[COLOR=red]المعلمة السعودية .. Super woman[/COLOR]
و بكلِّ جدارةٍ و إستحقاق ، أستطيعُ القول أن المُعلمة - السعودية - في المملكة تضطلع بأدوارٍ بطولية ! ، أعترف أمام الملأ أنني كشابٍ ليست لديَّ ذاتَ القدرة على هذا - الماراثون - التربوي و التعليمي في آنيةٍ واحدة ، و إن شاءت الأقدار و تمادت هذه المرأة - السوبر - للدخول في عالم الأولمبيادِ لألعاب "القوى" ، فحرياً بنا و بجميع أفرادِ هذا الشعب النبيل أن نكون مُجرد - مُتدربين - تحت تدريبها لسباقِ "التحمُّل" و اللهث وراء طلب "المعيشة" ، و التي لا تأتي عبثاً ! ، و لكنها تُنتزع من فمِ "الذئاب" البشرية ، تارة في الخطوطِ الطويلة ما بين المُدن و القرى و المُمتدةِ إلى مئاتِ الكيلو مترات ، و تارة أخرى من فمِ بعض المسؤولين في إداراتِ التربية و التعليم ! ، رغماً عن كلِّ ظرفِ مكانٍ أو زمان ... .
صدقوني .. القضية ليست مُختصة بوزارةٍ - معنية - لشؤونها كمُعلمةٍ لها من "الحقوق" ، ما يفوق قضايا "حقوق الإنسان" بما فيها من "البشوتِ" المُطرَّزة لأعضائها الكِرام و مسؤوليها "البرَرة" ! ، بقدر ما هي قضية "وطن" بأكمله ! ، و قضية أمن بمُختلفِ قطاعاتهِ و أجهزته ، و قضية "دماء" مُهدرة فوق تلك الطُرقات التي لا تزال شاهد عيانِ لهنَّ ، و قضية - إستنزاف - جسد كان ينمو بين ردهاتِ الجُدران المدرسية ، و اليوم - يموتُ - ذهاباً أو إياباً ، منها أو إليها ! .. .
تأملوا قليلاً معي حول هذه - الكاريزما - النادرة لإمرأةٍ ، قدَرها الوحيد أن قبلت بالعمل في حقول التربية و التعليم ، و خاصة من النواحي الماديةِ الصَّرفة ! ، فهي المُخولة بديهياً لشراء أجهزةِ - البروجكتور - لتقوم عليه بالشرح أمام الطالبات ! ، و هي المُتعهدةِ الرسمية - و حتى من غير الرسمية أصلاً - بالصرفِ على لوحاتِ الفصل المدرسي و ما يتضمنه من مُستلزماتٍ شرائية بحتة ! ، و إن عرِجنا بإستكشافِ مكامن هذه "العظمةِ" الجليِّةِ في نفسها كإمرأة ، فهي - المبعوث الخاص - لدى أكثر من 600 طالبة في مدةٍ أقصاها 25 دقيقة لتكون من بينهنَّ في تلك "اللحظات" التي يقولون أنها "فسحة" لتناول وجبةِ الإفطار و الترويح عن النفس و إستعادةِ التوازن العقلي و النفسي معاً و السماح بالحديث لعموم البنات ، و كل ذلك في أقل من نصفِ ساعة ! ، بينما يكمنُ سبب وجودها فقط لـ "الإشرافِ" على حركةِ السير - و طابور - المقصفِ المدرسي في باحةِ المدرسة ! ، و لم يبقَ سوى أن تُنظم عملية سير المركبات في الشوارع ما بعد الإنصراف ! ... و ليس بعد : فهي - أي المُعلمة - الراعي "الماسي" لمُعظم الإحتفالاتِ - المدرسيِّة - و المُنتج "الذهبي" الفريد من نوعهِ للكثير من النشاطاتِ - الأضحوكةِ - في داخل الفصول من تطريزٍ و تفصيل ! ، و المُمثل - البرجوازي - و الطبيعي للمدرسةِ في مُعظم الأسواق التجارية و المولات في حين "التمركز" بها كمُعسكرٍ - معروفٍ - لإبتياع ما تحتاجه ذات "الطالبة" في فصلها - أو في بيتها - سيَّان ! ، و لا أعتقد أن مُعلمتها - السوبر - ستُمانع بتقديم بعض الخدماتِ "الطبيةِ" في حال أن إحدى طالباتها قد أصيبت بشيء من "الدوار" أو الإغماء ! ... .
و أخيراً ، تُختار هذه المُعلمة - العظيمة - بحق و بالإجبار "القسري" للتوقيع على ورقةِ "النوبة" في فترةِ الظهيرة ، للمرور على كافةِ المرافق و الأروقة في مدرستها ، و الوقوف على دوراتِ المياه نهاية عملها الأساس ! ، و إغلاق كلِّ الأبواب ، و التأكد من سلامةِ المبنى ككل ، حتى تترقب آخر نسمةٍ لإبنةٍ تخرج من هذا المُعتقل لتعود في أحضان والديها ، و حينها تبدأ التفكير عما إن كان أحد أبنائها في إنتظارها - و هو الشعور الدائم لقلبها النابض دوماً - أم أن زوجها بحاجةٍ إلى "لقمةٍ" يهنأ بها بعد مضي يومٍ من العمل - و الممهور - بإمضاءٍ "عظيم" لـ "المُعلمة السعودية" .. لـ "super woman" ! .. .
[COLOR=blue]وليد بن مساعد
كاتب سعودي
" عين حائل " خاص[/COLOR]