[ALIGN=CENTER][COLOR=red]فتياتنا .. لسنَ ثمناً بخساً[/COLOR]
كعادتهِ .. يستفردُ الكاتب - محمود صباغ - كتابته ذي "الصبغةِ" المُركبة فكرياً و أدبياً في صحيفة الوطن السعودية ، مُطالباً وزارة التعليم العالي بإلغاء شرط المَحْرم للمبتعثات - و كحد قولهِ - من بابِ سدِّ الذرائع ! ، و لا أفهم من كلمةِ "ذرائع" سوى شقيْن يتضمنان فحوى مقالته المُشبعةِ بكمٍ مهول من الأفكار "التغريبية" التي و لا تزال تلحق بنا الأذى في كل ما نستجده حاضراً بُغية الوصول إلى مراتب علمية مُتقدمة ، فالشقُّ الأول يُعنى - ضمنياً - بمواكبة المُتغيرات - أي بمعنى ترسيخ مفهوم الحداثة التعليمية بصورةٍ مُركزة و هذا جيد ما لم يشوبه مُنكر ! - أما الشقُّ الآخر و المُتضمن لذات المقال ، هو تحرير الطالبة المُبتعثة من قيود الدينِ المفروضة و الواجبة دونما جدال أم حوارٍ و إن كان مصبوغاً بألوانٍ أكثر جودة من بعض "التلونات" الفكرية الباهتة ! ... .
يستجدي - محمود صباغ - بموضوعهِ الآنف في يوم الأربعاء الماضي ، وزارة التعليم العالي لفكِّ قيد و شرط المَحرم للطالبات المُبتعثات واصفاً مثل هذه الشروط بالتقليديةِ ، فيما يستطرد بالتعبير عن أننا مُقبلين على أعتابِ دورةٍ جديدة من "التاريخ" ! ، الأمر الذي ألزمني بالتفكير عن تاريخ ذات الكاتب في "المملكة" أصلاً ! ، قبل التشدق بما لا يتوائم مع مقتضى الحركة التعليمية و التربوية الواسعة حسبما يتطابق تاريخياً في هذه البلاد .. .
ما أود أن أرمي إليه ، هو أنني - و في المقام الأول - أحترم رأي كاتب تلك "المقالة" لتطبيق نظرية الرأي ، و الرأي الآخر ، ذلك لمحاولةِ الإبتعاد عن تُهم التشدد - و لو كانت بدافع غيرتي على فتيات بلدي - فمن الواضح أن كُتاب "الوطن" تحديداً يعتبرون أن مُخالفة آرائهم تأتي بمحض آيديولوجية الفكر التشددي المُكفر في الأحيان ! ، و لعمري لم نكنْ كمجتمع مُحافظ بالدرجة الأولى بمثل ما يتصوره هؤلاء الكُتاب الذين أستطيع تسميتهم بـ "المُستجدين" في خضمِّ شعبٍ سعودي ذا تاريخٍ مُشرف و على كافةِ الأصعدة ، فمحمود صباغ الذي لم نره في السنواتِ الآنفةِ من بين طيات الصحف يطلَّ بوجهه اليوم عبر الإعلام ، و يضرب في صلبِ هذا المُجتمع "الغيور" وفق الإرث "الديني" السمح الذي أخذه على عاتقهِ طيلة عقودٍ من الزمن ، لتسيير "أنظمة" دخيلة تهدف إلى "تغريب" الطالبات المُبتعثات بدلاً من إحياء "الترغيب" في نفوسهن بما تنتهجه وزارة التعليم العالي - تحديداً - من مُعطيات تتوافق مع الشريعة الإسلامية قبل أن تكون مُنسجمة إجتماعياً في العُرف المجتمعي راهناً ، إلا أنه أمضى يستمرئ في معرض حديثه "تهميش" شرط المحارم للفتياتِ مُعتبراً إياه تارة بـ "اللا منطقي" ، و تارة أخرى بـ "اللا معقول" ! ، و إن بحثت - عزيزي القارئ - في الأسباب لجدوى هذا "التأويل" لوجدتَ أن الكاتب - و بالفعل - ما هو إلا غارق في بحرٍ من المساوئ تجاه دينه و وطنه بالإسهاب في الحديثِ عن أن جامعة الملك عبد الله "كاوست" قد إتخذت منحى ينبغي للمسؤولين و القائمين على برامج الإبتعاث الخارجي - كحد تعبيره - إجتراح قاعدةٍ فقهية "عصرية" ! ، من أجل إنتزاع شرط "المحرم" وفق فقهٍ ديني و كأن هذه الزمرة من كتبة "العصر" كما قال تعالى : { يُريدون أن يُطفؤوا نور الله بأفواههم و الله مُتمُّ نوره و لو كَرهَ الكافِرُون } ... .
و ليكرهنا الكَفرَة عن بكرةِ أبينا يا محمود صباغ بمن فيهم "أمريكا" ! ، لطالما أن "الضرب" في عمودِ الدين هو بمثابة "المغبة" اللعينةِ في زمن إشتمل على صفات "الفسوق" ، و سمات "الإنحطاط" ! ، و نحنُ نعتزُّ بأن لنا ديناً أعزنا الله عز و جلَّ بهِ إلى يوم "الدين" ، إنما الفتاة المُسلمة على وجهِ التحديد و الحصر لست ثمناً بخساً لترميهِ أينما شئت و كيفما جاد بكَ "العقل" و الهوى ، و عبر صحيفة "سعودية" من المُعيب أن تسمح لفكرةِ إلغاء شرطٍ ديني "حكيم" كالمحرم بالنسبة للفتاة المُبتعثة ، قبل أن يكون شرطاً - قانونياً - ينبثق من بين ثنايا دولة دستورها القرآن الكريم ، و السنة النبوية الشريفة .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد بن مساعد
كاتب وإعلامي سعودي
" عين حائل "[/COLOR]