[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الايام الخوالي[/COLOR]
قد يكون موضوعي هذا امتداداً لموضوع سابق
لأن الحديث عن الماضي لاينتهي فقد تسمع
أن هناك رجل يتحدث بحكاية أو حدث ما
وأثناء سرده لها لا يفوته أن يخلل كلامه عبارات مثل
" سقى الله أيام زمان " و " رحم الله أيام أجدادنا " .
وتتحدث امرأة فيلفت انتباهها كيف
كانت المرأة " زمان " محافظة ومخلصة
وتعطي كل اهتمامها لبيتها .
ويتحدث شاب فإذا به يمتدح أيام زمان وإذا سُئل :
" هل عشت تلك الأيام ؟" يقول : " لا . لكنني اسمع الناس يقولون هكذا ".
وتزداد هذه الأقاويل والحسرة على
الماضي من هذه الحياة متقلبة الأطوار والأدوار .
ولا اعتراض على كل ماذكر ولكن هل طموحنا ان نقف عند هذا الحد ؟!!
الحقيقة التي يجب نعيها جميعا هي أن الحياة هي الحياة والأيام هي الأيام
والشتاء والربيع والصيف والخريف هي نفسها الفصول الأربعة
بأجوائها السهلة أحياناً والصعبة أحياناً أخرى .
لذلك نجد انه لم يتغير شيء لكن الذين تغيروا هم الناس أنفسهم .
الذي تغير هو أننا لكثرة الهزائم والانتكاسات والضغوط التي نتعثر بها
وتحيطنا من كل جانب لم نعد قادرين على فهم ما يجري ، وما يحل بنا .
والحل الأسهل من وجهة نظرنا في مثل هذه الظروف هو النكوص إلى
الماضي والتغني بأيامه التي ربما لم تكن جميله ،
لكنها قطعا لم تكن بقبح الواقع الراهن الذي
يصبح فيه الفاسد رجل محترم من الطراز الأول
والدفاع عن الوطن والبحث عن الحقوق بالأيدي
الفارغة والصدور العارية خطيئة كبرى .
ليس عيبا أن نتغنى بالماضي ولكن بشرط
أن نجعل ما به من ايجابيات لبنات نستند عليها
للانطلاقة إلى عهد جديد نفاخر به الغير وان نبتعد
عن التفاخر بالماضي والوقوف والمراوحة عند
ما حققه جيل ذلك الماضي من انجازات .[/ALIGN]
[COLOR=blue]كاتب عين حائل
مانع آل قريشة[/COLOR]