[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]أربع ساعات .. من أجل الحرية[/COLOR]
رغم المدنيةِ التي تُحيط بنا من كافة الجوانب المعيشية اليومية ! ، إلا أنه من المُحتمل شيوع ذات "الثقافة" المتأصلة في دواخلِ المُدن و ما يزدريها من سلبياتِ الحياة "العصرية" اليوم ، و نؤكد لزاماً أننا بحاجة إلى إستنشاق هواء "التحرر" من تلك القيود التي فرضت صناعة "المزيج" القبلي المُزمن طويلاً ! ، على إعتبار التحضر الذي لم يكن بصرفِ "المفردة" اللفظية أكثر من أن يكون الوجه المُرائى في المجتمع "المدني" راهن الوقت ، و لكننا على إيمانٍ شديد بماهية الحاضر إن كُنا نفترض القدرة لمواكبةِ التغير الإجتماعي الكبير - و الطارئ - منذ سنواتٍ ليست بالبعيدةِ أبداً ! ، بينما نحنُ أشبه بمن يتقدم لذات الخطوة المؤدية نحو "القادم" ينتابنا فيضاً مهولاً من "التوجس" في العادة ! ، و لكنما ننظر إلى "الخلف" بعيونٍ تملؤها الشفقة .. .
أوقن - بتمامِ اليقين - أننا كمجتمعٍ نتألم إزاءَ "التلظي" بنيرانٍ سوَّرتها قيوداً وفقَ العُرف المجتمعي الذي ينحاز عن كل ذي وقتٍ يُحتم - على الدوام - كسرَ جلَّ قواعد البيروقراطية إجتماعياً ! ، للتسليم بقاعدة شمولية ذات أفقٍ واسعِ النطاق في مدى "التقبل" بالعيش مع الآخر ! ، و الذي - بطبيعة الحال - ينتمِ لأعرافٍ مجتمعيةٍ أخرى و مختلفة كلياً من حيث معظم الجوانب النفسية بما تكنها من الروح التي تهوى التغيير و لو كل حين ! ، قياساً بالمستوى المعيشي الذي باتَ أسيراً لنظرية "التصنيف" العامة لدى كل المجتمعات .. الخليجية أعظمها إن صحَّت "الكلمة" ! ... .
كل ما كُتب في هذه التوطئة - المتواضعة - شكلاً و لغةً ، كان حليف الذاكرة التي وقفت معي ذات يومٍ "دافئ" بكل ما يعنيه الدفء في ذلك المساء الهادئ زمناً و مكاناً أيضاً ! ، إحتوت بي الريبة و كل الظنون العالقة كنواةٍ صغيرة تكمن في بؤرةٍ ضخمة من "السوء" ! ، حيثُ وعثاء السفر كان بمحض "الرفيق" المُتلازم معي في رحلةِ إنتدابٍ شطر المنطقة الشرقية ! ، لذا .. فقد كان أحدهم - ممن وُجدوا في قائمة السواد للرفقاء بالنسبة لي - يستقبلني بشغفٍ من الصداقة ، تلك التي ما فتئت تختلقُ "الطيش" مُذ أول قبلةٍ على اليمين ، و ثلاثة مثلها على اليسار كجهةٍ يسارية لا أجيد حبك روايتها المشبوهة دائماً ! ، و كنتُ كلما إستنفذتُ قواي العقلية للبحثِ عن أن ثمة أمرٍ غامض ! ، أجد أنني في توقيتٍ ماضٍ جداً و لم يعد المجال مُسعفاً لأن أسأل : أين الطريق ؟! ، ليُجيب صاحبي : إلى الحرية ! ، حتى أيقنتُ السمعَ لا البصر أننا على مقربةٍ من ذلك "الجسر" ! ، و حينها تجلت أمامي حجم أكذوبة المجتمع المحافظ ، و تعالت أضحوكة "التمدن" على شفتيَّ اللتين تارة تُتمتمُ : تباً لكِ أيتها الشهوة ! ، و تارة ثانية : تباً لذاك الزحام الممتد و الطويل بلا "ملل" ! ، إذ - و في ذات المكان - كان صديقي يقف بجانبي و هو ينظرُ مُحدقاً عينيهِ بكثافة ! ، فيما كنتُ مُتأملاً ذات - التجسير - المُرتفع و المُنقسم في آنيةٍ واحدةٍ تحتَ "بحرينِ" من الفسوق ! ، أحدهما إختلطت به غزارة "النبيذ" المسكوب ، فيما الآخر لا تزال تسبحُ في أعماقهِ ذات "الأجساد" التي تُقدم لزبائنها - المُكرمين - كما لو أنها تؤسس علماً جديداً في مقدار الكرم و ما يتضمنه حسن "الضيافة" ! ، و لكن في واقعٍ أشبه بالدخان الذي يحوي ذات "البهو" على طرفِ فندقٍ يستجمع شظايا ذات "الرماد" المكنون ، و المُحترق ! .. .
كنتُ أحاول أن أتشبث بتلابيب الوصف للحظة ذاتها ! ، ريثما عُدت مُحملاً بذكرى ذلك العنفوان "الوردي" لصديقي المُمتنَ لمقدمي حالما قرأتُ روايته الكئيبة : سعوديون في المنامة ! ، و لكن أدركتُ حيناً أني في وطنٍ من "الغفوة" ، تنتظرُ "إفاقة" الصحويين ! ، و حيناً آخراً لا يبدو إدراكي دقيقاً للرصد الذي كانت أناملي تُشير إليه مركبةً بأخرى كما لو أنني طفلاً ذات إحساسٍ عالٍ من "البراءة" و هو يُشاهد "حممَ" تلك المركباتِ بفيضٍ من الإنتظار إلى أن إختفى ! ، و لم أنتهِ بأن أحصي عدداً ضافٍ للفكر الكامن في جوف تلك الرواية لذلك اليوم "المُعطر" برائحةِ "الفجور" ، و حينها فقط تسائلتُ كم مضى من الوقت لذات "المشهد" الجسري ؟! ، إنها أربعِ ساعاتٍ مضت ، و لكن .. من أجل" الحرية "!!![/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم : وليد بن مساعد آل مساعد[/COLOR]