[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]عقود الأنكحة .. و شرط منع التعدد[/COLOR]
في زمنِ موضة - إستصدار - الفتاوى و الأحكام ، تظهرُ عدة تأويلات مُجملة ذات مغزى يضمنُ للمرأة حقوقاً قد يراها البعض مشروعة ، فيما الآخر لا يقبل بها مُعللاً بما يراه وحسبما تقتضيه الأعراف أو التقاليد ، فأستاذة السنة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة نوال العيد إحدى - الأكاديميات - اللواتي ذاع لهنَّ الصيت من خلال عدةِ وسائل إعلامية كالإذاعة - على سبيل المثال لا الحصر - قد أبدت رأيها الشرعي بإجازتها للمرأة إشتراطها على الزوج عدم التعدد أثناء كتابة عقد النكاح!
د. نوال العيد لم تكن تميل إلى الشرع أكثر من أنها جمعت عاطفتها كأنثى إلى منح أحقية الزوجة أن تشترط هذا الشرط الذي قد تعتبره قيداً مُحكماً للزوج يمنعه من مُجرد التفكير في الزواج بأخرى! ، و كما أيدها بذلك - الشيخ العبيكان - بقوله أن هذا ما أختاره شيخ الإسلام إبن تيمية في مسائل عقود الأنكحة وما يتخللها من شروط ضمنية تكفلُ للمرأة حقها ..
فكرتُ ملياً بالأمر ، و شعرتُ أن هذا الشرط يتيح للمرأة أن تتفردَ بزوجها لوحدها كإمرأة عادة ما تستثيرها الغيرة من بنات جنسها تجاه الزوج الذي لرُبما تظنه صكاً عقارياً مملوكاً لها أبد الدهر! ، فلا يجوز - بل لا يحق أيضاً - له أن يُفكر بما أحله الدين و أجازته الشريعة لمثنى و ثلاث و رباع! ، و في نفس الوقت فأنا ضد هذا التعدد إن كان يتنافى مع إشتراطٍ عظيم و هو العدلْ من قبل الزوج لزوجاتهِ ، فهل كان شرطُ منع التعدد و المُتعلق بقبول الزوجة - على ذمةِ الرجل - منصفاً للمرأة و ظالماً للرجلْ؟ ، إذ أن هذا الشرط و حينما يكونُ مُجازاً - فقهياً - و شرعياً و من جميع الأطراف القانونية فهوَ يسلبُ حقاً منحه الإسلام للزوج ، حيث أن إبرام عقد نكاح آخر من قبل الزوج - للزواج بالثانية - مع بقاء شرط العقد الأول من النكاح القاضي بمنع التعدد ، يجيز للزوجة الأولى فسخ العقد أمام سُلطة القضاء و قوته النافذة ..
كنتُ أسمعُ عبد المحسن العبيكان يُنادي بالتعدد كمبدأ يقضي على العنوسة و لكونهِ مُجازاً حتى في الديانةِ اليهودية و المسيحية التي لم تحرمه! ، إنما حرَّمه بعض الأشخاص النافذون في الكنائس! ، و لأن الإسلام كفلَ للرجال هذه التعددية لحفظ و صونِ الأزواج من الجِنسين إلا أن شرط منع التعدد في عقد النكاح أمراً مُستغرباً في ظلِّ إباحته من قبل الشرع الحنيف و المنبثق من الدين الإسلامي الذي تكفلَ بحقوق المرأة و كرامتها قبلَ أن نعرف نوال العيد كباحثة في علوم السنةِ التي أحلتْ هذا التعدد ، و لم تكن مانعة له في الأصل[/ALIGN]
[COLOR=red]وليد بن مساعد
" صحيفة عين حائل "[/COLOR]