[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الفرق بينهما[/COLOR]
سرت في احد الشوارع المودية إلى مسجد الحارة على قدمي وبجانبي شخص يحث الخطى مهرولا إلى المسجد وآخر متثاقل في خطاه واثنان يمران بقرب المسجد وأصوات الموسيقى النتنة تنبعث من سيارتهما ولم يلتف احد منهم صوب المسجد ولم يحرك لهم ساكنا روية بيت من بيوت الله , دخلت المسجد ووجدت الشخص الذي هرول للمسجد قد قرأ مايقارب ربع الجزء وقد رتب نفسه على ذلك ورأيت متثاقل الخطى قد أكمل الركعة الأخيرة بعد تسليم الإمام فقد وقفت متأملاً ذلك فالذي قرأ القرآن قبل الاقامه لما فرغ من صلاته رفع يديه يدعو ربه فسمعته يقول الحمد لله الذي اعانني على آداء صلاتي واقفا موديها وانا بصحة اللهم متعني بصحتي ثم امسك بالمصحف واكمل بقية آيات من كتاب الله ثم خرج حامدا الله على انه اتم صلاته بركوعها وسجودها بكامل اعضاءه والتفت للذي اكمل صلاته بعد التسليم الا انني لم أجده فخرجت من المسجد فاذا بهذا الشخص قد امسك بين يديه بسيجارة ينفث في الجو مابين شهيق وزفير, وأما صاحب المسيقى فلم أراه إلا بعد عشرة أيام في إحدى زياراتي لأحد اصحابي المنومين فناداني باسمي وسلمت عليه وقلت أتعرفني ؟ فبكى فقال ليتني أطعتك في ذلك اليوم وقلت ماذا قلت لك ؟ومتى؟ فعرفت انه صاحب الموسيقى فقال سامحني فقلت لم تخطي على حتى أسامحك فقال أنت أشرت لنا باتجاه المسجد وقد فهمنا منك انك تقول لنا ان كنتم تبحثون عن مسجد فهاهو لكننا تمادينا وقلنا فيما بيننا (خله لك) فقلت لا تثريب عليكم يغفر الله لي ولكم . وبعد أن أمضينا ردحا من الزمن شاهدت شخص يسبق المؤذن على المسجد فأمعنت النظر فإذا هو صاحبنا صاحب الموسيقى لكنه على عربة متحركة فسلمت عليه وقلت الحمد لله على كل حال فحمد الله لكنه ثقيل اللسان فقال تمنيت لو دخلت المسجد بدون عربة, اخي القارئ لنقف قليلا حول هذه المشاهد الدرامية الحية وهي على ثلاثة اشكال
الاول / حثيث الخطى والثاني المتهاون الى الوصول للمسجد والثالث صاحب الموسيقى فالاول عمل صالحا اتبعه بعمل صالح والاخر عمل عملا صالحا لكن بتهاون فاتبعه بعمل غير صالح والأخير لم يعمل عمل صالحا لكنه ندم وعاد فتذكرت دعاء الرجل الاول الذي قال خلف صلاته الحمد لله الذي أتم نعمته على بان أديت صلاتي بكامل أعضائي فلنحمد الله على نعمائه ولنسابق الامام دام اننا بصحة[/ALIGN]
[COLOR=blue]رشيد الغريب
" صحيفة عين حائل "خاص[/COLOR]