[ALIGN=CENTER][COLOR=red]خطر ممنوع الاقتراب [/COLOR]
الحمدلله أما بعد فعبارة (خطر ممنوع الاقتراب ) كثيرا ما نقرأها على ناقلات الوقود القابل للاشتعال , والذي إذا اشتعل لحق الضرر بالملاصق له والقريب غير الملاصق , وأحيانا نجد عبارة (خطر ممنوع اللمس) على بعض المواد الضارة التي تضر بالملاصق فقط ,
إذا فثمت فرق بين ممنوع الاقتراب وممنوع اللمس .
والباري عز وجل حينما حرم الزنى لم يقل لنا في محكم كتابه (ولا تفعلوا الزنى ) بل قال (ولا تقربوا الزنى ) فلاشك أن ثمت فرق بين اللفظين .
فالزنى فاحشة عظيمة وكبيرة من كبائر الذنوب بإجماع أهل الإسلام ولا يخالف في هذا احد , ولعظم هذه الفاحشة وشناعتها فقد أحاطها الشارع الحكيم بمحرمات كثيرة لأنها وسائل تفضي إليها ,فحرم إطلاق النظر بالمراة ومصافحتها والخلوة بها وسفرها بلا محرم ومخالطتها للرجال , وأمرها بالحجاب والقرار في بيتها ونهاها عن التزين والتطيب عند خروجها وعن الخضوع بالقول إلى غير ذلك من الوسائل التي قد تفضي إلى الفاحشة, وهذه الوسائل لا يعني بالضرورة أنه لو حصل وسيلة من هذه الوسائل وقعت الفاحشة , فمثلا لا يعني أن الإنسان إذا صافح امرأة , أو خلا بها أن الفاحشة واقعة لا محالة , لكنهما اقتربا من حدود الفاحشة والعاصم هو الله .
وقد قرأت كلاما سخيفا لأحد الكتاب في أحد صحفنا قد يكون من أصحاب الشهوات أو من الجهلة أصحاب النظرة القصيرة وهو يهاجم ولاة أمرنا وعلماءنا الذين يمنعون ويحرمون قيادة المرأة للسيارة فيتهم ولاة امرنا بالحمية على قراراتهم السابقة وأنهم يتزينون بهذا للعامة والعلماء ليخفون عيوبهم الأخرى – هكذا زعم – واتهم علماءنا أنهم من (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ) – هكذا قال وكلامه منشور وموجود في صحيفة رسمية - ولا أدري كيف ساغ له هذا الاتهام , إلا أنه علل بتعليل عليل , أن علماءنا إما أنهم يتهمون أن المجتمع السعودي مجتمع بهيمي عديم الإيمان إذا خرجت المرأة وقادة سيارتها هجم عليها الرجال يريدون الفاحشة , أو انهم يتهمون الدول الإسلامية وأقربها دول الخليج أنها مجتمعات فاحشة وغير إسلامية .
وأقول لهذا الكتاب ومن على شاكلته , من قال لك أن علماءنا يتهمون مجتمعنا أو المجتمعات الإسلامية بهذه التهم التي جئت بها من كيسك , بل علماءنا يعرفون مقاصد الشريعة ومآلات الأمور , ويحرمون كل وسيلة حرمها الشارع أو تفضي إلى ما حرمه الشارع ولو لم تكن منصوصة بالتحريم .
فقيادة المرأة ذريعة إلى الفاحشة , والاختلاط ذريعة, وعمل المرأة (كاشيرة) ذريعة , وسفر المرأة بلا محرم ذريعة , والخلوة بها ذريعة , ووجود القنوات الفضائية المتبرجة (الدشوش) ذريعة.
فكل ذريعة من هذه الذرائع تساهم في تسهيل الفاحشة, ولا شك أنه كلما كثرة الذرائع واجتمعت فقد انفتح الباب أمام هذه الفاحشة وسهل الوصول إليها أكثر من ذي قبل , ولا يلزم أن يكون المجتمع ماجنا فاحشا بيوم وليلة , لكن الباب انفتح فمن ينجو اليوم قد لا ينجو غدا أو بعد غد , وكذلك قد ينجو ويعصمه الله من الفاحشة حتى الممات كما عصم نبيه يوسف عليه السلام وكما عصم أحد الثلاثة من أصحاب الصخرة .
فهنا يتبين لك أخي القارئ بطلان كلام الذين يقولون إن العلماء حرموا (الدشوش) بحجة انها تنشر الفاحشة وهاهي القنوات الفضائية الآن في كل بيت ولم تنتشر الفاحشة وأصبح الأمر عاديا ,
لكننا نقول الصحيح أن ما حصل من الفساد الأخلاقي بعد القنوات الفضائية أضعاف ما كان يحصل قبلها, وعلماؤنا حينما حرموا هذه القنوات الفضائية ما قالوا أنه إذا دخل البث الفضائي بيتا في الصباح لا يأتي عليه المساء إلا وجميع أهله ماجنين فاحشين لكنهم فتحوا بينهم وبين الشر بابا كان بوسعهم أن يغلقوه , والفتوى لم تتغير حتى الآن عند العلماء الراسخين العارفين وان القنوات الفضائية المتبرجة لا زالت محرمة ولا يجوز إدخالها البيت , خلافا لمن يظن أن الفتوى تغيرت من التحريم إلى التحليل , وكذلك الكلام في قيادة المرأة واختلاطها بالرجال, لا يعني بالضرورة أنه إذا قادت المرأة سيارة فهي زانية أو غير عفيفة , فنحن نعلم أن من اخواتنا المسلمات اللاتي يقدن سيارتهن أو يبعن (كاشيرات ) من هي حصان رزان لاتزن بريبة و لكنهن اقتربن من الخطر بلا ريب , فالسلامة لا يعادلها شيء والمحافظة على جناب الشريعة الإسلامية من أهم المهمات وألزم الواجبات عند العلماء .
والسلام .[/ALIGN]
[COLOR=blue]الشيخ / محمد بن مزعل العبدلي
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]