون نموذجية ويوصي فريقه بالعمل الجاد والإخلاص والسرعة مؤكداً عليهم أن في ذلك خدمة لدينهم ووطنهم ومستقبل أمنهم.[/ALIGN]
[COLOR=blue]إبراهيم محمد باداود
" عين حائل "[/COLOR]