[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الضحك والخراب [/COLOR]
ليس انتقاصا من عادل إمام أو غيره ،ليس انتقاصا من مدارس التمثيل التي استجدت بلا أية هوية إنسانية،قدمت كل شيء ولا شيء في آن معا،كل ذلك تم في إطار تجاري،لا يصمد بضعة ثوان بُعيد القهقهة.كل ذلك تم عقب هزيمة عام ثمانية وأربعين،وقبيل حلول هزيمة عام سبعة وستين،ظهر عادل إمام وصحبه،بتشجيع سياسي ترافقه مكنة إعلامية مرعبة،ربما من مصلحة الساسة،هسترة الشعوب،لا يخبر أحد أمة توظف الضحك لفهم هزائمها سوى هذه الأمة،الأمم تتدارس نكساتها بجدية،وتقف مليا،بينما نحن نضحك،ونواصل الانسلال إلى الأسفل.
وليس ثمة خوف من الضحك،فهو ينشط أعضاء الجسم،وله فوائد أخرى،لكن ضحك بين النكبتين،كان ضحكا مشبوها،موجها لإفراغ الإحساس الإنساني العربي من أدنى مسؤولياته تجاه التحديات والمحن،وأذكر أن اليونان وظفوا المسرح بشقيه(الكوميدي والتراجيدي) لتهذيب أرواح الناس،وصقل هممهم وإعزازهم،وهم أمة عاشت قبل ما يسمى التمدن البشري،فأي تهذيب نلحظه،وأي أثر نحسه،من مسرحيات أو أفلام،حرضت أطفال المدارس(العرب)على ضرب معلميهم،وإهانة أمهاتهم،وحرضتهم على عادات الشم والتدخين وسواها.
إننا نضحك على(ذقوننا) عندما نقف على إنجازات قاتلي الأحاسيس،الذين نموا وازدهرت تجارتهم في ظل الهزائم والمآسي التي لحقت بالشعوب،هؤلاء،كان لهم قصب السبق في تشويه قيمة الفن في الذهنية العربية،فاعتقد الناس المجبرين على حضورهم بفعل المكنة الإعلامية-اعتقدوا- أن هذا هو الفن،وليس من فن سواه.وكان لهم دور عظيم في الإساءة إلى اللغة العربية الفصيحة(هوية العرب ولغة دينهم)ولا تكاد تمر مسرحية تخلو من مقاطع تسخر من ناطق العربية،وتحط من قدره ومكانته،ونشرهم لأقبح أصناف عاميات الدنيا،التي قدمت من حضارات مندثرة وغير عربية،وإساءتهم الكبيرة للجسد الإنساني،وقيمته،وكذلك للمرأة،والطفل والقائمة تطول،إنني لم أكن أتصور أن تمر كل هذه الحقبة من الضحك الجديد،دون أن يدعو مثقف عربي واحد لإيقاف تجريف أرواح الناس،وتخريبها،لكن الذي كنت أعده من المستحيلات،وقد حدث،أن يشيد أحد المثقفين بهذا المد،بعد أن عم كم هائل من الخراب[/ALIGN]
[COLOR=blue]د.محمود العزازمة
" عين حائل " خاص[/COLOR]