[ALIGN=CENTER][COLOR=red]مافيا «السواقين» ![/COLOR]
المرأة السعودية أصبح عندها «فوبيا» من مجرد ذكر اسم سيارة أو سائق، أصبحت تشعر بإحباط فور أن تقرأ أو تشاهد أحدا يتكلم عن حقها أو عدم أحقيتها في قيادة السيارة، أصبحت تؤمن إيمانا تاما بأن الطرفين ــ الذين غالبيتهم من الرجال ــ يطنطنون دون فهم حقيقي للمشكلة، والحديث عن هذه المشكلة دون إلمام بكافة جوانبها جعلها تطغى على الكثير من المشكلات التي تعانيها بعض النساء، بمعنى أن هناك نساء آخر اهتمامهن أن يسمح لها بقيادة السيارة بل قد ترفض ذلك رفضا قاطعا، ويكون همها الأول والأخير أن تجد قانونا ينصفها من زوج رماها عند أهلها منذ سنوات رافضا منحها ورقة طلاقها أو إرجاعها أو الصرف عليها، أو من أب يرفض تزويجها أو منحها لو جزءا بسيطا من راتبها.
لذلك تختلف أهمية مشكلات المرأة حسب كل حالة، وعموما فمجتمعنا يتحدث عن حقوق المرأة مثل الحديث عن مشكلة طبقة الأوزون! إن كان مزاجه «غير رائق» فيراها مشكلة تافهة لاتستحق الحديث عنها وإن كان العكس يراها مشكلة المشكلات التي لابد من إيجاد حل جذري لها.
منع المرأة من قيادة السيارة بسبب «درء المفاسد» شيء لانستطيع سوى الصمت حياله، ولكن ماذا الآن وقد أصبحت مفاسد السائق الخاص الذي يسوق بالمرأة السعودية أكثر بآلاف المرات من مفاسد قيادتها سيارتها بنفسها؟ حسب الأرقام «التخمينية»، لدينا أكثر من مليون سائق خاص، يحتاجون لمن يطلع على مشكلاتهم ومفاسدههم اطلاعا عميقا أكثر من الاطلاع على مفاسد قيادة المرأة ، استطاعوا أن يقفزوا ــ رغما عنا ــ برواتبهم لتتجاوز الألفي ريال، واستطاعوا أن يشكلوا مافيا حقيقية بالتآمر مع أطراف مستفيدة تعلمهم كيفية الهرب والعمل لدى بيت آخر غير بيت الكفيل بمبلغ مضاعف، المرأة العاملة تواجه هذه الأيام مشكلة الهرب المتكرر للسائقين، فالنظام الذي «يدلل» مكاتب الاستقدام ويتغاضى عن تحميلها مسؤولية إيجاد بديل للسائق أو الخادمة جعل بعض المكاتب تستفيد من هرب العمال الذين تستقدمهم لتشغلهم عند أسر أخرى بعد هربهم بربحية خرافية، ليس هناك أقسى وأمر مما تعانيه المرأة العاملة في بيئة تعشق تكديس المتناقضات !.[/ALIGN]
[COLOR=blue]الكاتبة / صيغـة الشـمـري
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]