[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]( لنستمتع بالحياة 1 - 3 )[/COLOR]
* لنستمتع بالحياة .. فلربما غفلنا عن تلك القبسات النورانية المستوحاة والمقتبسة من ديننا القيّّم ، وتلك الإضاءات المستقاة والمقتبسة من عصارة افكار وتجارب العلماء والحكماء والخبراء في هذه الحياة . وما بين أيدينا ماهو إلا تنظيرا ليس له أي أثرمالم يقترن بالتطبيق ، وها نحن هنا نحاول معا بأن ننظر إلى الحياة بعيون ونفسيات جديدة .
".. إذاً لنستمتع بالحياة مع النظر إليها ليس من خلال عينينا القديمتين ، وسنرى الأمور على حقيقتها ، وبلا شك فالحقيقة تحرر، ومع تصورنا بأن الحكمة هي ظالتنا فأنى وجدناها فنحن أحق وأولى الناس بها ، فأن نعلم دون أن نعمل فكأننا لاتعمل ، كما أن عملية التعلم لا تعني الفرض ، إذاً علينا أن نقترح ولا نفرض ، ونعطي إضاءات ولانـُلزم ، فعندما يعيش الإنسان مع آلاف الإملاءات قد يصبح سجينا ، وطريقة العيش يجب أن تنبع من القلب ، فإذا فرض على الإنسان طريقة عيش بعينها قد لاتناسبه أبدا ، وسيكون كمن يرتدي ملابس شخص آخر، فلايمكن للإنسان أن يخطو في نفس النهر مرتين ، فالنهر يتحرك وهكذا هي الحياة ، والإنسان بطبيعته يريد أن يعيش اللحظة في إطار اللحظة وستكون بلا شك استجابته شاملة ، وللأسف فنحن ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء ، والسعادة كما العطر .. فنحن لانستطيع أن نرش منها على الآخرين بدون أن يلامسنا بعض منها ، والسعادة لاتعتمد على محفظة مليئة بل تعتمد على العقل الغني بالأفكار، وأن كل مايحتاجه الشيطان لكي يحقق الانتصار في هذه الحياة هو أن لا يفعل الأخيار شيئا ، لنستمتع بالحياة ونحن عابدين لله ولا نشرك به شيئا ، ولنحافظ على صلواتنا ، ونحسن الوضوء ولنبكرلها ، ولنخشع فيها ، لنستمتع بالحياة مع المحافظة على صلاة الجماعة ، فالفجر في جماعة يكتب لنا أجر قيام الليل ، والعشاء في جماعة يكتب لنا أجر قيام نصف الليل ، ولندفع زكاة أموالنا ، ولا ننس الله والدارالآخرة ، ولنكن مخلصين في السروالعلانية .. "
* ولنستمتع بالحياة ، فهل هناك أجمل وامتع من لحظات الإنتصارفي كل مجال؟ ، فهل هناك أجمل وابلغ وأمتع من فرحة إنسان ببرائته بعد ظلمه ؟، وأجمل وأمتع من منظرابن يقبل رأس والديه ليتحفهم بخبر تخرجه ؟، وأجمل وأمتع من بلوغ إنسان ليلة العمر بالنسبة لأولاده ؟، وأجمل وأمتع من فرحة إنسان بخبر سعيد بعد شقاء طويل ؟، وأجمل وأمتع من إبتسامة أحد الأولاد - أمام والديه - على استحياء صباح ليلة زفافه ؟، وأجمل وأمتع من منظر الأبوين وهم يشكرون الله بعد اتمام الزفاف دون منغصات ؟ من المؤكد بأننا رأينا .. فلنكرر المحاولة مرة أخرى لنرى الأشياء بعيون ونفسيات جديدة وقتها لسنا بحاجة إلى أن نسترجع مامضى من تلك الصور الجميلة ، فالقادم أحلى .
" .. لنستمتع بالحياة مع عدم التظاهر بأننا أعلم الناس ، فكلما تزداد معرفتنا يزداد إدراكنا لجهلنا ، لذاعلينا بتلاوة القرآن وحفظه والتفقه به ، ولنطلب أنواع العلوم المفيدة ، ولنقرأ التأريخ ونتفكرفي عجائبه لنستفد ونستمتع بقصصه وأخباره ، ولننوع في القراءة ، فالكتب حلقة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل ، فمن خلالها نستطيع أن نعيش ألف حياة في حياة واحدة ، ومن خلالها نستطيع أن نطوف في خيالنا برشاقة وسرعة حول العالم .. لنقرأ ونحن نحمل قلما في أيدينا لنضع خطوطا تحت المهم لنتمكن من مراجعة قلب الكتاب بسرعة ، ولانبدي أي تخوف من الأفكار الجديدة ولنجعل لدينا مرونة وتكيف مع أنماط الحياة المتغيرة .. "
* ولنستمتع بالحياة ، فهل هناك أجمل وأمتع من منظر ندى فوق ورقة شجرغضة في صباح يوم غائم ؟، وأجمل وأمتع من إشراقة شمس في صباح ليلة ماطرة ؟، وأطيب وأمتع من عبق وردة في صباح يوم ماطر؟، وأجمل وأمتع من ردة فعل أب تخبره زوجته بحملها الأول ؟، وأجمل وأمتع من فرحة إنسان وقد أبلغه طبيبه بخلوّه مما يتوّهمه ؟ وأجمل وأمتع من منظر صائم وقد اكتسى بالفرحة لحظة افطاره ؟ من المؤكد بأننا رأينا .. فلنكرر المحاولة مرة أخرى لنرى الأشياء بعيون ونفسيات جديدة وقتها لسنا بحاجة إلى أن نسترجع مامضى من تلك الصور الجميلة ، فالقادم أحلى .
" .. لنستمتع بالحياة ونحن نعلم بأن غنى بلا عمل ، وسعادة بلا ضمير ، وتجارة بلا أخلاق ، وعلم بلا إنسانية ، وعبادة بلا تضحية ، وسياسة بلا مبدأ ، غايات رائعة باستخدام وسائل خاطئة ، فلنغتنم الشباب قبل الهرم ، والصحة قبل السقم ، والغنى قبل الفقر ، والفراغ قبل الشغل ، والحياة قبل الموت ، لنستمتع بالحياة مع بر الوالدين ، فمن أعظم أبواب السعادة دعاء الوالدين ، فهناك ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الوالد والمظلوم والمسافر، ولنكن ممن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ولنؤدي ركعتي الضحى ونوتر قبل أن ننام ، ونحدث لكل ذنب توبة ، ولنكثرالاستغفار وندع في سجودنا ، ولنكن عادلين في الرضا والغضب ، ولنقتصد في الغنى والفقر ، ولنتق المحارم ، ولنحفظ الله ليحفظنا ، ولا نسأل غيره ، ولانستعن إلا به، لنستمتع بالحياة ولا نفكرفيما مضى،ولانعبرالجسرقبل أن نصل إليه ، لنترك المستقبل حتى يأتي ، ولانكن خائفين من أن حياتنا سوف تنتهي ، ولكن الخوف من أنها لن تبدأ أبدا ، لنستمتع بالحياة ونستقبل يومنا بمزاج ضاحك ، ولنحقن الضحك في المواقف المتوترة فهو يهديء المزاج ، فالإنسان دون المرح كالعربة دون ماصات اصطدام ، ولنجمع همنا لإصلاح يومنا ، فإذا أصلحنا يومنا صلح غدنا بإذن الله ، ولا نتوقع سعادة أكبر مما نحن فيها فنخسرمابين أيدينا ، ولا ننتظر مصائب قادمة فنستعجل الهم ، ولنعلم بأننا لسنا الوحيدون في البلاء ، فما سلم من الهم أحد ، فالبلاء يقربنا الى الله ، ويعلمنا الدعاء ، ويذهب عنا الكبر والعجب والخيلاء ، ولنصبر ننل حسنات بلا حساب ، ولنكن مؤمنين حزننا في قلوبنا وبشرنا في وجوهنا .. "
* ولنستمتع بالحياة ، فهل هناك أجمل وأمتع من منظرعناق الطيور وبالأخص عناق الحمام ؟، وأجمل وأمتع من منظر طائر يطعم صغيره ؟، وأجمل وأمتع من زقزقة العصافير مع بزوغ فجر جديد ؟ من المؤكد بأننا رأينا .. فلنكرر المحاولة مرة أخرى لنرى الأشياء بعيون ونفسيات جديدة وقتها لسنا بحاجة إلى أن نسترجع مامضى من تلك الصور الجميلة ، فالقادم أحلى . [/ALIGN]
[COLOR=blue]( رؤية / عبد العزيز النعام )
" عين حائل "
كل عام وأنتم بألف خير [/COLOR]