[ALIGN=CENTER][COLOR=red]إنه قدر المصريين[/COLOR]
القصة بدأت من دعوة أطلقها شباب مصريون على "فيسبوك" بعد يوم واحد من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، تقول "فعلها الشعب التونسي في 14 يناير، وسنفعلها في 25 يناير". هؤلاء الشباب لا ينتمي غالبيتهم إلى أي حزب سياسي ، كانت مرفقة بمجموعة من البوسترات التحريضية والتي تدعو المصريين للنزول إلى الشوارع في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وأعلنت عن شبكة من نقاط التجمع للتظاهر عبر مختلف المحافظات المصرية، وطالبت الناس بالاحتجاج السلمي.
كل تلك التحركات الالكترونية دعت إلى إنشاء "حركات سياسية إلكترونية" مثل "شباب 6 أبريل" في الدعوة إلى التظاهر، وحشدت في بضعة أيام الآلاف من المؤيدين، الذين قاموا بدورهم بإنشاء صفحات إلكترونية جديدة تتبع مناطقهم في مختلف المحافظات المصرية، ووجهت المتظاهرين إلى أماكن التجمع، ورسمت خريطة لأماكن تجمعهم.
وصولاً إلى يوم الجمعه الغاضب حيث فار التنور وتحركت الجماهير واصطدمت مع الشرطة المصرية ، هذه اللحظه دخلت مصر لحظة تاريخيه ، واصطحبت الأمة العربية في يدها ، وأصبحت أحداث مصر أحداثاً إقليمية ، وبدأت واشنطن بإصدار التصريحات ، والمشاروات واجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمستشاريه ونائبه جون بايدن وكبير مستشاريه لمكافحة الارهاب جون برينان وعدد كبير من المسئولين في جهاز الاستخبارات الامريكية ، في مكتبه البيضاوي والنظر إلى ما يحدث مع الحليف وصمام أمان المنطقة العربية .
تأكيدا على ما ذكر ، الرياض حضرت الموقف بثقلها الاقليمي حيث تم الاتصال بخادم الحرمين الملك عبدالله ، واعلنت الرياض من خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس الامريكي باراك اوباما و خادم الحرمين بأن "استقرار مصر وسلامة وأمن شعبها أمر لا يمكن المساومة عليه أو تبرير المساس به تحت أي غطاء، فمكتسبات ومقدرات مصر جزء لا يتجزأ من مكتسبات ومقدرات الأمتين العربية والإسلامية".
اقتصادياً ، ارتفعت اسعار النفط بسبب ما يحصل في مصر وتحديداً في قناة السويس وهي ممر معظم السفن الناقلات للنفظ الغربي ، وانعكس ذلك على اسواق الأسهم العالمية ، ابتداءً بوول ستريت ونهاية بأسواق الخليج في ذلك اليوم ، وقد اغلق سعر النفط بـ100$ ، وهذا تسبب لتردي اسواق السلع الأخرى .
عوداً على بدء ، الثورات التي شهدتها مصر الحديثه كانت شعاراتها تقودها أحزاب سياسية، وفي بعض الأحيان تحت شعارات دينة ، بينما يقود هذه الاحتجاجات شباب مصريون لا ينتمي غالبيتهم إلى أي أحزاب سياسية، بل إنهم من جيل ممن تفتحت أعينهم على نظام مبارك، وعاشوا طفولتهم في عهده، وشبوا في عصره، ولم يجدوا إلا في التكنولوجيا وسائل للتعبير عن مطالبهم وأزعم أن هذا سبب نجاح هذه الثوره.
وأخيراً وليس آخراً ، هذه مصر التي نعرفها منذ زمن كنيلها الهادئ حين تنظر إليه تجده هادئ ويصب في منابعه ، ولكنه حين يتوقف ويثور يغرق كل ما حوله كالسيل . إنه قدر المصريين ان يكونوا مفتاح الأمة العربية فحين تتحرك مصر تتحرك معاها الأمة العربية كاملةً ، وحين قرر الرئيس أوباما ان يلقي خطابا للعالم الاسلامي اختار مصر لانها تجميع بين الأمة العربية والإسلامية ...حماك الله يامصر يا أرض الكنانة قال تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
والله الموفق ،،،[/ALIGN]
[COLOR=blue]تركي بن ناصر الموح
( صحيفة عين حائل ) خـاص
turki.mouh@gmail.com[/COLOR]