[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]
( أثناء حمّى كأس العالم .. الطلاب بين مطرقة الإختبارات وسندان الكرة و(النت) والفضائيات!!)[/COLOR]
رؤى لأحداث وصور لأوضاع مقلوبة من وحي واقعنا المعاصر، نستعرضها هنا لأن الإنسان أحيانا يحب أن يقرأ نفسه لا أن يراها أو يسمعها ، ونستعرضها لمن قمعت مشاعرهم ، وإن شئت قل نوعا من جلد الذات... ولانستعرضها ترفا بل نـُشرِّحُها - بمبضع الجرّاح - لمحاولة الشفاء من الوباء أو تحجيمه على الأقل ، وعلى خـُطى:"..مابال أقوام يفعلون كذا..وكذا.."مع اعتزازنا بالجانب المملوء والمشرق من الكوب وهو الأغلب بالطبع ، ومع قناعاتنا بأن كل مانستعرضه من أفكارلتعديل المسارماهو إلا تنظيرا ليس له أي أثرمالم يقترن بالتطبيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
( 1 )
*( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ... ) ..." إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث .." منها " .. وولد صالح يدعو له "
محليا وفي أغلب وطننا العربي والإسلامي يعيش الطلاب - بنين وبنات - تمزقا وتنازعا بين العقل والعاطفة ، بين اختبارات نهاية العام ، وبين أجواء كأس العالم ، ونحن كأسرفي عالمنا العربي والإسلامي متيقنين من تقصيرنا ،ولكننا مجتهدين ومخلصين ونحاول بأن نقدم طريقة عيش مقترحة نحوأبنائنا الطلاب في هذه الأيام التي يعيشونها بين مطرقة الإختبارات وسندان الكرة و(النت) والفضائيات!! ولأنهم فلذات أكبادنا وزينة دنيانا ..إذا من حقهم علينا التعاون فيما بيننا بما يحقق لهم المصلحة في هذا الوقت وفي كل وقت .. ولكن كيف!!؟.. وللاجابة لزاما علينا أن نتطرق لبعض المغريات.. ككرة القدم ، والشبكة العنكبوتية ، والفضائيات.. وحديثنا هنا موجه لطلاب
( المتوسط ، والثانوي ) أما مادون المتوسط فقد انتهت فترة تقويمهم , وأما مافوق المرحلة الثانوية ففي الغالب ليس بمشكلة ، لأن الكثير منهم قد وصل إلى مرحلة التصرف بعقلانية.. ولكن مايشغل البال هم أولئك المراهقين الذين تشغلهم تلك المغريات والكثير منهم هاو ومهووس .. نحن هنا لا نطالب بتكميم الأفواه والأسماع والأبصار، ولكن المطلوب هو الترشيد فقط مع قناعتنا بأن هنالك جينات توارثناها أوتكلسات في عقول الغالبية منا نفتقد معها ثقافة الترشيد في كل مناشط الحياة ، ومع أسفنا لذلك إلاأننا لانفقد الأمل بأن يُصلح الله الأحوال..وهنا تظهربعض علامات التعجب تدورحول مشكلتنا، لماذا الدورات الرياضية غالبا تصرعلى تواجدها إما قرب الاختبارات أو أحيانا تكون متزامنة معها !!؟ وماالحل نحو هذه الشبكة العنكبوتية
( الطوفان )!!؟ ولماذا هذه المسلسلات على مدارالساعة - العربية والمدبلجة - والتي غالبيتها تسقي أولادنا السم الزعاف ، وتمتد إلى ساعات متأخرة من الليل !!؟ ولماذا لايكون هنالك برامج تعليمية وارشادية للطلاب في هذه الفترة بالذات !!؟.. بعيدا عن نظرية المؤامرة .. مجرد استفهامات فقط ..!!
( 2 )
*وهنا كتوطئة نذكرمانشرته جريدة الرياض الصادرة في 20/محرم/1431هـ من مقتطفات محاضرة بعنوان ( الأسرة والعولمة ) للدكتور/ سلمان العودة ، ألقاها في المؤتمرالذي نظمته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يقول فيها :" ..العولمة أعظم متغيرات العصر الحاضر... وتحاول الأخذ من سلطة الدول والمجتمعات والأسر لصالح سلطة عالمية تتمثل في القناة الفضائية والموقع الإلكتروني .. والعولمة تحاول أن تجعل جزءا من العالم أميركيا أو أوروبيا أو صينيا والحل أن نقدم الإسلام كبديل ..." ا.هـ
* إذا على ضوء ذلك وفي عصر العولمة .. لم يكتفي الشباب بمتابعة كرة القدم المحلية ولا حتى الإقليمية بل تعداها إلى العالمية وهذا واقع ملموس يعايشه الكل !!
* ولاشك بأن الشبكة العنكبوتية ( النت ) والتي ربما تكون هي الأشد تأثيرا من غيرها في عصرنا الحاضرعلى فئة الشباب- بنين وبنات - بما تحتويه من غث وسمين دون ضوابط ، ونحن نلحظ شغف السواد الأعظم من الشباب بها ولك أن تتخيل مالهذه الوسيلة من أثر في تشكيل عقليات شبابنا .. فإذا كانت بعض الفضائيات لديها انضباطية فيما تعرضه . فإن هذه الشبكة لاضابط ، ولا ساحل لها .. إنها بحق طوفان ..
* ناهيك عن الفضائيات وهي أحد الوسائل المرئية والتي لها أيضا تأثيرا في الناس ، ومتابعوها كـُثر لتعددها .. ولك أن تتخيل مايستنزفه الطلاب من الوقت في متابعة هذا النزيف المستمر من البرامج في تلك الفضائيات بشتى مستوياتها !! ومن خلال خبرات سابقة لا أدري لماذا يصر المعنيون بهذا الفضائيات على أنه من الضروري أن تـُكثف برامجها الترفيهية والتي يغلب عليها الطابع الغث في تزامن غريب أثناء الإختبارات وفي رمضان !!؟ الطلاب لاشك بأن لهم متابعات لبرامجها بشتى أنواعها وذلك يتطلب منهم اهتماما وترقبا !! ولكن هنالك وجهات نظر واستفهامات لأسئلة معاكسة .
* ( يقول أحد الطلاب)
ــ : " .. إنني أتابع مباريات كرة القدم وأشاهد الفضائيات وأتابع الشبكة العنكبوتية وأكتب بها ، وأذاكر ولا أجد صعوبة في ذلك .. فلماذا تظيّقون علينا ،وتخلقون مشكلة ليست موجودة أصلا!!؟ .."
ــ : نعم .. إن حالتك تعتبر مسألة نادرة أو لنقل إنها نسبية القليل يشبهك ولكن الكثير غير ذلك والمعنيّون هم أولئك الكثر..!!
* ( وهنا أقتبس جزء من مقال لأحد الصحفيين يقول فيه )
ــ : ".. بأن المباراة لا تتجاوزالساعتين وتلك الساعتان ليستا عائقتين للطالب عن المذاكرة والدراسة خصوصا وأنه من الواجب عليه أن يكون مهتما بدروسه منذ بداية العام الدراسي .."
ــ : أن يكون متابعا لدروسه منذ بداية العام الدراسي نعم .. هذا هوالمفترض ، ولكن أن يكون وقت المباراة غير عائق ومضر.. هذا إذا أكتفى بوقتها فقط !! ولكن هيهات.. إن ذلك مخالفا للحقيقة والواقع وخصوصا أن المشاهد والمتابع لكرة القدم لا يكتفي بمشاهدة المباراة فقط ، ولكنه يظل منشغلا بأحداثها بعد نهايتها !! ولك أن تتخيل إذا كان هذا المتابع من النوع المتعصب فكيف حاله في حالتي ..النصرأو الهزيمة.. إنه لا يستطيع البقاء بمفرده إنما سيبحث عمن يحادثهم ويناورهم بأحداثها..وذلك يتطلب عقد من الشباب وقد يطول الحديث وقد يقصروحتى لوانفرط العقد لإختلاف في وجهات النظر التي قد توصل الحوار إلى الهاوية رغم ذلك تمتد مؤثرات تلك المباراة معه وتصبح هاجسه الوحيد في ذلك اليوم - يوم المباراة -على اقل تقدير إن لم يمتد ذلك الهاجس أياما !!
* ( واستفهام آخرلأحد الكبار )
ــ :" لماذا تقلقوننا كلما تأتي الإختبارات !!؟وهل كل المواطنين طلاب !!؟ "
ــ : طبعا لا..ولكن لنسأل أولا: من هو الطالب !!؟.. أليس هو ابنك وابني أليس هؤلاء هم ابناء فئات المجتمع قاطبة!!؟ أين الإحساس بالمسؤولية!!؟
** خلاصة القول حقيقة نحن اشبه بمن يضع الطعام أمام إنسان جائع ثم نطلب منه الامتناع عن الأكل.. بهذه الطريقة سينشغل أكثر !! فلو منع من قبل العائلة بعدم إستخدام الشبكة العنكبوتية ، أو حرم من مشاهدة بعض البرامج ، أو حرم من مشاهدة المباراة ، أو أتى المنع من قبل الجهاز نفسه وذلك بعدم عرضها رغم إقامتها .. مع كل ذلك سيظل منشغلا أكثرمما لوشاهدها .أما وأن الحالة هذه قد أصبحت واقعا في أغلب بيوتاتنا على مستوى العالم العربي والإسلامي .. فالعلاج أن لانحرمهم إياها مطلقا طالما أن تلك المغريات واقعا لابد منه ، وبمتناول ايديهم ، وعلينا نحن الأسر ترشيدها وترتيب وتنظيم الأولويات بالنسبة لهم ، والتنازل لمصلحتهم عن بعض أولوياتنا ورغباتنا وهواياتنا لمتابعتهم والرفق بهم ، وعلى مسؤولي تلك المغريات الإحساس بالمسؤؤلية نحوهؤلاء الطلاب ، على الأقل من خلال التنسيق والترشيد .. ففي هذا العصر المتغير - عصر العولمة - ومافيه من مستجدات متسارعة علينا كأسر وكمجتمعات وكمسؤولين ودولا أن نتظافرلنوازن بين التعامل والتعايش مع هذا العصر بكل معطياته علما وعملا .. وتوظيف تلك المعطيات تحت مظلة هويتنا الدينية والثقافية والإجتماعية السوية .
( 3 )
وأنتم أبناؤنا الطلاب نحن نعرف بأنكم " خـُلقتم لزمان غير زماننا " وعليكم أن تعو بأننا لا نتلذذ أونستمتع بالضغط عليكم أوبتكميم أفواهكم وأسماعكم وأبصاركم ، أحبتنا عليكم الإهتمام بأنفسكم لأنكم مستهدفون ، وعليكم
بـ" نقطة نظام " ، فنحن نعلمكم كيفية العيش في هذه الأيام ولا نفرض عليكم طريقة عيش معينه ، الإختيار لكم ، نحن نقترح فقط ،وتأملوا هذا المقطع وهذه المعاني لـ( اوشو ) الحكيم الهندي في كتابه ( الابداع ) حيث يقول : " .. تذكر أن عملية التعلم لاتعني الوصايا . إن طريقة عيشك يجب أن تنبع من قلبك ، وإذا فرض عليك طريقة عيش معينه فإنها لاتناسبك أبدا ، ستكون كمن يرتدي ملابس شخص آخر . يقول ( هير قليطس ) لايمكنك أن تخطو في نفس النهر مرتين . النهر يتحرك بسرعة لايبقى على حاله يتغير دائما وهكذا الحياة . أنا أعلمك العيش في اللحظة الآنية . قد يكون صحيحا في هذه اللحظة ويصبح خاطئا في اللحظة التالية . عش اللحظة في إطار اللحظة وستكون استجابتك كلية وهذه الكلية هي الإبداع .. " .[/ALIGN]
[COLOR=blue]
( رؤية / عبدالعزيز النعام )
" عين حائل "[/COLOR]