[ALIGN=CENTER][COLOR=red]ربوع بلادي[/COLOR]
أعرف أن ما سيتبادر إلى أذهانكم من هذا العنوان هو توقعكم بأني سأكتب عن «الربوع» الذي هو ابن عم يوم الخميس، هذين اليومين المحببين إلى قلوب جميع طلاب المدارس والموظفين من أبناء بلادي العزيزة، ومعزتهما الكبيرة تمنعنا أن نخوض في مسألة جعل يومي الجمعة والسبت عطلة رسمية مهما تكبد اقتصادنا من خسائر مالية فادحة بسبب هذه المعزة التي تثبت أننا شعب سعودي عاطفي ومخلص لتقاليده ولمن يحب، عكس ما يريد أن يروج له البعض من أن بعضنا بحاجة لفحص «رديتر» المواطنة لديه، وكأن المواطنة في يد البعض يهبها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء.
وبعد أن خلصنا من موضة الخوض في النوايا الدينية والجزم بنية هذا وذاك والتصنيفات الجاهزة بليبرالية هذا وسرورية ذاك وجامية الآخر خلال وصاية غريبة دون وجه حق، دخلنا الآن في موضة الوصايا الوطنية، بوطنية هذا ونصف وطنية ذاك، وهذا «خشمه أفطس» أكيد انه غير وطني، وذاك «حواجبه طايرة» أكيد أن هذا من شدة الوطنية لديه، فالوطنية لدى البعض أن «تطير» حواجبك قدر ما تستطيع، لندخل في دوامة وطنية شكلية ومزايدات زائفة لا تسمن ولا تغني من جوع. سبحان الله، ماسمعت شخصا «يهايط» ويزايد ويزبد ويرعد عبر الفضائيات باسم الوطنية إلا وجدت انه يهدف إلى تأجيج عكسها من الفرقة وعدم الوطنية ونسف اللحمة الوطنية، الذين أعجبهم امتطاء صهوة الفضائيات وسهولته وربحيته المادية دائما ما يذكرونني بالمثل الفرنسي الذي يقول إن ما يجعل العالم أكثر اضطرابا أن الجاهل يتكلم بثقة والعالم يتكلم بتأن. جهلاء الفضائيات إن ترك لهم الحبل على الغارب سيجعلوننا أضحوكة للشعوب الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية «يا خوفي أن هناك شعوبا لا أعرفها تعتبرنا أيضا أضحوكة». يا أصحاب الموضات الفضائية ابتعدوا عن المزايدة الوطنية ولا تتكلموا باسم الوطن فهو غير قابل للدخول في طابور تقليعاتكم النابعة من الشعور بالنقص، فالجنوب والشمال والشرق والغرب جزء لا يتجزأ من «ربوع» بلادي، إلا إن كانت لكم «ربوع» لا نعرفها فهذا شيء آخر.[/ALIGN]
[COLOR=blue]
الكاتبة : صيغة الشمري
" صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]