[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الحلقة الرابعة ... دستور مملكة النحل [/COLOR]
وبعد الاتفاق على بنود الدستور التي وضعتها ملكتنا الفتية سألت إحدى العاملات الملكة عن سبب اهتمامها بوضع دستور للمملكة الجديدة فأجابت ملكتنا قائلة نحن مررنا بمحنة عظيمة كلفتنا خسائر كبيرة وهي فقدان أصدقاء لنا كنا نحبهم ونسعد بالعيش معهم ولكي لا تتكرر مصيبتنا السابقة قمت بوضع هذا الدستور بحيث يكون مستمدا من غرائزنا وطبائعنا التي وضعها الله فينا ويكون مصدرا للتشريع وكذلك وضعت في عين الاعتبار الأخطاء التي أدَّت لحدوث تلك المصيبة لنا وتفاديتها عند وضع هذا الدستور كي نقطع الطريق على كل من يطمع بنا في المستقبل ويكون هذا الدستور بمثابة صمام الأمان لنا ولكن هناك أمر يقلقني ، قالت العاملة : ما هو ؟ فردت الملكة وهي حزينة ، سوف ينهار كل شيء بمجرد تخلينا عن هذا الدستور فرد النحل بصوت واحد يا سيدتي ما الذي يجعلنا نتخلى عن هذا الدستور ، قالت : عندما تهون علينا كرامتنا . فأجاب الجميع يا سيدتي نحن نعاهدك على حماية هذا الدستور و العمل به فأخبرينا ما الذي يجب علينا فعله فقالت أولا سوف نطير من هنا إلى جزيرة صغيرة وجميلة عثرت عليها صدفة عندما فررت من الدبابير وسوف أريكم المكان الذي اخترته كي يكون مكانا لوطنكم الجديد .
وبالفعل طار الجميع وكان عددهم اثنتاعشرة نحلة بما فيهم الملكة نحو جزيرتنا الجميلة السابقة الذكر ، وعند وصولهم للصخرة التي اختارتها الملكة لكي تكون مقرَّا للمملكة الجديدة هبط الجميع على الصخرة بالقرب من الكهف الصغير الذي ذكرناه آنفا فأخذ جميع رفقاء الملكة يتفحصون المكان كما قام أحد الذكور بأخذ جولة سريعة على الجزيرة وعند غروب الشمس قالت ملكتنا لأصدقائها ما رأيكم بالمكان فأبدى الجميع رضاه وثقته باختيار الملكة ثم قالت الملكة لأصدقائها أن أول عقبة تواجهنا الآن هي أننا نحتاج للمزيد من الأصدقاء فنحن قلة والعمل الذي ننوي فعله عمل جبار فرد أحد الذكور قائلا إن أذنت لي الملكة بالكلام فسوف أدلي بدلوي فقالت الملكة تفضل وهات ما عندك فقال نحن الآن عددنا اثنتاعشرة نحلة ولو طار في كل اتجاه نحلة منا وبحثت عن المزيد من أصدقائنا الهاربين من قبضة الدبابير لتمكنا من زيادة عددنا فقالت الملكة هذا ما كنت أفكر به وقد سبقتني إليه فقامت الملكة بتشكيل ست فرق للبحث عن المزيد من الأصدقاء كل فرقة تتكون من نحلتين وعند الاتفاق على هيكلة هذه الفرق قالت الملكة لرفقائها دعونا نتناول قليلا من دبس ثمر هذه النخلة ثم نخلد للنوم كي نستيقظ غدا بنشاط وهمة لكي ننفذ ما اتفقنا عليه فطار الجميع إلى النخلة وتناولوا ما يكفيهم من دبس ثم نام الجميع وهم يحلمون بمملكتهم الجديدة .
وفي الصباح الباكر أرسلت الشمس كعادتها خيوطها الذهبية كي تزين بها العالم وتنشر الأمل باستمرار الحياة وفي هذه اللحظة استيقظت ملكتنا الفتية وكلها همة ونشاط وفرح وأمل فطارت في الهواء مصدرة طنين بأجنحتها أدى إلى استيقاظ بقية النحل ، ثم طار الجميع وتبع الملكة التي هبطت على طرف شاطئ الجزيرة ثم هبط الجميع معها فقامت ملكتنا بغمس أرجلها في ماء النهر العذب ثم دلكت وجهها فقلدها الجميع ثم نظرت إلى السماء وهي تقول ربي ربي أنت المعين فأعنا ولا توكلنا على أنفسنا طرف عين فقال النحل بصوت واحد آمين آمين . ثم التفتت ملكتنا الفتية إلى رفقائها وقالت لهم موعدنا بعد خمسة أيام على تلك الصخرة التي سوف تكون قاعدة المملكة الجديدة ثم طار الجميع كي يبحثوا عن المزيد من الرفقاء فخلت الجزيرة في هذا الفترة من طنين النحل وبعد مضي الخمسة أيام رجعت الملكة وبرفقتها عشرون من أصدقائها الهاربين من قبضة الدبابير فأمرتهم بالمكوث فوق الصخرة حتى عودة بقية الفرق التي شكلت للبحث عن الرفقاء وفي جو مفعم بالأمل كانت ملكتنا الفتية تنتظر وقبيل غروب الشمس عادت أربع فرق مع مئتين من الرفاق الجدد وعندما وصلوا فرحت الملكة بهم فرحا شديد وتعانق الجميع ورقصوا رقصة اللقاء فبلغ عدد النحل المتواجد على الصخرة مئتان وتسعة وعشرون نحلة الأغلبية منهم عاملات بالإضافة للملكة ولكن بقيت فرقة واحدة مشكلة من نحلتين لم تعد بعد من رحلة البحث فقالت الملكة لعلنا ننتظر عودة الفرقة الباقية ثم نبدأ ببناء المملكة الجديدة فوافق الجميع ثم خيم الليل وأرخى سدوله على المكان ونام الجميع وهم قلقين على مصير الفرقة الباقية من النحل وعندما عسعس الليل مدبرا وتنفس الصبح مقبلا استيقظ الجميع ثم أمرتهم الملكة بالتوجه نحو النخلة وتناول الإفطار من دبسها وبينما النحل منهمك بالأكل كانت ملكتنا تنظر إلى السماء وهي حزينة على أصدقائها الذين لم يعودوا حتى الآن وكانت تخشى عليهم أن يكونوا فريسة للطيور وعندما انتهى النحل من تناول الإفطار سأل الجميع الملكة قائلين هل نبقى منتظرين أصدقاءنا أم نباشر العمل فقالت الملكة سوف ننتظر ثلاثة أيام وبعد انقضائها سوف أخبركم بما يتوجب عليكم فعله وبالفعل انتظر الجميع بفارغ الصبر وكان يراود الجميع عواطف متنوعة فإلى جانب الحماس الذي كان يتمتع به الجميع من أجل بناء المملكة الجديد كان هناك قلق شديد يراود الجميع بسبب عدم عودة الفرقة الأخير من فرق البحث وبعد انتهاء مهلة الانتظار قالت الملكة لرفقائها يبدو أن أصدقاءنا قد ماتوا وهم في رحلة البحث عن المزيد من الرفاق ، فحزن الجميع حزنا شديدا وبدأ النحل يتطاير في الهواء بطريقة عشوائية وهذا تعبير من النحل عن مشاعر الأسى والحزن على رفقائهم الموتى ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا حيث أن الملكة طارت وأصدرت طنين قوي بين النحل وهذا بمثابة الأمر العسكري الذي يجب بعده أن يتوقف النحل عن البكاء وبعد هدوء النحل قالت الملكة يجب أن نعمل وننسى أحزاننا فقامت بوضع خطة للعمل وزعت خلالها المهام على أفراد الطائفة الجديدة فبدأ الجميع ببناء المملكة الجديدة ...
تابعونا في الحلقة المقبلة
[COLOR=orangered]Nasir321n@hotmail.com[/COLOR][/ALIGN]
[COLOR=blue]
بقلم :ناصر الهواوي[/COLOR]
رابط الحلقه الاولى
http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=24
رابط الحلقه الثانية
http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=37
رابط الحلقه الثالثة
http://www.aenhail.com/articles.php?action=show&id=43