[ALIGN=CENTER][COLOR=red](ياموصي،وصي نفسك)[/COLOR]
لعل عنوان المقال يُعد قول دارج معروف لنا، وهو لفظ عامي حتى في كتابته، لا يقبل أن نكتبه بغير ما كتبته هنا بالرغم من مخالفة ذلك، لقواعد الإملاء والنحو، على كل حال، هو يقال لمن يقدم النصح لغيره، وهو واقع في الخطأ حتى أخمص قدميه، يقابله في العربية قول الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
وما أكثر ما نلحظ في مجالسنا من قد يكون جاوز منتصف العمر وهو يمارس النصيحة على الناس وعلى أسماع أبنائه، وهو واقع في الخطأ حتى أخمص قدميه، على سبيل المثال، أحد الآباء يمارس عادة التدخين، بينما يمارس النصيحة على أولاده محذرا إياهم من الوقوع فيما وقع فيه، آخر يتحدث في المجالس عن دور البلديات في نظافة الطرقات وأنها مقصرة من خلال عمالتها الذين تفرغوا لجمع ما يوفر لهم المال من صفائح المشروبات الغازية، وقوارير الماء، وأنهم تركوا ما أتوا من أجله وهو نظافة الطرقات، وإن كان كل كلامه صحيح، إلا إنه ما أن يركب سيارته حتى يرمي من نافذة سيارته قارورة الماء، بعد أن فرغ من شربها، أحد الآباء يحذر بنيه من السهر وهو لا يأتي إلى منزله إلا آخر الليل، موظف يتحدث عن الأمانة في العمل والإخلاص في الوظيفة وهو لايصل إلى مكتبه إلا بعد الثامنة ولايزال النوم يملأ عينيه، وخذوا عندكم من هذه المفارقات في سلوكياتنا، لهذا إذا ما أردنا أن نغير من السلوكيات المزعجة لمن هم حولنا علينا أن نبدأ بتغيير سلوكياتنا نحن، حتى لايقع أحدنا يوما ما في منبر الناصحين الواعظين، وهو واقع فيما ينهى عنه، فيسمع من يقول له على رؤوس الأشهاد: لاتنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم [/ALIGN]
[COLOR=blue]محمد إبراهيم فايع
(صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]