[ALIGN=CENTER][COLOR=red]ما غرّك الملْك[/COLOR]
مَا غَرَّكَ الْمُلْكُ
الشِّعْرُ وَعْظٌ وَإِعْلامٌ وَأَفْكَارُ
وَالْحَرْفُ أَصْلٌ وَبَعْدَ الْمَوْتِ آثَارُ
هُوَ السِّجِلُّ الْمُقَفَّى لِلْوَرَى صِلَةً
بِحَاضِرِ الْمَجْدِ فَالْعَلْيَاءُ أَدْوَارُ
وَلِلْقَوَافِيْ إِذَا مَا وَاكَبَتْ حَدَثًا
حَظُّ الْبَقَاءِ وَإِعْجَابٌ وَإِشْهَارُ
وَالْيَوْمَ حَانَتْ مِدَادَ الصَّبِّ مَوْقِعَةٌ
أَبْطَالُهَا أَلَقٌ هَمْسٌ وَتَذْكَارُ
أَنْفَاسُهَا أَمَلٌ شَوْقٌ مُبَارَكَةٌ
أَلْفَاظُهَا سُحُبٌ ظِلٌّ وَنُوَّارُ
وَلَيْسَ فِيْ وَرَقِيْ زَيْفٌ وَلا تَرَفٌ
فَالْحَرْفُ سَيْفِيْ وَحَدُّ الْبَوْحِ بَتَّارُ
غَنِّ الْمَشَاعِرَ لا تُثْنِيْكَ فَلْسَفَةٌ
فَالشَّوْقُ أَدْمَى وَنَبْضُ الشَّوْقِ إِعْصَارُ
أَمْطِرْ حُصُوْنَ الْهَوَى وَرْدًا وَأَوْرِدَةً
فَتَائِهُ الْحُبِّ مَجْنُوْنٌ وَمِغْوَارُ
وَلَيْسَ يُبْكِيْهِ إِلاَّ بُعْدُ مَطْلَبِهِ
فَطَرْفُهُ سَاعَةَ التَّلْوِيْعِ ثَرْثَارُ
أَنَا الْقَصِيْدَةُ وَالأَوْزَانُ نَائِحَةٌ
أَنَا الْقَوَافِيْ وَفِي الأَمْثَالِ إِبْهَارُ
يَا قَافُ جَوِّدْ وَرَدِّدْ هَمْسَ ذَائِقَةٍ
تُبْدِيْ الْمَحَاسِنَ وَالإِنْشَادُ إِبْحَارُ
يَا قَافُ أَسِّسْ وَنَفِّسْ وَالْتَمِسْ غَرَقًا
بَيْنَ الْمَعَانِيْ فَكُلُّ الْوُجْدِ أَسْرَارُ
يَا قَافُ دَوِّنْ وَعَنْوِنْ سِيْرَةً بَقِيَتْ
حَقُّ التَّفَاخُرِ تَسْجِيْلٌ وَإِحْضَارُ
أَمَّ الْجَزِيْرَةَ بَعْدَ الْبَيْنِ عَاهِلُهَا
فَأَوْرَقَ الْبِشْرُ وَازْدَانَتْ بِهِ الدَّارُ
تَنَفَّسَ الصُّبْحُ وَالنَّجْوَى مُغَرِّدَةٌ
وَأَيْنَعَ الصَّبْرُ حَمْدًا فِيْهِ إِكْثَارُ
الْحَمْدُ للهِ عَادَ الْيَوْمَ رَائِدُنَا
وَسَرَّتِ الأُمَّةَ الْخَضَرَاءَ أَخْبَارُ
الْيَوْمَ عِيْدٌ مَجِيْدٌ زَانَ مَشْرِقَهُ
نَجْمٌ أَضَاءَ فَشَعَّتْ مِنْهُ أَقْمَارُ
وَأَطْرَبَ الْخَفْقُ أَضْلاعًا وَآنَسَهَا
بُرْءُ الْمَلِيْكِ وَرَامَ الْوَصْلَ أَبْرَارُ
وَرَتَّلَ الْبَحْرُ أَلْفَيْ مَوجَةٍ وَلَهًا
وَنَازِفُ الْغَيْمِ تَعْلُوْ فَاهُ أَوْتَارُ
أَهْلاً هُدُوْءًا وَأَهْلاً صَرْخَةً وَدَمًا
أَهْلاً حَنِيْنًا وَيَوْمُ الْعِيْدِ أَعْمَارُ
أَهْلاً سُؤَالاً أَبَى إِلاَّ مُنَازَعَةً
أَهْلاً جَوَابًا أَتَى تَبْكِيْهِ أَقْدَارُ
فَأَيْقَظَ الْوَصْلُ أَنْفَاسًا مُقَيَّدَةً
وَأَنْهَكَ الْقُرْبُ حُزْنًا بَاتَ يَنْهَارُ
نَفَائِسٌ هَزَمَتْ فِيْ النَّفْسِ وَحْشَتَهَا
وَشَارَكَتْ نَشْوَةَ الأَمْيَالِ أَسْحَارُ
هَيَّا نُسَافِرْ وَنُحْكِمْ رَبْطَ أَمْتِعَةٍ
هَيَّا نُحَلِّقْ فَفِيْ التَّحْلِيْقِ أَسْفَارُ
نُمَتَّعِ الْقَلْبَ نُثْرِيْ ذَوْقَ مُسْتَمِعٍ
مُسْتَمْتِعٍ فَرِحٍ يُشْجِيْهِ مِزْمَارُ
يَا نَاصِرَ الدِّيْنِ وَالْحُسْنَى لَهُ سُبُلٌ
عَقِيْدَةُ الْحَقِّ فِيْ الظَّلْمَاءِ أَنْوَارُ
يَا حَاكِمًا وَرِثَ الأَمْجَادَ يُتْبِعُهَا
رَأْيًا سَدِيْدًا حَكَتْ فَحْوَاهُ أَشْعَارُ
يَا حَاكِمًا وَرِثَ الأَخْلاقَ يُتْعِبُهَا
عَدْلاً ورِفْقًا وَهَذَا الْيَوْمَ إِقْرَارُ
يَا سَيِّدَ الْعُرْبِ يَا مَنْ صَمْتُهُ حِكَمٌ
يَا مَنْ تُبَجِّلُهُ دُوْرٌ وَأَمْصَارُ
يَا مَنْ سَمَا خَشْيِةً إِذْ خَافَ خَالِقَهُ
يَا مَنْ عَلا سِمَةً وَالْفِكْرُ إِبْصَارُ
إِنَّ السَّمَاحَةَ يَا ابْنَ الْجُوْدِ عَادَتُكُمْ
مَا ضَرَّ ذَا ثِقَةٍ زُوْرٌ وِإِهْدَارُ
نِلْتَ الْمَحَامِدَ بَلْ نَالَتْ بِكُمْ شَرَفًا
نَحْوَ الْمَقَاصِدِ لَمْ تُقْعِدْكَ أَعْذَارُ
مَا غَرَّكَ الْمُلْكُ مَا أَغْرَاكَ بُهْرُجُهُ
فَلَيْسَ فِيْ صُوَرِ التَّرْفِيْهِ إِعْمَارُ
يَا عِشْقَ أُمَّتِنَا أَصْلَحْتَ مَنْهَجَهَا
يَا مِشْعَلَ الْخَيْرِ كُلُّ الشَّعْبِ أَخْيَارُ
إِنْ لِنْتَ مِنْ دَعَةٍ فَالشَّعْبُ فِيْ دَعَةٍ
إِنْ ثُرْتَ مِنْ أَلَمٍ فَالشّعْبُ ثُوَّارُ
أَنْتَ الَّذِيْ وُئِدَتْ فِيْ عَهْدِهِ فِتَنٌ
فِيْ عَهْدِهِ هُدِمَتْ بِالرِّفْقِ أَسْوَارُ
قَدْ جَدَّدَ الشَّرْعَ قَدْ أَحْيَا مَآثِرَهُ
إِمَامُ عَدْلٍ سَعَى وَالسَّعْيُ إِيْثَارُ
أَيْنَ الْخُصُوْمُ الَّتِيْ تَنْوِيْ مُقَارَعَةً ؟!
هَلْ غَابَ عَنْهُمْ مَصِيْرُ الْبَعْضِ إِذْ جَارُوا ؟!
هَلْ شَاقَ حُفْنَتَهُمْ تَمْزِيْقُهُمْ إِرَبًا ؟!
هَلْ سَرَّهُمْ ذَا الْهَوَانُ الْيَوْمَ وَالْعَارُ ؟!
أَشْيَاعُ مَنْ ذَهَبَتْ أَحْلامُهُمْ أَسَفًا
وَاقْتَادَ رِحْلَتَهُمْ بِالسُّوْءِ أَمَّارُ
أَتْبَاعُ مَنْ نُهِبَتْ أَقْلامُهُمْ ومُحُوا
وَكَسْبُ زُمْرَتِهِمْ عَارٌ وَأَوْزَارُ
أَفْنَى جَحَافِلَهُمْ وَالْمَوْتُ مَشْرَبُهُمْ
مَنْ ضَرْبُهُمْ بِالسِّيُوْفِ الْبِيْضِ إِنْكَارُ
مَنْ سَاءَ حِكْمَتَهُمْ إِصْرَارُ أَجْهَلِهِمْ
لِيَرْتَدِعْ مَنْ غَشَاهُ الْيَوْمَ إِصْرَارُ
حَامِيْ حِمَانَا عَسِيْرٌ كَاسِرٌ جَبَلٌ
ضِدَّ الْبُغَاةِ لِجَيْشِ الْحَقِّ جَرَّارُ
وَيَسْكُبُ الْحُبَّ يُرْوِيْ شَعْبَهُ كَرَمًا
وَالْعَطْفُ دَيْدَنُهُ وَالشَّعْبُ شَكَّارُ
يُبَادِلُ الشَّعْبَ تَقْدِيْرًا وَتَضْحِيَةً
يُبْدِي التَّوَاضُعَ سُرَّتْ مِنْهُ أَنْظَارُ
شَهْمٌ حَكِيْمٌ هُمَامٌ قَانِعٌ وَرِعٌ
عَفٌّ جَسُوْرٌ رَحِيْمٌ بَطْشُهُ نَارُ
بَرٌّ أَبِيٌّ شُجَاعٌ هَامَةٌ بَطَلٌ
قَدْ لان تَقْوَىً وَفِي الأَعْمَاقِ أَذْكَارُ
هُوَ الْمُحَنَّكُ مَنْ آلَتْ لَهُ قِيَمٌ
هُوَ الْمُظَفَّرُ وَالآمَالُ أَخْطَارُ
لِوِحْدَةِ الصَّفِّ يَدْعُوْ كُلَّ نَائِبَةٍ
لِلُحْمَةِ الدِّيْنِ يَدْعُوْ كُلَّ مَنْ حَارُوا
قَلْبٌ وَفِيٌّ سَخِيٌّ زَفَّ عَبْرَتَهُ
يُجِيْبُ دَمْعَةَ يُتْمٍ سُؤْلُهَا الثَّارُ
أَنْتُمْ لَنَا سَنَدٌ أَنْتُمْ لَنَا مَدَدٌ
أَنْتُمْ بِعَتْمَةِ هَذَا الْعَصْرِ أَبْصَارُ
أَنْتُمْ لِرَاحَتِنَا أَفْيَاءُ بَاسِقَةٍ
أَنْتُمْ إِذَا ظَمِئَتْ ذِيْ الأَرْضُ أَنْهَارُ
أَنْتُمْ لَنَا شَرَفٌ أَنْتُمْ لَنَا قَدَرٌ
أَنْتُمْ لَنَا وَطَنٌ وَاللهُ يَخْتَارُ
قَدْ صَارَ صَفْوَتُنَا خُدَّامَ كَعْبَتِهِ
وَنَالَ خِدْمَتَهُمْ لِلْبَيْتِ زُوَّارُ
لِيَحْفَظِ اللهُ دَارَ السِّلْمِ وَالشُّوْرَى
لا يَعْدِلُ الأَرْضَ بِالأَوْزَانِ مِقْدَارُ
إِنَّا جُنُوْدٌ لَهَا نَحْمِيْ مَدَائِنَهَا
أَبْنَاءُ مَمْلَكَةٍ بِالدِّيْنِ أَحْرَارُ
قَدْ قَادَنَا مَلِكٌ أَعْطَاهُ خَالِقُهُ
كَسْرَ الْعَدُوِّ وَنَالَ السُّقْمَ أَشْرَارُ
الْبِيْضُ مَا وَسِعَتْ آلاءَ وَالِدِنَا
مِنْ دُوْنِهَا فَنِيَتْ كُتْبٌ وَأَحْبَارُ
النَّثْرُ فَقْرٌ وُنُبْلُ الْيَمِّ مَعْدِنُهُ
والشِّعْرُ قَفْرٌ وَكَفُّ الشَّهْمِ أَمْطَارُ
هُوَ الْوُضُوْحُ الْمُبِيْنُ الْمُعْتَلِيْ ثِقَةً
مَا كَانَ مَنْهَجَهُ دَسٌّ وَإِضْمَارُ
أَخُوْ الْفَضِيْلَةِ أَوْفَى كُلَّ سَامِيَةٍ
صَنَائِعُ الْمَجْدِ تَأْكِيْدٌ وَإِشْعَارُ
يَا ابْنَ الْعَقِيْدَةِ يَا حَامِيْ مَنَابِرِهَا
حَقٌّ لَكُمْ سَيِّدِيْ مَجْدٌ وَإِكْبَارُ [/ALIGN]
[COLOR=blue]
الأستاذ / هلال بن مزعل العنزي
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية (كلية التربية والآداب)
عضو عامل برابطة الأدب الإسلامي و ( كاتب صحيفة عين حائل )
[/COLOR]