[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الأرواح جنود مجندة[/COLOR]
لاشك أن الناس يتفاوتون فيما بينهم فمنهم من هو مفتاح للخير دال عليه ومنهم من هو مفتاح للشر جالب إليه يقول عليه الصلاة والسلام ( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير)
فمن حكمة الله تعالى أن جعل الإنسان ميّالاً بطبعة إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم والأنس معهم وتقليدهم والتأثر بهم وما يترتب على ذلك من أثر واضح في فكر المرء وسلوكه ومنهجه سلباً أو إيجاباً بحسب صلاحه وفساده فالمؤمن الفطن هو الذي يختار الصحبة الطيبة التي تعينه على فعل الخير ويتجنب الرفقة السيئة التي تحث على خلاف ذلك يقول الله تعالى ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوُ إلا المتقين )
والرسول عليه الصلاة والسلام ضرب لنا مثلاً في الجليس الصالح بقوله ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير إما أن يحاذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاُ خبيثة )
فالرفقة الطيبة الصالحة تنتفع بمجالستهم واحدة من إحدى ثلاث إما أن يعطيك ويهدي عليك أو تشتري منه أو في أدنى الأحوال تجد منه الرائحة الطيبة والمؤثرة على نفسك وبدنك وثيابك وأن من آثاره عليك أن يسير بك إلى طاعة الله عز وجل ويبعدك عن اقتراف المعاصي والآثام والدعاء لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك وأنه بمجرد رؤيتك للصالحين والأخيار تذكر الله تعالى
يقول عليه الصلاة والسلام ( الأوراح جنود مجندة فما تعارف منها إتلف وما تناكر منها إختلف )
أما الرفقة السيئة تتضرر منهم بمجالستهم فهم كمثل نافخ الكير وهو جلد غليظ ( المنفاخ ) ينفخ به النار فهو إما أن يتطاير عليك من شرر ناره فيحرق ثيابك أو تجد منه الرائحة الكريهة التي تصيب بدنك وثيابك وأن من آثاره عليك أنه يخفى عليك عيوبك ويدلك على المعاصي وتسويف التوبة وطول الأمل
يقول الشاعر :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
اللهم اجمع قلوبنا والقارئين وجميع إخواننا المسلمين على طاعتك ووفقنا للجلساء الصالحين الذين يأخذون بأيدينا إلى دينك وأن ترزقنا فعل الخيــــــــــــــــرات واجتناب المنكرات وأن تجمعنا في مستقر رحمتك .. آمين يا رب لعالمين
والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.[/ALIGN]
[COLOR=blue]صالح بن محمد عبد المحسن الخدام الفايز
( عين حائل ) خـاص[/COLOR]