[ALIGN=CENTER][COLOR=red]سلسلة من (جوامع الكلم ) -4-[/COLOR]
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري  أن النبي  قال : ( الدين النصيحة , قلنا : لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .
هذا الحديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام .
وأبهم النبي  لمن تكون النصيحة من أجل أن يستفهم الصحابة  عن ذلك ؛ لأن وقوع الشيء مجملاً ثم مفصلاً من أسباب رسوخ العلم .
وفي بعض ألفاظ الحديث خارج رواية مسلم وهي عند النسائي : ( الدين النصيحة ) ثلاثاً , يعني قالها ثلاثاً .
قوله : ( قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ) :
وتكون النصيحة لله ب :
1- إخلاص العبادة له .
2- الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
قوله : ( ولكتابه ) : النصيحة للكتاب تتضمن أموراً منها :
1- الدفاع عنه .
2- تصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
3- العناية بتلاوته وتدبره ومن ثمَّ نشر ما فهمه بين العباد .
4- الإيمان بأن هذا القرآن كلام الله  حروفه ومعانيه .
قوله : ( ولرسوله ) : النصيحة للرسول تتضمن أموراً منها :
1- تحقيق المتابعة له وأن لا تتبع غيره , قال الله عزوجل :  لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً  .
2- تصديق خبره وامتثال أمره واجتناب نهيه  .
3- أن تعتقد أن ما جاء عن رسول الله  فهو كما جاء عن الله  في لزوم العمل به , قال  :  من يطع الرسول فقد أطاع الله  .
4- نصرة النبي  إن كان حياً فمعه وإلى جانبه , وإن كان ميتاً فنصرة سنته  .
قوله : ( ولأئمة المسلمين ) : أئمة جمع إمام , وأئمة المسلمين صنفان من الناس :
1- الصنف الأول : العلماء , والمراد بهم العلماء الربانيون الذين ورثوا النبي  علماً وعبادة ودعوة , وهؤلاء هم أولوا الأمر حقيقة ؛ لأن هؤلاء يباشرون العامة ويباشرون الأمراء .مثل هيئة كبار العلماء في بلدنا المبارك
2- الصنف الثاني : الأمراء .
والنصيحة للعلماء تكون بأمور منها :
أ – مساعدتهم ومعونتهم في بيان الحق , فتنشر كتبهم وعلمهم في وسائل الإعلام المختلفة .
ب – سؤالهم فيما أشكل عليك من شريعة الله  .
ج – الذب عن أعراضهم ونشر محاسنهم ؛ لأن محبتهم تورث قبولاً لما يحملون من العلم .
والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها :
1- اعتقاد إمامتهم وإمرتهم , فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم ؛ لأنه إذا لم يعتقد إمامتهم فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عن نهيهم .
2- نشر محاسنهم في الرعية ؛ لأن ذلك يؤدي – كما تقدم – إلى محبة الناس لهم وإذا أحبهم الناس سهل عليهم انقيادهم لأوامرهم .
وهذا – وللأسف – عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات وهذا جور وظلم .
3 - تقديم النصيحة لهم ممن يستطيع الاتصال بهم ومن لا يستطيع فإنه يقدمها إلى من يصل إليهم وإلا فإنه يكره ما عليه الأمير ولا ينزعن يداً من طاعة كما ورد هذا في الحديث الصحيح .
5- عدم الخروج عليهم وعدم المنابذة لهم إلا أن ترىكفراً واضحاً بيناً لا احتمال فيه وتستطيع الخروج من غير إراقة للدماء .
وأما أن تكون الفئة قليلة والأمير أقوى فحينئذٍ لا يجوز الخروج للمصلحة , والله أعلم .
قوله : ( وعامتهم ) : والنصيحة لهم تكون بمحبتهم وإلقاء السلام عليهم والمساعدة وأن تحب لهم ما تحب لنفسك وغير ذلك مما هو جالب للمصالح دافع للمفاسد .
واعلم أن خطابك للواحد من العامة ليس كخطابك للواحد من الأمراء , وأن خطابك للمعاند ليس كخطابك للجاهل فلكل مقام مقال , فانصح لعامة المسلمين ما استطعت إلى ذلك سبيلاً .
وبهذا نعرف أن هذا الحديث على اختصاره جامع لمصالح الدنيا والآخرة .
وصلى الله على سيدنا محمـــــــــــــــــــــــــــــــــــد [/ALIGN]
[COLOR=blue]
كتبه . الشيخ/ وليد بن سالم الشعبان
عضو الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشئؤن الاسلامية بحائل
" عين حائل " خاص [/COLOR]