[ALIGN=CENTER][COLOR=red]بالعقل لا «بالعقال»![/COLOR]
تصر الكثير من الجهات التي تقوم بخدمة مصالح المواطن بأن تجعل المواطن يشعر بأنه «الحلقة الأضعف» في هذه العلاقة، لو شعرت الخطوط السعودية أو وزارة الصحة أو البلدية أو وزارة النقل، أو غيرها بأن المواطن هو الهدف الأسمى الذي أسست من أجله لما وصلنا لهذه الحالة الخدمية الرديئة، لا تحتاج لمعرفة مصداقية هذا الحديث سوى أن تقوم بجولة لا تكلفك سوى سويعات قليلة لتكتشف بأن الوضع يكفي لكتابة آلاف الحلقات من مسلسل «طاش ما طاش»، هل تقبل الخطوط السعودية التي تتعامل مع المواطن بعدم اكتراث أن يقوم مواطن قيل له إن رحلتك تأخرت عدة ساعات أو لليوم الثاني بفرش فراش داخل صالة المطار وقيامه بالتصرف كيفما شاء تبديدا للوقت الطويل من الانتظار الذي لا ذنب له فيه، هل تعاقبه لو قام بنصب خيمة صغيرة داخل صالة المطار والنوم بها مع أطفاله لحين وصول موعد رحلته، هل تقبل وزارة الصحة بأن يقوم مواطن بتصوير العملية الجراحية التي ستجرى لأحد أفراد عائلته ليثبت حقه القانوني عند حدوث خطأ طبي خصوصا في ظل زمن أصبحت فيه الأخطاء الطبية التي يقوم بها الأطباء عندنا أكثر من الصواب، هل تقبل الجهة التي تدمن حفر الشوارع وتكديس القطع الخرسانية فوقها وإحاطة الشوارع بآلاف التحويلات أمام البيوت والمحلات التجارية بأن يبني المواطنون جسورا للعبور فوق حفرهم الممتدة بإهمال في كل اتجاه، لا تقبل الجهات التي تخدم المواطن بأن يقوم المواطن بأي تصرف يمس كرامتها كجهة تتصرف بمنطق «مين قدي»، كل شيء في العالم يتحرك تجاه التطور والتحضر والسمو الإنساني وجعل قيمة الضمير والإنسان فوق كل ما عداه إلا بعض جهاتنا الخدمية التي تصم أذنيها لدرجة جعلت مواطنا من جازان يخرج عن طوره وتفلت أعصابه ليضرب أحد موظفي الشؤون الصحية في جازان «بالعقال»، هذه نتيجة التعامل بفوقية وإهمال وعدم مراعاة لمشاعر المواطن وعدم الشعور بأنه كائن حي له كرامة وأعصاب تثور لا محالة عندما يشعر بغبن، جهاتنا الخدمية تريد منا أن نحترمها وهي لا تحترمنا، عليها أن لاتخرج المواطن من مرحلة استخدام العقل إلى مرحلة استخدام «العقال»!.[/ALIGN]
[COLOR=blue]الكاتبة / صيغـة الشـمـري
( صحيفة عين حائل ) خـاص [/COLOR]