[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]سياحة داخلية .. على ضفاف الموت[/COLOR]
و بالموجز ، فقد تجلت بحرَ الأسبوع المُنصرم ذات "الوتيرة" الآنفةِ للأعوام التي مضت ، و نحنُ نتقصى كل تلك القصص المُريبة و المأساويةِ حد الأسف البالغِ ذروة "الانتباه" إلى ثمةِ خلل "جسيم" و لا يزالُ مُحدقاً بعموم الأسر الآخذةِ نحو التنزه ، و بعضاً من الترفيهِ "القاتل" ! ، و يمكث بين ظهرانينا دونما الإحساس ببلوغهِ فيما بيننا كخطرٍ لم نتهيأ لمواجهتهِ ، بقدر تهيئنا لذاتِ الموسم الداعي للوجوم بديلاً عن الإبتسام ! ، عطفاً على المواسم الأخرى - و اللا صيفية - كما لو أنها تتخذ الحياد عن الولوج في خضمَّ كل "قصةٍ" و حادثةٍ تتنافى - قولاً و عملاً - مع ما تتشدق به الصحف عن الإستعداد الموسمي "الصيفي" للعام الراهن ! ... .
ربما أنه بات من المؤكدِ إنعدام صبغة الوجه "السياحي" لدينا بفضل إستجلاءِ حوادث ذات التصنيف "المُروع" ! ، بدءاً من الغرق كشيء أصبح مما هو مُعتاداً عليه ليُرافقنا أينما نولي شطرَ المُستنقعات و المياه الراكدة و "الغزيرة" لدى جهاتٍ مُحددة في المملكة ، بما عُرف عنها بنشوءِ مثل هذه البؤر "الضخمةِ" و المُتربصةِ بالمُتنزهين عموماً دونما إشعارهم عن خطورتها و مدى غزارتها العميقة و المُميتة أيضاً لمن لا يُجيد التصرفَ حيال من يقع و يتورط بها من قبل النساء أو الأطفال و الشباب بصفةٍ عامة أو ممن لا يمتلك القدرة لإنقاذِ نفسهِ من موتٍ مُحقق ! ، إذ ليس غريباً على الإطلاق أن نسمع أخباراً تُبنى على غرار هذه "المشاهد" المُتكررة على التوالي و مُنذ سنواتٍ ليست بالبعيدة ! .. .
كانت فاطمة إبنة السبعة عشر ربيعاً قد لقيت حتفها غرقاً في محافظةِ جدة على جنباتِ شاطئها "الحزين" ككل النوارس التي رقصت ذات يومٍ "عصيب" فوق جُثتها - المطمورةِ - بين الصخور في مصباتِ الصرفِ "الصحي" على الكورنيش الشمالي من المدينة ، بعد مضي إثنا عشر يوماً من البحثِ المُضني دون أن تجد الجهاتُ المُختصة كقيادةِ حرس الحدود و فرق "المسح" البحري أي أثرٍ "عطرٍ" لها ! ، بينما والدها كان يرقبُ "البحر" الغادر تجاه إبنتهِ و هو الذي قد إستلبها قسراً من أمام عينيهِ التي لم تذق طعماً للنوم ، مُتأملاً - و مُتمنياً حد العصف - للعثور عليها ، و لكن بعد أيامٍ طويلة رحلت ! ، و هي تُصيغ "الدموع" في عيونٍ تملؤها "الحسرة" على هكذا إستلابٍ "قاهرٍ" و لكن في صورةِ قدرٍ محتومٍ و مكتوبٍ لا إعتراضَ عليهِ مُطلقاً ، لتكون النهاية ذكرى تُدون لفاطمة بإسم غريقة النورس تيمناً بمسمى المكان ! ، إنما ليست وحدها "فاطمة" من تغنى بها "الموت" ! ، فالأسرة التي قد إبتلعتها إحدى البُحيرات و في ذات اليوم "الكئيب" ، كانت القصة المُماثلة لمثل هذه الحوادث المُفزعة ، و عادة لن ينجُ منها سوى أولئك الذين حظيوا بعُمرٍ جديد و حياة مُتجددة بطعمِ النجاةِ من حوادثِ الغرق الناجمةِ عن ضعفِ "الوعي" بمخاطر و عواقب ما يُنبئ عن مكوثِ الخطر و بقائهِ حولنا غير آبهين بالأقدار التي و من الممكن أن تُعكر صفو أيامنا بما فيها من المُتعةِ عوضاً عن أننا لم نُبدي أي إهتمام دالٍ على "الوقاية" لأنفسنا قبل أن نبحث عن العلاج المؤدي لأن نُشفي عقولنا من "الجهل" لكل مُصابٍ جلل يغدو إلينا و يتمكنَ بنا أسوة بالسرطان المُستشري في الأجساد ! ، و حينها لن نستطع عمل ما يلزم لتفادي كل مأزق يصعب علينا الخروج منه ، ما لم يكن لنا ذات النصيب لأعمارٍ جديدة و العودة إلى الحياة ... .
ليس ممكناً أن نُصوب أصابع الإتهام للجهاتِ المعنيةِ وحدها و نحنُ لا نلوم ذواتنا ما دمنا مُدركين للخطر الذي يكاد يجثم على صدورنا في تمضيةِ كل النزهات الأقرب للموتِ منها إلى حياة نعي مخاطرها بقدر وعينا بمتعتها - البريئة - قبل أن نستشعر جُرمها العظيم و هي تسترقُ "البسمة" من شفاهنا و ترسمُ على وجوهنا كل ملامح الحُزن لفقد أرواحٍ "عذبة" ، حتى تغرق في ملوحةِ الشواطئ رغم إنتصابِ اللوحات التحذيرية في بعضها ! ، و رغم أنها تفتقر لأبسط مقوماتِ "السياحة" ، ذلك من توفير العناية - اللازمة - لها بدليل "الحرص" على أمان المارة و المصطافين ، إلا أنه يجب علينا تأدية دور "السياج" الآمن لنا متى ما كُنا
على مقربة من الخطر المُحدق بنا ، على ضفافِ "الموت" ! .. .[/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم الكاتب السعودي : وليد مساعد[/COLOR]