[ALIGN=CENTER][COLOR=red]فتوى الكلباني علم من أعلام النبوة[/COLOR]
الحمد لله أمابعد:
فإن من دلائل النبوة وأعلامها , التي تؤكد صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم – ونحن لا نشك في هذا - أن يخبر صلى الله عليه وسلم بأمر سوف يقع في المستقبل , فيقع الأمر كما ذكر عليه الصلاة والسلام , وحينما تناقلت وسائل الإعلام ما تجشمه الشيخ الكلباني عفا الله عنه من إباحة الحان الغناء والمعازف , تذكرت قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي عند البخاري وغيره وهو قوله عليه الصلاة والسلام (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ) والحِرَ هو الزنا فأخبر صلى الله عليه وسلم بوجود مثل هذه الفتوى قبل أربعة عشر قرنا , أن هذه الفتوى سوف تصدر , وسوف يأتي من يقول أن المعازف حلال , وأرى أنه من البديهي أن من يفتي بجواز المعازف والأغاني لا بد أن يتوجه أولا إلى هذا الحديث الصحيح الذي عند البخاري وينحره بسكين التضعيف لكي لا يقال أنه خالف حديثا صحيحا , مع أن الحديث في صحيح البخاري , وصحيح البخاري هو أصح كتاب عند أهل السنة والجماعة بعد كتاب الله , وقد تلقته الأمة بالقبول , وإذا قيل الحديث في صحيح البخاري سكت الجميع وأطرقوا ولسان حالهم يقول :
إذا قالت حذامي فصدقوها ** فإن القول ما قالت حذامي
وفتوى جواز الأغاني والطعن في هذا الحديث الصحيح أمر مسبوق إليه الشيخ الكلباني , إلا أنه عفا الله عنا وعنه جاء بطامتين لم يسبقه أحد من سلفه المجيزين للغناء فيما أعلم ,أولاهما : أنه نفى وجود أي دليل للمحرمين وإنما هي جرثومة التحريم فقط وأنهم يحرمون بأهوائهم , فنسف بكلمة واحدة فتاوى الصحابة رضوان الله عليهم والأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم وعلماء السلف والخلف , بل شبههما بمشركي قريش الذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة , وشبههما بأبي جهل الذي قال أترغب عن ملة عبدالمطلب , ويالها من طامة كيف استطاع مثل الكلباني أن يتجشمها وياليته قال هذا رأي في المسألة وهناك رأي آخر , وثانيهما : أنه زاد على سلفه المجيزين للغناء بأن أطلق الجواز مع المعازف بأنواعها ولم يستثن شيء من الغناء لا فاحش ولا غير فاحش , وهذا أمر لا يشك في غلطه العجائز الرمص في البوادي . بل نقل أنه قربة لله يتقرب به السلف والصالحون حتى في الأيام الفاضلة كعشر ذي الحجة وأيام التشريق (سبحانك هذا بهتان عظيم ) ومن العجائب والعجائب جمة , أنه حشد أقوالا وأدلة ولم يذكر لها مصدرا واحدا ولم يعزوها إلى كتاب أو صفحة . ومن قرأ مقالته أحس أن الرجل حينما أظهر رأيه في حل الغناء , جاءه نقد وسخرية واستهزاء من بعض الناس , فجاء هذا المقال انتقاما وانتصارا , لأنه شدد على المحرمين وتهكم بهم واتهمهم بالهوى والعمى , وأشار إلى من قال له توجه لسوق الخضار . ومن يستمع الأغاني وهو يعتقد حرمتها خير ممن يرى حلها ولو لم يسمعها .
اللهم صل وسلم عليك يا سيد ولد آدم فقد وقع ما أخبرت به , فازددنا إيمانا إلى إيماننا
وفق الله الجميع وهدانا إلى أحسن سبيل .[/ALIGN]
[COLOR=blue]الأستاذ / محمد بن مزعل العبدلي
( خاص " عين حائل " )[/COLOR]