[COLOR=blue][ALIGN=CENTER]رواية[/ALIGN] [/COLOR][COLOR=red][ALIGN=CENTER]دستور مملكة النحل ... الحلقة الأولى [/ALIGN][/COLOR]
[ALIGN=CENTER]يحكى أن هناك جزيرة صغيرة في وسط نهر كبير تقدر مساحتها بمئتين وربع المئة متر مربع فقط وكانت تلك الجزيرة الصغيرة تشبه دينار الذهب عندما يلقى على بساط أزرق ، وفي يوم من الأيام مر قارب صغير من جانب تلك الجزيرة الصغيرة وكان على متن ذلك القارب رجل طاعن في السن واسمه مرزوق ، وحينما رأى مرزوق جمال تلك الجزيرة الصغيرة قال في نفسه لعلي أرسي قاربي على شاطئها ثم أستريح قليلا عليها ، وبالفعل أرسى الرجل العجوز سفينته على شاطئ تلك الجزيرة وأخذ يتجول هنا وهناك وما هي إلا دقيقتين احتاجها مرزوق كي يشرف على كل ما في تلك الجزيرة الجميلة .
وبعد جولة العم مرزوق في الجزيرة الصغيرة رأى في وسط الجزيرة صخرة متوسطة الحجم فقال لعلي أنال قسطا من الراحة بجانب تلك الصخرة وبالفعل توجه العم مرزوق إلى الصخرة ونام قليلا تحت ظلها وعندما استيقظ تبادر لذهن العم مرزوق سؤال ألا وهو لماذا لم يأتي أحد من الشاطئ الأيمن أو الأيسر ليستثمر هذه الجزيرة فالجزيرة في متناول الجميع كما أنها ذات تربة خصبة والماء العذب يحيط بها من كل الجهات . وبينما العم مرزوق يتمتم ويطلق نظراته يمينا وشمالا أدخل يده في جيبه وأخرج منه صرة ملفوفة ثم قام بحل الصرة و إذا بها بضع تمرات صغيرات فتناول العم مرزوق حبه تمر وبدأ بمضغها ثم استخرج النواة من فمه وألقاها أمامه على تربة الجزيرة وما هي إلا دقائق حتى قام العم مرزوق من مكانه وتوجه نحو قاربه الصغير ثم رحل عن هذه الجزيرة الجميلة .
ثم مرت الأيام تلو الأيام على جزيرتنا الصغيرة وفي أحد تلك الأيام التي مرت ظهر على سطح تلك الجزيرة نبتة غريبة الشكل مختلفة عن كل الشجيرات والنباتات التي تنمو على مدار السنة في تلك الجزيرة ، حيث أنها كالشوكة في بداية أمرها منتصبة نحو السماء ترتفع في نموها يوما بعد يوم بشموخ غريب وكانت تلك النبتة الغريبة تختلف عن بقية نباتات الجزيرة التي تنمو وهي منبطحة كشجرة القرع والبطيخ وغيرها ثم مرت الأيام فالشهور فالسنون وبعد مضي ثلاثين سنة تقريبا أصبحت تلك النبتة الغريبة شجرة عظيمة منتصبة نحو السماء فيا ترى ما هوية تلك الشجرة الغربية التي لم يسبق للجزيرة حمل أختها ، أنها شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء قد ساق الله بذرتها رحمة بجزيرتنا الصغيرة وقد جعل الله سبب مجئ هذه البذرة المباركة هو ذلك الرجل العجوز الذي أرسى سفينته الصغيرة قبل ثلاثين سنة حيث أنه تناول حبة من التمر وألقى نواة تلك التمرة على تربة تلك الجزيرة الطيبة فنبتت نخلة مباركة تؤتي أكلها كل عام ولا تظلم منه شيئا ، وقد صار لتلك النخلة العظيمة ظلاً يقي أغلب أرض الجزيرة من حرارة الشمس الشديدة كما أن ثمار النخلة جذبت أنواع كثيرة من الطيور لأنها أصبحت مصدر غذاء لها كما أن ما يتساقط من ثمار النخلة على الأرض كان هبة من الله ورزق للنمل وبعض القوارض التي كانت تعيش على سطح تلك الجزيرة .
ثم بدأت الحياة تزدهر في تلك الجزيرة الصغيرة وكان وجود تلك النخلة سببا بعد تقدير الله في بقاء أنواع من الطيور في الجزيرة حيث أن تلك النخلة أتاحت فرصة بناء أعشاش للطيور على سعفها وساقها ، وقبل وجود النخلة لم تتمكن الطيور من الاستيطان في الجزيرة لأنها تخشى على صغارها عندما تبني أعشاشها على الأرض وأيضا هناك سبب آخر يمنع الطيور من البقاء في الجزيرة وهو شدة حرارة الشمس التي تتلف البيض ولكن عندما نمت النخلة المباركة أمنت للطيور المناخ المناسب لبقائها على سطح الجزيرة ، ثم أصبح سطح الجزيرة جنة من جنان الدنيا ماء عذب يحيط بها من كل الجهات ونبتات خضراء ونخلة زين انتصابها وجه الجزيرة فأصبح كل سكان الجزيرة يسبحون الله ويثنون عليه على ما وهبهم من جمال هذه الجزيرة ولين العيش فيها .
وفي يوم من الأيام زار تلك الجزيرة ملكة نحل مصابة بجرح في جسدها وعندما وصلت تلك الملكة المسكينة إلى أحد سعف النخلة حطت عليه وأخذت تعالج جرحها بسحب شيء من عصارة النخلة ثم تدلكها في منطقة إصابتها ، ..........[/ALIGN]
للمعلوميه يتبع هذه الروايه العديد من الروايات
[COLOR=red]بقلم الاستاذ/ ناصر الهواوي[/COLOR]