[ALIGN=CENTER][COLOR=red]شكر الله تعالى سعادة للأنسان في حياته[/COLOR]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
عرّف العلماء الشكر بأنه ظهور أثر نعمة الله تعالى على لسان عبده ثناءً واعترافا وعلى قلبه شهوداً ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة .
فالشاكر من يكون لسانه مشتغلاً بالثناء على ربه معترفاً له بنعمه ويكون قلبه مملوءاً محبة لله على هذه النعم وشهوداً بأنها منه فضل وإحسان وتكون جوارحه مشتغلة بطاعة الله تعالى استسلاما وانقيادا
لهذا كان الشكر من مظاهر العبادة التي دعا إليها القرآن الكريم يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )
فكلمة الشكر من جوامع الكلم التي تظم كل خير وتشمل كل ما يصلح به قلب الإنسان ولسانه وجوارحه فالذي لا يحب الله ولا يشهد قلبه بأن ما فيه من النعم إنما هو من الله فضلاً وإحساناً ليس بشاكر والذي لا يثني على ربه ولا يحمده بلسانه ويخوض في الباطل ويشتغل لسانه بلغو القول ولهو الحديث ليس بشاكر والذي يعطيه الله من العلم شيئاً ولا يعمل به على طاعته بصرفه في وجوه الخير والبر ويبخل به أو يصرفه في معاصي الله ليس بشاكر )
لهذا دعا الله تعالى إلى التخلق بالشكر في كثير من الآيات قال الله تعالى (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ) فقد مدح الله نبيه إبراهيم عليه السلام لقيامه بواجب الشكـــر قال الله تعالى ( إن إبراهيم كان قانتا لله حنيفاً ولم يكن من المشركين * شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنه وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) كما تفضل الله بعدم عذابهم قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )
فالله سبحانه وتعالــى وعد الشاكرين بأن يزيد لهم النعم في الدنيا ويحفظها لهم فقال سبحانه ( وإذا تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
فالإنسان عليه واجب الشكر نحو خالقه فإن لم يفعل كان بذلك مقترفاً أشنع أنواع الجحود والنكران ألا ترى أننا ننكر على الشخص الذي لا يسدى الشكر لمن أحسن إليه من البشر فما بالك بمن لا يسدى الشكر لخالقه مصدر كل النعم ولا يمكن أن تكون مقربين إلى الله من
غير شكره وهذا ما أمر به الله يقول الله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
ومنفعة الشكر لا تعود على الله فإنه لا ينتفع بشكر الشاكرين ولا يتضرر بكفر الكافرين وإنما منفعة الشكر عائدة على الشاكر فهو يطهر النفوس ويقربها من الله ويوجّه إرادتها إلى
الوجهة الصالحة في إنفاق النعم في وجوهها المشروعة ولهذا يقول الله تعالى ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله عني حميد )
أما كفران النعم فيعرضها للزوال لأنها تجعل المرء غير مبال بها ويبددها بدون منفعة ويتلف ما أنعم الله به عليه من نعمة الصحة والعافية ويسير على غير المنهج الذي رسمه له خالقه فيؤدي به إلى غضب الله والبعد عن رحمته يقول الله تعالى ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )
فالشكر لله تعالى يعتبر من دعائم سعادة الإنسان في هذه الحياة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،،
[COLOR=blue]صالح بن محمد عبد المحسن الخدام الفايز
( كـاتب " عـيـن حـائل " )
خـــاص[/COLOR][/ALIGN]