[ALIGN=CENTER][COLOR=red]التوقف عن دعم الرذيلة[/COLOR]
لا تزال أصداء قضية الشاب الذي ظهر في إحدى الفضائيات متحدثاً عن مغامراته الفاضحة تتردد في المجالس، ولا يزال حديثه الفاضح مثار دهشة واستغراب وألم وحسرة أن يصل وضع بعض شبابنا إلى هذا المستوى من الانحطاط الخلقي. ولعل البعض يؤكد أن هذا الأمر ليس جديداً، فمثل هذه التصرفات الماجنة موجودة لدى البعض، ولكن الجديد هو الاعتراف بها وبهذه الطريقة، إذ إن الاعتراف لم يكن في مجلس مغلق مع أصدقاء، لكنه كان عبر قناة تلفزيونية يشاهدها الملايين وبفخر واعتزاز.
إن الانفتاح الإعلامي له إيجابياته وسلبياته، ولعل هذا الموقف يبرز لنا إحدى هذه السلبيات. وعلى الرغم من التزام القنوات، خصوصاً الموجودة على بعض الأقمار العربية، بضوابط عامة في مقدمتها مراعاة الذوق العام لما يتم تقديمه من مواد، إلاّ أن بعض القنوات لا تلتزم بمثل هذه الضوابط وتأبى إلاّ أن يكون لها تميز أو شذوذ، فتقدم برامج تناقش قضايا حساسة أو تعرض لقطات فاضحة أثناء عرضها للأفلام أو غيرها من المشاهد التي لا يقبلها الذوق والحياء، فضلاً عن الدين.
ومن المعلوم أن معظم هذه القنوات تعتمد بشكل مباشر على المشاهد الخليجي، إذ إن المحور الذي تقوم عليه هو الإعلان التجاري فيها، والذي يستهدف فئة المشاهدين الذين لديهم قدرة شرائية مرتفعة ومعظم هؤلاء موجودون في الخليج بصفة عامة وفي المملكة بصفة خاصة. وفي ظل وجود مثل هذه البرامج التي تركز على مناقشة بعض المواضيع الحساسة والشائكة التي تحمل عناوين جذابة أو مغرية، فإنها بهذا تكسب عدداً أكبر من المشاهدين بحيث يصبح عدد المشاهدين حافزاً للشركات للإعلان في مثل هذه البرامج، ومن هنا يأتي الدعم المالي لبرامج هذه القنوات.
وعلى الرغم من أن ما قدمه الشاب من فضائح أخلاقية غير مقبولة، وعلى الرغم من بشاعة ذلك المقطع الذي عرض في البرنامج، فإن هناك قنوات أخرى تعرض يومياً وعلى مدار الساعة أفلاماً وأغاني ومسلسلات تحتوي على لقطات وعبارات ومقاطع لا تقل بشاعة عما رأيناه من ذلك الشاب، إن لم تكن أسوأ، ومع ذلك لم نر ذلك التفاعل من الشارع لمواجهتها أو الوقوف ضدها أو رفع قضايا عليها.
إنني آمل من المجتمع، كما وقف وقفة رائعة ومتميزة من مشهد ذلك الشاب وهو يستعرض فضائحه عبر الشاشة، أن يقف الموقف نفسه في وجه كل قناة تقدم كل ما هو هابط ويخدش الحياء ويتعارض مع الدين والقيم والمبادئ، وأن يقاضوا تلك القنوات لعرضها مثل تلك المشاهد. كما أنني أتمنى من التجار أن يتوقفوا عن دعم تلك القنوات من خلال وقف الإعلانات فيها وفي برامجها ووسط أفلامها، وأن يكونوا واضحين مع القنوات في أن إيقافهم للإعلان هو اعتراض على ما يُعرض في تلك القنوات من مشاهد إثارة ومقاطع إباحية وأغان ماجنة، ولا أعتقد أن مثل هذه القنوات ستصمد أمام مثل هذا الموقف، كما أنني لا أعتقد أن التلفزيون يمثل الوسيلة الوحيدة للإعلان لتلك الشركات عن منتجاتها، وبالتالي فإن البدائل متوافرة ومتنوعة وقد يظهر مَن يقول هذا هو الإعلام ومن لا يريد أن يشاهد مثل هذه المقاطع فليغلق الجهاز، ولكن لا يجبر الآخرين على اتباع رأيه، وهذا ليس منطقاً فمن يريد رؤية تلك المشاهد فليلجأ للقنوات المتخصصة في هذا المجال.
لقد أصبحنا نجلس أمام التلفاز مع أبنائنا ونضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من ظهور مشهد غير مناسب، بل حتى قنوات الأخبار لم تسلم أحياناً من عرض بعض المشاهد غير المحتشمة، وعلى الرغم من وجود قنوات أجنبية لا تؤمن بدين أو ملة أو عقيدة، فإن بعضها يراعي الذوق العام ويحذر المشاهدين من أن المواد الذي ستعرض سيكون فيها أمور يجب مراعاتها.
إنها دعوة لحماية مجتمعنا وخفض الأضرار التي تسببها بعض القضايا التي تركز على السعوديين، وإن لم تكن هناك وقفة جادة أمام ما تعرضه من برامج فقد تتمادى لتعرض مستقبلاً ما تستحي القنوات الأجنبية من عرضه.[/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم :إبراهيم محمد باداود [/COLOR]