[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]منتهى العدل،، الإنسان مسير ومخير!![/COLOR]
الحقيقة أن الإنسان في هذه الدنيا يسعى لما كتبه الله عز وجل له في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة فقد كتبت الأرزاق والآجال وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف، ولكن ليس معنى ذلك عدم السعي وانتظار المكتوب فقط دون بذل الأسباب!! لأن الله عز وجل يعلم بعلمه الأزلي ما سيفعله عبده وبناء على ذلك يقدر الأمور وإلا فبأي حق يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار إذا كانت الأمور محسومة سلفاً والناس مسيرون فقط وليس لهم حق الاختيار، يقول تعالى ( ولا يظلم ربك أحدا) فإن الله يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لذلك فمن منتهى العدل أن يكتب للمؤمن عمل الخير و يهدى إليه كي يدخل الجنة برحمة رب العالمين، والعكس يحدث مع الظلمة الكافرين في عمل المعاصي التي تنتهي بصاحبها الى النار وبئس المصير. فالإنسان مخير بين طريق الخير أو الشر (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) وفي نفس الوقت فهو مسير!! فإذا سلمنا أن من يدير هذا الكون هو الله عز وجل فإن من البديهي أن لا يحدث أي شي صغيراً كان أو كبيراً إلا بأمره (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) ولأن الله لا يظلم أحدا، فإن الإنسان مسير بناءً على الحق الذي منحه الله إياه وهو الاختيار بين طريق الخير أو الشر فليس من العدل أن يختار الإنسان طريق الخير ثم يقدر له عمل المعاصي والكبائر التي توجب النار.
ولعل الآية الكريمة التي يقول الله عز وجل فيها (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) توضح وبكل بساطة عملية التخيير والتسيير في أعمال العباد فإن الله عزو وجل هو القادر على تغيير الأحوال بمعنى أنه يسيرهم على نهج معين(كن فيكون) ولكن بشرط أن يغيروا أنفسهم بأنفسهم أي أن الله أعطى الإنسان حق قرار الاختيار بين تغيير الحالة أو البقاء عليها وبناءً على هذا القرار الذي يعلمه الله عز وجل بعلمه الأزلي قبل أن يخلق السموات والأرض فإنه يقدر الأمور ويسيرها، وذلك منتهى العدل ومقتضى الحكمة وكل مخلوق ميسر لما خلق له.[/ALIGN]
[COLOR=blue]د / سالم بن فرحان العنزي
* رئيس قسم التربية وعلم النفس بجامعة حائل ومستشار الأسرة والزواج بمركز التنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية[/COLOR]