[ALIGN=CENTER][COLOR=red]
( ياوطني .. علّمني كيف تكون الأفراح !!؟ ) [/COLOR]
(1)
* ياوطني .. هنا سأتكلم بلسان السواد الأعظم أولئك المطحونين فيك ، والذين يحبونك بلا رياء ، ولن أتكلم بمصطلحات وعرة وبمفردات جوفاء ، بل بلهجة بسيطة يتقنها أولئك البسطاء ، سأتكلم بالحد الأدنى من الإحتياجات الضرورية الملحة لأولئك الذين يعيشون بيننا وعلى وجوههم لعنة الإنكسار لما يعانونه من حرقة وألم فوق ترابك الذي أحبوه لأنه أصبح مختلطا برفات الأجداد والآباء والأعزاء ، ترابك الذي يحتويهم تحت زرقة السماء .. نعم قد وصل بهم الحال أن يتخيلوا بأنك تبادلهم الجفاء !! .. نعم لهم عليك عتاب رغم المنجزات ، وعتابهم لن يخرج عن مدار الحقوق والواجبات ، ولا ينكرون بأن عليهم هفوات ، فاستمع إليهم واقترب منهم لتسمع أنين أرواحهم بالآهات ، وحشرجة صدورهم بالعبرات .
(2)
* إن لسان حالهم يردد .. ياوطننا أنت كالحبيب إذا غاب حفظناه ، وإذا حضر عاتبناه ، فأنت حضرت في يومك فلك منا قبلة على جبينك ولناعليك ألوانا من العتاب !! .. نعم سنهمس في أذنيك وسنعاتبك ، وسنستغل مساحة الحرية المتاحة للفضفضة فأصغي إلينا لأننا لازلنا نثق بأن أوضاعنا لاترضيك .. نعم نحن نريد أن نفرح في يومك !! وهل هناك من يكره الأنس والأفراح !!؟
ولكن علّمنا كيف تكون الأفراح !!؟ فهل الفرح بطعم الحزن ونكهة المرارة يُعد فرحا !!؟
* وهل نستطيع أن نفرح ومنا الكثيرممن لديه مرتب بسيط لايستطيع بالكاد أن يسد احتياجاته في ظل هذا الغلاء الجنوني الفاحش الذي يتلذذ بالتهام مافي الجيوب في ظل غياب الرقيب عن حفظ حقوقنا نحن البسطاء ، ومنا الكثيرممن ترهق ميزانيته فواتير الخدمات العامة نهاية كل شهرليعيش بقية شهره في شقاء!!؟ .
* وهل نستطيع أن نفرح ومنا الكثير ممن كانت أغلب مقتنياته الضرورية يقتنيها بنظام التأجيرأوالتقسيط لعدم قدرته على دفع الثمن الفوري فياله من هم يسرق النوم والهناء ، ومنا الكثير ممن حُمّل التزامات مالية مرورية
- مضاعفة - لمخالفات قد اقترفها ابنه لحظة طيش ، ووالده عاجزا عن السداد والوفاء !!؟.
* وهل نستطيع أن نفرح ومنا الكثيرممن لديه بنتا أوابنا عاطلين عن العمل مع أنهم يحملان مؤهلات عالية ولم يلاقوا في سبيل السعي لتوظيفهم إلا الصد والهجران والجفاء ، ومنا الكثيرممن لم يجد لإبنه أوابنته مقعدا دراسيا ، فظل الابن منتظرا على أرصفة الجامعات ، وظل عبئا على كاهل والديه ، رافعين أكفهما إلى السماء بالدعاء !!؟
* وهل نستطيع أن نفرح ومنا الكثيرممن لم يجد سريرا لمريضه في مستشفى حكومي متخصص لنقص الإمكانيات في المستشفيات العامة ، فاستنزفته المستشفيات الخاصة دون رحمة ليلعق العلقم له حساء وهو يبحث عن الشفاء !!؟.
(3)
* كيف نفرح ونحن نرى من يتعامل بالرشوة وبالواسطة دون وجل أو خوف أو حياء ، ونرى من يتجاوزالأنظمة والقوانين فيسرق ويحتال ويدوس على رقاب الناس ويستغل نفوذه في سبيل الحصول على مبتغاه وقد أمن العقوبة والجزاء !!؟.
* كيف نفرح ونحن نرى من يقوم على تنفيذ مشاريع التطوير شركات أو مؤسسات بسيطة قد تعلن بين لحظة وأخرى عجزها وانكسارها عن تنفيذ ماكُلفت به ، وإن كُتب لها الإستمرار يصيبها الكساح فتسير سيرالسلحفاة ليستمرالتنفيذ لسنوات تجلب معها لنا الكآبة والشقاء ، فعلى من تقع مسؤولية اختيار مثل هذه الشركات أو المؤسسات العرجاء !!؟
* كيف نفرح ونحن نرى من يلعق المر في مطاردة قضاياه في المحاكم والممتدة لسنوات لم يتم الحسم فيها بسبب البيروقراطية المقيتة ، فمن ضجره والسأم أصبح الأمر لديه سيان ، وسيقبل الحكم على كل حال ، المهم الخلاص والحسم لينساها ويعيش بقية عمره في صفاء !!؟ .
*كيف نفرح ونحن نرى من كانت ثقافة الفرح لديه تتسم بالخروج عن النسق والآداب العامة من خلال تلك الممارسات الخاطئة والطائشة الجوفاء، ونرى من يرمي مخلفاته من نافذة سيارته ، ويرتاد الأماكن العامة ومنها الحدائق دون أن يكلف نفسه حمل بقاياه ، ونراه يعبث بمرافقها دون اكتراث في لحظة غفلة من أعين الرقباء !!؟.
* كيف نفرح ونحن نرى مساجدنا وقد تخلى المؤهلون عن القيام بأدوارهم فأصبحت المسؤولية فعليا على أكتاف عمالة وافدة غيرمؤهلة تقوم بكل الأدوار نيابة عن أولئك المكلفين الأعزاء ، ونرى من يمارس أغلب المهن الحرفية ، ومن يقوم على إدارة المحال التجارية من غير الأبناء !!؟
* كيف نفرح ونحن نرى من شبابنا من يقوم على إنشاء قنوات فضائية لاتجيد سوى الدندنة والرقص والغناء ، وأخرى تمارس الهدم للعقول لقلب المفاهيم ، وبإثارة التعصبات والنعرات بكل أشكالها وألوانها بلا هوادة وبلا خوف أو رجاء !!؟
* كيف نفرح ونحن نرى الإهتمام المبالغ فيه بمزايين الحيوانات والطيور والمبالغ الباهضة التي تدفع ثمنا لها دون الإحساس بمن اقتصرت أحلامه على توفيرالغذاء والكساء !!؟ .
* فهل مثل هؤلاء ومن هذه همومهم يفرحون وينامون ياوطني قريري العين بلا مشقة أوعناء !!؟ هذا قليل من كثير، فهل أدركت ياوطننا بأن الفرح بطعم الحزن ونكهة المرارة لا يُعد فرحا ، ياوطننا سننتظر منك الإجابة وكلنا أمل بأن تجلب إجابتك لصدورنا الشفاء .[/ALIGN]
[COLOR=blue]( رؤية / عبدالعزيز النعام )
" عين حائل " خاص[/COLOR]