[ALIGN=CENTER][COLOR=red]سروال محمد نور[/COLOR]
لم أصدق ما قرأته خلال اليومين الماضيين في إحدى الصحف عن قضية معلم تربية إسلامية في إحدى المدارس المتوسطة وضع أسئلة لطلاب الصف الثاني المتوسط مثيرة للجدل في مادة الحديث مما جعل مدير المدرسة يقوم برفع هذه الأسئلة إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم والتي بدورها أفادت بأنها ستقوم باستدعاء المعلم والتحقيق معه ومن ضمن الأسئلة التي قامت الجريدة بنشرها أن المعلم قام بوضع الأسئلة التالية لمادة الحديث :
ضع دائرة حول الإجابة الصحيحة : تركي يلبس بنطلون طيحني – محمد نور يلبس سروال سنة – ياسر القحطاني يلبس (هاف)- السؤال (من أكثرهم حياءً) : ياسر – محمد – تركي – لا شيء مما ذكر. وهناك سؤال آخر تضمنته الأسئلة أكثر غرابة وهو : (معلم الإنجليزي، والمغني المسلم، والمشجع النصراوي، والمدرب الكافر، من منهم يجتمع في حقه الحب في الله والبغض في الله).
كثيراً ما كنت أسأل نفسي عن تأهيل الطيارين في بلادنا وكيف أنه عرف عنهم بأنهم من أفضل الطيارين فهم يجدون التدريب والرعاية والعناية الفائقة والمتواصلة إضافة إلى تجديد تأهيلهم ورخصة ممارستهم للمهنة باستمرار كذلك الأطباء السعوديين الذين وصلوا إلى درجة العالمية في عديد من المجالات وذلك من خلال ما يحصلون عليه من إعداد وتأهيل جامعي مبكر وتدريب على رأس العمل ولذلك فإن الاهتمام بمثل هذه المهن والتي تكون مسؤولة عن أرواح البشر تجده مرتفعاً وتجد الانتقاء لها مميزاً وبعد ذلك فإن التدريب والمتابعة والتأهيل تكون مستمرة لعدة سنوات.
ولذلك فيجب أن نتعامل مع مهنة المعلم بالأسلوب نفسه، إذ إنها من أهم المهن على الإطلاق فهو مربي الأجيال وهو الذي يزرع في عقول الصغار المبادئ والأسس وهو الذي يسعى لتشكيل الجيل الذي تقوم على أساسه الدول وهو الذي نستأمن عليه فلذات أكبادنا الذين نسعى وتعمل من أجلهم بل إن مهنة التعليم هي التي يطلق عليها أحياناً اسم المهنة (الأم) فجميع التخصصات بمختلف أنواعها إنما يقدمها المعلمون ومع ذلك نجد أن الاهتمام به في أدنى المستويات سواء من حيث الاختيار فمهنة معلم هي المهنة التي يلجأ إليها كثير ممن لا يجدون وظائف ويتم تحويلهم إلى القرى والمدن الصغيرة ليقضوا هناك فترة زمنية معينة تصل إلى عامين أو أكثر يكرهون فيها مهنة التعليم بل يزهدون فيها ليتم تحويلهم بعد ذلك إلى المدينة دون أن يتلقوا أي تأهيل أو تدريب أو غيرها من الوسائل التي تساهم في الارتقاء من مستوياتهم.
إن لدينا عديدا من نماذج المدرسين المتميزين في عديد من المدارس وهم يبذلون قصارى جهدهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم والإبداع في تقديم المادة الدراسية وبعضهم يقوم بذلك على حسابه الخاص، ولكن ما هو مطلوب اليوم هو أن يتم التعامل مع مهنة المعلم على أنها مهنة حساسة للغاية وأن يتم اختيار المعلم وفق مواصفات معينة كما يختار الطبيب أو الطيار ويتم تأهيله ومتابعته مثل ما يتابعون بل لا بد أن تكون هناك رخصة للمعلم تجدد دورياً ونأمل أن تساهم الاتفاقية التي تم توقيعها بين مركز القياس والتقويم ووزارة التربية والتعليم بخصوص إصدار رخص المعلمين في تحقيق هذه الغاية التي نسعى من خلالها أن تكون مهنة التعليم لدينا هي أرقى وأفضل المهن وأن تكون كذلك من المهن صاحبة الدخول المميزة وأن يتوافر للمعلم فرصة الترقي والتطوير في سلمه الوظيفي وألا ينضم إليها إلا النخبة الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم ليكونوا نموذجا لغيرهم من المعلمين والمعلمات في باقي الدول وليخرجوا لنا أجيالاً مميزة من الطلبة والطالبات ليقودوا هذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة[/ALIGN]
[COLOR=red]إبراهيم محمد باداود
" عين حائل " [/COLOR]