[ALIGN=CENTER][COLOR=red]دستور مملكة النحل ... الحلقة الثانيه[/COLOR]
ثم أخذت ملكة النحل الجريحة تعالج نفسها من خلال دلك عصارة النخلة في منطقة إصابتها واستمرت على هذه الحال مدة ثلاثة أيام حتى كشف الله ما بها من ضر وتلاشى جرحها . وكان لتلك الملكة الفتية قصة تدمي القلب وتجل العيون تذرف دمعا لشدة ما تعرضت له من نكبات ، حيث أنها كانت تعيش هي وبقية أفراد طائفتها في خلية صغيرة وهي عبارة عن جذع شجرة قديم ومجوف في واد قريب من جبل بركاني في جزيرة مجاورة لجزيرتنا الصغيرة وفي يوم من الأيام تسلل إلى خلية الملكة دبور متنكر بهيئة عاملة نحل وعندما دخل ذلك الدبور اللعين أخذ يرصد نقاط الضعف في خلية ملكتنا المسكينة وقبل خروجه من الخلية سكب في غذاء النحل في لحظة سهو من حراس الخلية عصارة شجرة ( السكران ) وهذه الشجرة تعتبر عصارتها عصارة مخدرة وكان هدف الدبور من هذا العمل هو تخدير عاملات الخلية كي يتمكن جيش الدبابير من مهاجمة الخلية في حالة ثمول أفرادها واستحلالها ونهب خيراتها ، ثم طار ذلك الدبور إلى رئيس الدبابير وأخبره بنقاط ضعف الخلية ثم استعد جيش الدبابير لمهاجمة خلية النحل ، هذا ما كان من أمر الدبابير أما ما كان من أمر أفراد خلية النحل فهو ما يلي . عندما غربت الشمس رجعت إلى الخلية جميع عاملاتها ثم قام حراس الخلية بإغلاق باب الخلية وما هي إلا لحظات حتى أمرت ملكة النحل العاملات المسؤولات عن تجهيز العشاء بمد الموائد لكي يتناول أفراد الطائفة طعام العشاء ، وبالفعل مدت الموائد وبدأ أفراد الطائفة يأكلون العسل المخلوط مع غبار الطلع ولم يلاحظ أحد أن العسل يحتوي على عصارة شجرة السكران وبعد تناول الطعام أمرت الملكة أفراد الطائفة بالتوجه نحو الأسرَّة السداسية وما هي إلا دقائق حتى أطفئت شموع الخلية ونام الجميع . وعندما أشرقت شمس اليوم التالي قامت الملكة من نومها وهي تترنح ولا تعرف سبب ترنحها وكانت بالكاد تجذب أنفاسها وعندما خرجت من غرفتها إلى صالة الخلية استغربت من هدوء المكان على غير عادة فالجميع مستغرق في النوم ولم يقم أحد فشعرت الملكة أن أمرا سيِّئا قد حصل فقامت وصرخت بأعلى صوتها منادية حراس الخلية فلم يجبها من الحراس المئة إلا خمسة ذكور فقالت لهم ما الذي حصل لماذا لم يقم أحد حتى هذا الوقت المتأخر فأجاب أحدهم لا نعلم سيدتي ولكن نحن نشعر بثمول شديد ولا نعرف السبب فقالت الملكة لربما أن السبب هو في الهواء الفاسد الذي يعبئ المكان فأمرت الملكة الحراس الخمسة بفتح باب الخلية الكبير ونوافذها كي يتجدد الهواء ويستيقظ الجميع ، وعندما فتحت الأبواب الكبيرة حصل ما لم يكن بالحسبان فقد تجمع جيش الدبابير في الخارج وهم مستعدون للهجوم على خلية النحل بمجرد فتح الأبواب ، وبالفعل اندفع جيش الدبابير بكل قوة داخل الخلية وتمكنوا من السيطرة على الخلية في لحظات نظرا لعدم وجود أي مقاومة من أفراد الخلية فالجميع مخدر ولا يقوى على القتال فالدفاع عن الوطن في حالة التخدير مستحيل كما أن كبر أبواب الخلية كان عامل مساعدا في دخول الدبابير ذات الأجسام الكبيرة ، ثم عاث الدبابير في الخلية فسادا فقتلوا عددا كبيرا من العاملات وكذلك أتلفوا البيض وقتلوا أغلب الذكور أما الملكة المسكينة فقد أسروها وقاموا بإهانتها وإلقاء القذرات عليها ثم طلبوا منها أن ترقص لهم ولكنها رفضت ذلك فقام رئيس الدبابير بلدغها ثم أغمي عليها وعندها اعتقد الدبابير أنها قد ماتت فألقوها خارج الخلية وأخذوا أي الدبابير يلعبون ويأكلون من عسل الخلية ويطلبون من العاملات المأسورات أن يرقصن لهم وبذلك تم استعمار هذه الخلية والقضاء عليها وعلى هويتها أما الملكة المسكينة الملقاة خارج الخلية فقد أفاقت من غيبوبتها بعد يوم كامل ورأت الخراب الذي حل في مملكتها فلاذت بالفرار وأخذت تطير بشكل عشوائي متألمة من جرحها ولا تدري إلى أين يقدر الله لها أن تهبط ، كانت تطير وتبكي وتتألم من جهتين ألم في جسدها بسبب لدغة رئيس الدبابير وألم في قلبها بسبب ما آلت إليه حالها وحال مملكتها فأخذت تطير وتطير حتى وصلت إلى جزيرتنا الصغيرة وحطت على سعفة من سعف نخلتنا السابقة الذكر ثم أخذت تعالج نفسها حتى شفيت ولكنها مازالت حزينة وتبكي بالدموع الغزيرة لما حل بها فكان لسان حالها موافقا لقول الشاعر ..
لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأيام كما [/ALIGN]شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان
رابط .... دستور مملكة النحل ... الحلقة الاولى
[URL]http://aenhail.com/articles.php?action=show&id=24[/URL]
[COLOR=blue]بقلم الاستاذ_ناصر الهواوي
تابعونا في الحلقة المقبلة
Nasir321n@hotmail.com[/COLOR]