[ALIGN=CENTER][COLOR=red]وظيفة حكومية .. ![/COLOR]
أحدُ الظرفاء إستعانَ بالإنترنت للدخول على موقع وزارة الخدمة المدنية ، يدفعهُ الفضول لمعرفةِ آخر ما توصلت إليه هذه الوزارة ! ، و برغم أنه يعملَ في إحدى المؤسساتِ - الإعلامية - الكُبرى إلا أنه أراد فقط التوصل إلى - إيفادٍ - مُحددٍ من خلال ذات الموقع ، و هو عن كيفيةِ الحصول على "وظيفة" حكومية كحدِّ فضولهِ ! ، و حينما صال و جال بـ "فارتهِ" عبر الصفحة الرئيسية إجتذبهُ "الإستايل" و تصفيف الأيقونات التي إبتدأتْ بنبذةٍ لا أعلمُ مُختصرة أم مُطولة ، وحتى آخر بندٍ يختصُّ بالإحصائياتِ التي حققتها هذه الوزارة بُعيد إنشائها قبل مضي ثلاثين عاماً ! ... .
يقول : والله لو قيدوني بالسلاسل و "الأصفاد" للعمل في مثل هذا النطاق - الحكومي - الفظِّ لما قبلت ! ، و ببداهةِ الموقف سألتهُ عن السبب ، قال : في مثل هذه المواقع الحكومية يضعون إشتراطات و بنود أقل ما توصف بـ "الغليظة" و كأن الوظيفة في القطاع العام كنزٌ ثمين مَطليٌّ بـ "الذهب" ! ، و لذا جعلوا من إعلانات - التوظيف - كما لو أنها تحذيرات و إنذارات تتفجرَ في وجوهِ المُتقدمين ريثما يتم "الإعلان" عن الفرص المحدودةِ لمثل هذه الوظائف ذي الصلاحيةِ المُنتهية ! .. .
أتسائلُ عادةً في ظلِّ التقدم - الملحوظ - الذي يشهدهُ القطاع الخاص بتوفير المَزايا للمُنتمين إليهِ من كلا الجنسين ، و شتى الجنسياتِ المُختلفة ، عن "الخصال" التي لا تزال تتمتعَ بها الوظيفة الحكومية في واقعٍ محموم بالتنافسية - الوظيفية - لذوي الخبرات العملية الرائجة في سوق العمل السعودي تحديداً ! ، فهل كانَ الأمانُ "الوظيفي" مطلباً و ضرورة للفرد ؟! ، حتماً سيجدها - اليوم - في كُبرى الشركات و المؤسسات الخاصة ، و أسوق هذهِ المعلومة - على مسؤوليتي - الكاملة خطياً و حرفياً ! ، و هل كانت المداخيل الشهرية - مثلاً - عامل جذبٍ لعموم السعوديين - المفتونين - بالمِهن الحكومية بشقيها المدني و العسكري ؟! ، الأمر يسير ! ، سيجدها هي ذاتها في "الرديف" المؤسساتي و التجاري الذي تعملقَ في ظرفِ سنواتٍ معدودةٍ على أصابع اليدِ الواحدة ! ، و رغم هذه المُميزات - المطلوبة - التي تُقدمها القطاعات الخاصة لجميع موظفيها - سعوديين و مُقيمين - من "بدلاتٍ" مُجزية و عمولاتٍ نقديةٍ مُربحة و تأميناتٍ طبية "ضرورية" لهم - و للزوجةِ و الأبناء - في أفضل المُستشفيات و المراكز الصحية ، لكنما لا يزال "اللهث" و الطمعَ جديران بمن ينتظرُ مكتباً وثيراً قد مرَّ عليهِ عقوداً من الزمن و على مرتبةٍ وظيفيةٍ هزيلة لا تُجدي نفعاً في حاضرنا الموبوء بحياةٍ معيشيةٍ تشي بالمرارة ! ... .
أقول لجميع الشباب ذكوراً كانوا أم إناثاً : القطاع الخاص في إنتظاركم ، و الأبواب لا زالت مُشرعة أمامكم ، فقط غيِّروا قليلاً من مسارِ "الحياة" ! ، ستجدون الفرقَ واضحاً وضوح الشمس ! ، فكروا معي و لو زهاء لحظةٍ عابرة : أنتم تنتظرون المُستحيل ! ، إنها وظائف حكومية ستُزيد من حياتكم بؤساً و كسلاً و خمولاً مُميتاً ! ، نصيحتي ، فالزمنُ غير ما عهدتم ! ، و المُتطلبات ستتفاقم مع مرور الوقت ، فيما الكثير منكم يعيش هياماً طويلاً و علاقة - غرامية - مع النمط الحكومي الماثل للزوال ! ، و ببساطةٍ مُتناهية : إصحوا من هذه الغفلة فالبعضُ من صغار شبابِ هذا المجتمع أصبحَ راهناً يُنادى بالإستشاري و الخبير و مُديراً لمناصبٍ عُليا ! ، و السبب الوجيز و التافه ، أنه بدأ صفراً ، و أنتهى رقماً - عريضاً - ذا وزنٍ يُشار إليهِ بالبنان .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد بن مساعد
كاتب سعودي
" عين حائل " خاص[/COLOR]