[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]إلى جميع المسئولين بالمنطقة [/COLOR]
ليس من العدل أن يقوم كل مسئول منكم في هيئة أو جهة حكومية بتعيين أقاربه في الجهة التي يعمل بها، فقد بات من الواضح أن كثيرا منكم من يتولون مسؤولية الجهات الحكومية يضم العشرات من أقاربه فيها.
وكأنكم تملكون الجهات الحكومية وخاصة من يملكونها علي المشاع بحسب منزلة كل واحد منهم. وهم بمقتضي تلك الملكية يتصرفون فيها وفقا لما يروقهم ويوزعون عطاياهم علي أقاربهم وذوي أرحامهم. وهي ظاهرة مؤسفه وصلت إلي حد المشكلة المؤرقة التي تحتاج إلي حل وتفتقد إلي المراقبة والمحاسبة.
إن الوظيفة العامة ليست مغنما لطلابها. وإنما هي واجب عام لا يتحمله إلا أكفأ من يقدر علي القيام به. لأنها فرض كفاية يجب أن يتولاه الأقدر والأكفأ وإذا تولاه غيره يكون ذلك ظلما للوظيفة. وظلما للناس أجمعين. وظلما لهذا الذي تولاها وليس له من المؤهلات إلا أنه قريب لأحد المسئولين في الجهة التي يتقدم لها. وإذا كان اختيار الموظف يجب أن يقوم علي العدل والحياد فإن هذا الشرط مفتقد لدي هؤلاء الذين يعينون من قبل أقاربهم. لأن القرابة تمثل تهمه للقريب الذي يختار ويجب عليه بمقتضاها أن يتنحي ويمتنع عن التدخل في التعيين .
قوله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها".
ونهي عن خيانتها في قوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون".
وحسب من يختار بالمخالفة لما أوجبه الله من أداء الأمانة سوء العقابة لهذا الاختيار ممن اختار. وممن حصل علي هذا الاختيار وهو لا يملك من أسباب الترجيح غير صلته بقريبه المسئول في الجهة التي تم اختياره فيها وليس من مغانم الوظائف العليا. أو المكافآت المادية المقررة لها أن يقوم الموظف بتعيين أقاربه. بل إن ذلك حين يتم يمثل أسوأ استغلال للمنصب. وانحراف به عن مهمته الجليلة في الخدمة العامة ليكون وسيلة لتحقيق المآرب الخاصة والمصالح الشخصية. وقد جاء في الحديث: "من ولي من أمر المسلمين شيئا فولي رجلا مع وجود من هو أولي منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
ومما يحزن الإنسان ويزيده مراره وأسي أن تتفشي تلك الظاهرة في الهيئات وبعض الجهات الحكومية التي يفترض فيها الحرص علي العدالة وحراستها. فيعين أبناء المسئولين فيها بأساليب اختيار استثنائية رغم عدم استيفائهم لشروط التعيين. ومع وجود من هم أشد منهم كفاءة وأعلي تقديرا وأكثر علما واستقامة. فكل تلك المرجحات تتلاشي. ولا يصبح لها قيمة .
ايضاً لا ننسى الكثير من الموظفين المثاليين الذين يتم حرمانهم من الترقية وتهميشهم ، وترقية من هم متهاونون بالعمل وذلك بإعطائهم الدرجات الكاملة بتقويمهم الوظيفي ومساواتهم بمن يعملون صدقا .
أنا اعتذر لصراحتي الزائدة باتجاهكم ، ولكن هذا الحاصل الأن .كونوا قد الأمانة أو ابتعدوا ..
وتقبلوا فائق تحياتي [/ALIGN]
[COLOR=blue]يوسف الزهير
" عين حائل " خاص[/COLOR]