[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الأدب مع مشايخنا[/COLOR]
إن التربية الحسنة هي أساس الأدب ومنتهى الذوق الرفيع وهي فطرة فطر الله عليها أبناء المسلمين ذكورا وإناثا فما أجمل هذا الطفل حينما يسير بجانب والده في منتهى الأدب والوقار لمن حوله وما أجمل هذا الأب حينما ينظر إلى والده نظرة تودي به 70 ذراعا في عمق الحياء حينما يتلفظ بكلمة نابية أو غير مهذبة أمام الغير وكما يقال في الأمثال (من شب على شئ شاب عليه) فذات يوم كنت في احد مغاسل السيارات واقفا فإذا بشابين يجلس احدهما على كرسي بلاستيكي فيقوم الآخر بزجره ويَهِبُ واقفاً فيقول له ألا ترى ذلك الرجل اكبر منك سنا يقف وليس لديه ما يجلس عليه فيتجه هذا الشاب نحوي معتذرا وبيده الكرسي لكي اجلس على هذا الكرسي البلاستيكي ففعلت وشكرتهما على حسن التصرف والصنيع ودعوة لهما ثم سألتهما عن عائلتهما فإذا هما من عائلة علم وأدب وأخلاق فقلت لهما ابلغا أباكما السلام وقولا له أن المدرسة قد أثمر نتاجها وذات يوم كنت أتابع فتاوى الحجاج مع سماحة مفتي المملكة حفظه الله ونفع بعلمه المسلمين فإذا بسائل يسأل ويجيب على أسئلته سماحة المفتي ولكن لا تجد الأدب في أسئلته وفي نهاية المكالمة وأثناء استمرار الشيخ بالحديث قال الله يجوزني وياك يا شيخ فهي كلمة تقال للعامة وبالشارع لكن مع أصحاب الفضيلة والمشايخ وكبار السن والمسئولين يجب التأدب في الحديث معهم وعدم مقاطعتهم بالحديث فقارنت ما حدث من تربية هذين الشابين بهذا الرجل وحديثه مع المفتي فقلت ليت والده أدبه في صغره لكي يتعلم الأدب مع الغير في الكبر فأين نحن من فن الأدب والذوق ووقار كبار السن والمتحدثين والعلماء فالجرأة بالحديث والتعبير عن الرأي أمر مطلوب ولكن في حدود الأدب والعقلانية فمتى ما تمسك النشء بالتعاليم الإسلامية فسيتعلم أدب الحوار وأدب الحديث والنقاش ((فهذبوا أبنائكم تتهذب أجيالكم[/ALIGN]
[COLOR=blue]كاتب عين حائل .رشيد الغريب
عضوا الجمعية السعودية للإدارة
مستشار اداري [/COLOR]