[ALIGN=CENTER][COLOR=red]لماذا حلق لحيته ؟![/COLOR]
فقد رأيت ورأيتم أنتم كذلك في المجتمع بعض الشباب الذين ظهرت عليهم أمارات الاستقامة , وذلك بإعفاء اللحية , وتقصير الثوب , والحرص على حضور مجالس العلم من محاضرات ودروس , والدعوة إلى الله سواء بإلقاء المحاضرات أو توزيع الأشرطة والمطويات , وغيرها من المظاهر التي تدل على الاستقامة والتدين , ثم فوجئنا بعد ذلك بأن اللحية بدأت تضمحل تدريجيا مع مرور الأيام , والثوب بدأ يطول قليلا قليلا , ثم رأينا عزوفا عن حضور الدروس والمحاضرات , بل رأينا البعض قد انتكس رأسا على عقب , فاستبدل السواك بالسيجارة , وشريط المحاضرة بالأغنية الماجنة ,والسفر إلى مكة بسفر إلى بلد آخر.
فياترى ماهي الأسباب ؟ !
هل اكتشفوا أن التدين بدين الإسلام غير صحيح !!! أم انهم اكتشفوا أن أوامر الله ونواهيه نسخت وبدلت فتبدل الدين وتغير !!! أم ماذا ؟ .
وإن أي شخص يتسائل عن مشكلة ما قد يكون لديه بعض الإجابات المتوقعة والتحديس التقريبي , وإنني أتوقع أن هذه الظاهرة لها أسباب جمه منها :
أولا : أن تدين بعض هؤلاء ليس تديننا حقيقيا من أصله , بل هو تدين في الظاهر فقط .لأنهم لو وصلوا إلى ذروة الإيمان وذاقوا حلاوته ما ستبدلوا بها أي لذة وحلاوة .
ثانيا : إغراق بعض الشباب المتدين بالمباحات وطغيانها على كل شيء عندهم من رحلات برية , وسفرات سياحية , وسماع للأناشيد الإسلامية , وسهر في الاستراحات على قيل وقال , ولعب ورياضة ومتابعة لها , وهذه الأشياء لا نقول بحرمتها بل هي من باب المباحات , لكن المباحات إذا طغت على حياة الإنسان صار لها أثر سلبي , فهي كالملح في الطعام إذا زاد أو نقص أفسد الطعام , فينبغي أن تكون بقدر .
ثالثا : تتبع رخص المذاهب وشواذ الفتاوى , فيفعل بعض المتدينين ما يشاء من الأمور المخالفة للشرع بحجة التيسير وبحجة أن المسألة فيها قول لفلان أو رأي للمذهب الفلاني والمسألة فيها خلاف فلا تتشدد , ومن المأثور عن السلف قولهم (من تتبع الرخص فقد تزندق) وكما يقول بعضهم اطلع على المذاهب الأخرى من مالكية أو حنفية أو غيرها واسمع فتاوى علماء الأمة الإسلامية من كل مكان ودولة فلا تحجر العلم على هيئة علماء السعودية , وهذا كلام حق لكن أريد به باطل , لأن المسلم الواجب عليه أن يحل ما أحل الله ورسوله ويحرم ما حرم الله ورسوله , والعجيب أن بعضهم تقول له هذا نص كلام محمد صلى الله عليه وسلم فيرد عليك بقوله لكن المسألة فيها خلاف وفيها رأي للحنابلة أو الشافعية أو غيرهم .
وختاما أكثروا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ) . [/ALIGN]
[COLOR=blue]محمد بن مزعل العبدلي
" صحيفه عين حائل " خاص[/COLOR]