[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]
( القمر... كسوته الغرور !! )[/COLOR]
رؤى لأحداث وصور لأوضاع مقلوبة من وحي واقعنا المعاصر، نستعرضها هنا لأن الإنسان أحيانا يحب أن يقرأ نفسه لا أن يراها أو يسمعها ، ونستعرضها لمن قمعت مشاعرهم ، وإن شئت قل نوعا من جلد الذات... ولانستعرضها ترفا بل نـُشرِّحُها - بمبضع الجرّاح - لمحاولة الشفاء من الوباء أو تحجيمه على الأقل ، وعلى خـُطى:"..مابال أقوام يفعلون كذا..وكذا.."مع اعتزازنا بالجانب المملوء والمشرق من الكوب وهو الأغلب بالطبع.
الإهداء: للأنقياءالذين يتميزون بروح الصفاء، ولمن قمعت مشاعرهم ،وللمتعبين من أبناء أمتي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
( ارتدى الكون وشاحا تلاشى جوفه الأمان بالنسبة لهما ليسقي نبتة الخوف فتربوا رويدا رويدا، قلبان يجنيان تلك الثمرة ، الأشجار كالأشباح موحشة يُهيأ لهما أنها تسعى , ينظران يمنة ثم يسرة فتصفعانهما أشباح وأشباح فتسري في الجسدين قشعريرة ، الكون تكسوه الرهبة ، وراحلتهما مغروسة في الرمال وهما فقيران للعون ,الأ قدام حبيسة الخطى وصفير الهواء اثر محاكاته للأشجار يبث في نفسيهما الرعب, قلب الواحد منهما بلغ الحنجرة واصبح كالطبل يطرق داخله بإيقاعات متسارعة وكأنه يريد الفرار من بين أضلاعه لينجو من هذا المأزق، بزع ضوء ينخر الظلام بخطوطه المستقيمة،وهما متعلقان بالأمل الذي قد طال انتظاره , فاستلا أقدامهما الحبيسة بقوه مضاعفة وبخطوات متباعدة ومفزوعة انطلقا نحوه محاذيان لأطراف أهدابه ) .
( 2 )
ــ : اركبا قالها وهو يغتال ضحكته بلثامه ويحتقن بقاياها .
هلا " أسامه " قالاها بصوت واحد والفرحة تغمرهما . : ــ
( صمتوا برهة والراحلة تعارك الرمل فيصدرعنها حنين يبترسكون الليل .
وصلوا ثم أضاء " أسامه " المكان فكأنه منحهما الأمان في مسافه لابأس بها هناك على شواطئها تمازج بين الضوء والظلام ذلك هو اقصى حدود الطمأنينه بالنسبة لهما فانتعشا في حدودها ، داعبه أحدهما بخبث )
ــ : " الفيلسوف " .
( في البداية كان يشعر بضيق نحو هذه التسمية أما الآن وقد أصبح لديه قناعه بأنه اكتسب مناعة ضدها ، فتكرار الشيء يفقده قيمته وأهميته وقوته ، فالضربة الأولى أشد إيلاما من الأخيرة - هكذا كان يعتقد على الأقل - آثرالصمت ثم أشعل النار فاقتربا إلى جواره ، وبعدئذ اكتمل عقد " الشبه "..)
ــ : إنك والله لــ " داهيه ". قالها أحدهم لآخر .
( أسند " الداهيه " - على حد تعبير صاحبه - جثته على ذراعه
الأيمن و حرر لسانه من بقايا برتقالة كان يلوكها ... وتلفظ بكلام طويل تفوح منه رائحة عفنة !!!. الكل يعرف ذلك , لكن صاحبه ليس من الكل ، علق بكلام كله مداهنة وكرر.. )
ـــ : أنا أقول بأنك " داهيه "
( هز " الفيلسوف " رأسه يمنة ويسرة بحركة بطيئة استنكارا لماسمع تململ لم يجد سوى" الملقاط " فأخذ يعبث بالنار، يود احراق كل ما سمع منذوا لحظات ... سرقه هاجسه ... يالهما من أحمقين هل ينتقمان من المجتمع لضعف في نفسيهما !!؟ ربما
( إن النفس لأمارة بالسوء) . ولكن لن اسكت سكوتي معناه الرضا أعرف أن لهما هيبة وسطوة لدى الآخرين، الكل يخشى لسعاتهما الخبيثة . آه كم من المغالطات نمارسها ونراها في حياتنا اليومية !!. سرقه من هاجسه صوت " الداهيه " حيث أرعد كأنه صاعقة) ــ : نحن بحاجة إلي الشواء .. ( موجها كلامه للواقف قرب
" الذبيحة " ، فزجره هذا على غير عادته )
ــ : دعك من الشواء والهراء .
ــ : ماذا تعنى !؟
( انتفض " الفيلسوف" وشعر بأنه قد حان الوقت للتدخل كيف لا ..!! والفرصة قد سنحت )
ــ : يعني، وأيضا أنا أعني بل الكل يعني بأننا معترضون على كل ماسمعنا !!!.
(اشتد الحوار وحمي وطيسه, وكالعاده لم يُتح له بأن يأخذ حقه في الحوار ولا حتى الشجار بل أثار " الداهيه " ورفيقه الضجة والفوضي والبقية في حياد , فأصبح الجو غير صالح لنمو الأفكار الصادقة السوية ... سرقه هاجسه مرة أخرى... أعرف أنهما لا يملكان الحجة الدامغة وأنهما على أساس غير متين ، هما أيضا يعرفان ذلك والكل أيضا ، لكن الكبرياء الشيطانية تجبرهما على عدم الاعتراف بالخطأ... خساره كان الأمل يحدوني لاقناعهما ولكن لا اقتناع كالعادة ...)
( 3 )
انتشل " الفيلسوف " نفسه من هاجسه إلى واقعه وأحب أن يسامر الليل بحكاية )
ــ : ممكن - قالها للجميع - يقصد بأن يبدأ حكايته ؟
(همس " الداهيه " بإذن صاحبه)
ــ : هل سمعت !؟ ولكن سنستمع لا ضير! .
أحس " الفيلسوف " بهمسها دون مبالاة وقال) )
ــ : أنسلخ النهار ذات يوم فكسى الكون الليل ثم اختفى ذلك الرداء القاتم أمام بزوع ضوء القمر ذلك الفاتن ، موقعه وسط عقد من النجوم خطى رويدا ونظر لهن بكبرياء وصلف ، كأن لسان حاله يقول أنا طليق حرالحركة وأنتن أسيرات حر أن أختار منكن أو لااختار، كل واحدة منهن تتمنى الفوز بقلبه تهيأن للحظة الاختيار الوهمية استكملنا زينتهن ويا للأسف مررنا بواقع مرير، مر دون أن يختار !!! هل احتار في الاختيار!؟ بكن أسفا عليه وما أقسى أن تبكي النجوم لأاستطيع أن اصور حالة البكاء تلك إلا كما صورها الشاعر العربي لمحبوبته قائلا :
"وامطرات لؤلؤا من نرجس وسقت..وردا وعضت على العناب بالبرد"
هل فهم القمر معنى البكاء من ألم اللوعة والشقاء!؟ من حرمان الفوز باللقاء !؟ أم اصبح الوجدان لديه متبلدا !!
كانت خيوط ضوءه تتسلل نحو أحضان الأشجار فتفضح مفاتنهن ياله من اغتصاب ! تبدل حب النجوم كرها اتحدت مع الأشجار ضده ، وقتها بدأت تظهر في الأفق الجنوبي قطعة قائمه " سحابة سوداء " تتجه نحوه اشتد الصراع انتصرت عليه شوهة صورته . الأشجار ترقص طربا والنجوم تغمز بالعيون , دعذغتهن نسمة شماليةعزفت لهن لحن المحبة والانتصار ...
لعل القمر يفيق من الوباء!! ،و ينجلي عنه الغرور والغباء !!، ويتعامل في الزمن القادم مع كل شئ برقه ومحبة ويستقيم طبعه لعله!!
( مال "الدهيه "إلى صاحبه )
ــ : هل فهمت شيء !؟
ــ : لا !!
ــ : وأنا كذلك .. !!! .[/ALIGN]
[COLOR=blue]( رؤية / عبدالعزيزالنعام )
" عين حائل " خاص[/COLOR]