[ALIGN=CENTER][COLOR=red]رسائل .. من المجرمين[/COLOR]
الهاجسُ الأكبر الذي طغى على أذهان المهتمين بحقوق الإنسان و الطفل على وجه التحديد هو سن العقوبات - الرادعة طبعاً - ضد من يفتعل الجريمة بحق الطفولة! ، و أعتقد أن العقاب الرادع .. هو ما أقرته الشريعة الإسلامية ، فلو طبقنا التعاليم الدينية بحذافيرها فيما يختص بالعقوبة التي من شأنها الحد من الجرائم لقطعنا شوطاً كبيراً في تقليص نسبتها تدريجياً .
المشكلة ليست بطبيعة الحال في مدى هذا الردع الشرعي ضد المجرمين! ، بل أم المشاكل تكمن في كل الأسر التي تهمش الجانب الأسري بما من شأنه حماية أبنائها من الإختطاف و الإغتصاب .. و الجريمتين التي نوقشت من قبل وسائل الإعلام و الصحافة خلال الشهر الماضي ما هي إلا رسائل من مجرمي الطفولة ذواتهم!!
نحن السبب في جعل ذلك المغتصب لثلاثة عشر طفلة بتمزيق عذريتهنَّ ، و نحن يا معشر العوائل الكريمة من سمحنا له الوصول إليهن! ، و نحن أيضاً سبباً في مقتل الطفل البريء أحمد الغامدي! ، لأننا و بكل بساطة أهملنا حمايتهن كأسرة! ، فلو كنَّ تلك الفتيات في عمر البراعم أمام أعيننا و في كل الأماكن العامة سواء المنتزهات أو الأسواق أو غيرها ، لما تجرأ هذا المجرم - الشرس - لإفتعال جريمته النكراء التي هزت المجتمع و أثارت الرأي العام .. فنحن مقصرون أكثر مما تتصورون! ، إذ أننا لم نعطي جانب الرعاية الآمنة للأبناء بما يكفل لهم الأمن و الأمان بعيداً عن أعين كثير من الذئاب البشرية ، إلا لمن رحم ربي منا في رعايته و إكتساب ثقته في تربيته و مسؤوليته التي تقع أولاً و أخيراً على رب الأسرة و بالتالي فدور الأم مهماً جداً دونما أن تكون هذه المسؤولية من طرف دون الطرف الآخر .
إن ما حدث في الأيام الماضية يدل على أن هناك خلل! ، و الخلل ليسَ باليسير بل هو فاضح للبعض ممن لا يحسن رعاية هؤلاء الصغار في عمر الزهور! .. إن هؤلاء المجرمون يبعثون لنا رسائل إنذار بأفعالهم الشنيعة ضد الأطفال ، إنهم يطلقون إعترافاتهم أمام الجهات الأمنية و القضائية و يريدون بها أن تصل إلى كل أسرةٍ مقصرة تجاه أبنائها و أطفالها ، فكلنا يا معشر العائلات راعٍ .. و كلنا مسؤولٌ عن رعيته! .. فهل فهمتم الدرس؟.[/ALIGN]
[COLOR=blue]كاتب صحيفة عين حائل
وليد المساعد
خاص[/COLOR]