[ALIGN=CENTER][COLOR=red]صحافة المناطق حائل أنموذجاً[/COLOR] [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]مقدمة [/COLOR]
تزايد في السنوات الأخيرة الدور الذي يلعبه الإعلام في العالم العربي وفي المملكة على وجه الخصوص فأصبح للإعلام علاقة وطيدة بالرأي العام أكثر من ذي قبل ليكون تأثيره في المجتمع ملموسا وأكثر قربا من وجهة نظر المجتمع تجاه قضاياه ليتجاوز ذلك إلى صنع موقف الرأي العام .
وحيث أن مراكز الصحف السعودية جاءت في مناطق رئيسية فقد أدى ذلك أن تكون المناطق غير الرئيسية بعيدة نوعا ما عن صناعة الإعلام تأثيرا وتأثرا فأصبحت الحاجة ملحة لوجود صحفيين في المناطق يعملون على نقل أخبار مناطقهم للصحيفة والقيام بأدوار لا تستطيع وكالة الأنباء السعودية القيام بها كالتحقيقات الخدمية والقضايا التي تمس المواطن .
لتعمل الصحف السعودية على استقطاب من تأنس بهم القدرة على جلب أخبار مناطقهم من الموظفين في الأجهزة الحكومية بشكل كبير والقطاع الخاص بشكل أقل ليأتي بعده القطاع العسكري وهو الأقل حظا في هذا الجانب وهؤلاء الصحفيون يختلف تأهيلهم العلمي من مراسل لآخر وهذا يوثر في طريقة تعاملهم مع أخبار منطقتهم وطريقة طرقهم لقضايا منطقتهم كما تلعب الهواية الدور الرئيس في انخراط أبناء المناطق للعمل في الصحافة في البداية؛ لتصبح في مرحلة متأخرة جزءا من شخصية المراسل وقد تتغلب في أحيان على وظيفته الأصلية وربما يتحول إلى الاحتراف الصحفي بعد ذلك.
وسأحاول في هذه الورقة أن أناقش واقع الصحافة في حائل من جانب المراسلين والدور الذي يلعبه هؤلاء المراسلون في نقل الأخبار الرسمية من الجهات الحكومية وهي الأقل حظا في النشر ثم التغطيات البعدية لما تشهده المنطقة من مناسبات .
ورغم أن الصحفي مطالب أمام مجتمعه بإبراز المنطقة ونقل الصورة المشرقة عنها إلا أن ذلك وحده لا يكفي المنطقة لتستفيد من الدور الإعلامي للصحف ، فالصحفي الواعي يدرك أن بيده قدرة لتحقيق ما يريد المواطن عن طريق طرقه للنقد الهادف المتزن للسلبيات في المنطقة .لكن هذا النقد يظل أمر قبوله نسبيا للقارئ سواء كان موطنا أم مسئولا وهذا ربما يجعل بعض الإعلاميين يحجمون عن طرق قضايا مؤثرة في المنطقة خاصة ممن تشكل القيود الاجتماعية لديهم أهمية كبيرة ويزداد الأمر سوءا حينما تقع قضية سلبية تمس شريحة كبيرة من المجتمع تحت يد صحفي محاولا تحقيق وجاهة اجتماعية تتعارض مع هم المجتمع في هذه القضية فيعمل على قتل هذه القضية لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب اجتماعية .
وحتى لا تكون هذه الورقة بلا إطار التزمت بتسلسل علمي حتى أصل إلى ورقة ثقافية تناقش حالة ثقافية متأثرة ومؤثرة في المنطقة رغم أن بعض ما أطرحه من بعض المعلومات من نافلة القول عند بعضهم إلا أن هناك من يرى أهمية التسلسل وعرض بعض المفاهيم والمصطلحات والمعلومات.
[COLOR=red]تعريف الصحافة[/COLOR]
في البداية لا بد لنا من أن نعرف الصحافة بشكل عام فيمكن القول أن الصحافة هي: المهنة التي تعمل على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من صدقها وتقديمها للمتلقي عبر وسيلة إعلامية.
[COLOR=red]فنون الصحافة:[/COLOR]
من فنون الصحافة الخبر الصحفي وهو تقرير يصف في دقة وموضوعية حادثة صحيحة تمس مصالح أكبر عدد من القراء ، أما التحقيق الصحفي فيقوم على قضية ، يقوم الصحفي بجمع مادته من معلومات وبيانات وآراء ويرتبها ويطرح ذلك في الوسيلة ، فيما يقع التقرير الصحفي بين الخبر والتحقيق الصحفي ويعتمد على تقديم مجموعة من المعارف والمعلومات حول الأحداث في سيرها وحركتها فيما يعتمد المقال الصحفي على شرح وتفسير الأحداث الجارية والتعليق عليها بما يكشف عن أبعادها ودلالاتها المختلفة.
[COLOR=red]تاريخ الصحافة:[/COLOR]
أما تاريخ الصحافة فيرجع إلى البابليين حيث كانوا يستخدمون كاتبا لتسجيل أهم الأحداث اليومية ليتعرف الناس عليها وفي روما كانت قرارات مجلس الشيوخ والأحكام تكتب حتى تصل إلى الشعب وتوقفت ذلك بعد سقوط روما حتى القرن الخامس عشر الميلادي وبعد أن اخترع الألماني جوتنبرع الطباعة عادت صناعة الأخبار مرة أخرى.حيث شهد العام 1465م توزيع أولى الصحف المطبوعة بشكل دوري وفي القرن الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية في الانتشار في أوربا وحفزت الثورة الفرنسية ظهور الصحافة كمهنة.
أما عن الصحافة العالمية في العصر الحديث فبدأت في لندن عام م1702 م حيث ظهرت صحيفة Daily Courant ثم Times بعد أكثر من ثمانين عاماً وفي العام 1814 استخدمت الآلات البخارية لطباعتها.
[COLOR=red]الصحافة العربية[/COLOR]
:أما الصحافة العربية فيمكن تحديد بداية الصحافة العربية مع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798, حيث أصدرت في القاهرة صحيفتين باللغة الفرنسية ثم اصدر محمد علي باشا عام 1828م الوقائع ، ثم أصدر رزق الله حسون عام 1885 في اسطنبول صحيفة عربية باسم مرآة الأمة ثم توالت الصحف العربية صدوراً خاصة في بداية القرن العشرين حيث في مصر اللواء والمؤيد والأهرام وغيرها وفي الجزائر أول صحيفة كانت المبشر باللغة الفرنسية عام 1847م والأخبار في لبنان عام 1858م والرائد التونسي في تونس عام 1860وعام 1865 صدرت جريدة سوريا في دمشق وفي 1908 صدرت النفير في فلسطين وفي عام 1920 صدرت الحق في الأردن وفي اليمن صدرت الإيمان عام 1926 وفي 1928 صدرت الكويت والبحرين عام 1936.
[COLOR=red]الصحافة السعودية:[/COLOR]
فيما مرت الصحافة في المملكة العربية السعودية بعدة مراحل، امتدت من العهد العثماني ثم العهد الهاشمي . ثم العهد السعودي .حيث صدرت صحيفة الحجاز يوم 9/12/1334هـ كأول صحيفة وسبقتها صحيفة القبلة التي صدرت في 15/10/1334هـ في مكة المكرمة ثم بريد الحجاز في 23/4/1343هــ في مدينة جدة .
يمكن اعتبار صحيفة البلاد أول صحيفة يومية سعودية وكذلك يمكن اعتبارها الثانية في المملكة العربية السعودية من ناحية إصدارها حيث سبقتها صحيفة أم القرى والتي تعتبر أول صحيفة صدرت في العهد السعودي كجريدة أسبوعية رسمية وقد صدر أول عدد منها يوم الجمعة 15 /5/ 1343 هـ أما صحيفة البلاد فكان أسمها صوت الحجاز عند صدور عددها الأول يوم الاثنين 17/11/1350 هـ ويعتبر صدورها امتدادا لصحيفة بريد الحجاز التي صدرت خلال العهد الهاشمي.
وقد تأسست الصحافة اليومية السعودية بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية في منتصف عام 1383هـ.و مر تطور الصحافة السعودية بثلاث مراحل هي مرحلة الصحف الفردية ثم مرحلة الاندماج و أخيرا مرحلة المؤسسات الصحفية.
[COLOR=red]الصحافة المحلية[/COLOR]
الصحافة المحلية هي تلك الصحافة التي تنتج وتطبع وتنشر وتوزع في منطقة معينة.
أهمية الصحافة المحلية
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الصحافة المحلية من أهم ما تطرحه وسائل الإعلام لأنها أصدق ما يعبر عن الشارع كما أنها تعكس احتياجات المواطنين في المناطق إلى المسؤول وصاحب الصلاحية لحل المشكلات أو اعتماد مشروعات أو متابعة تنفيذ المشروعات المعتمدة أو تقديم الخدمات بالشكل الذي يرغبه المواطن. ورغم أهمية الصحافة المحلية إلا أنها لم تنجح تجارب الدول بها للعجز المالي بسبب ضعف الدعم أو ندرة الإعلان وكذلك عدم الوعي الثقافي لأبناء تلك المناطق بأهمية الصحف التي تصدر من مناطقهم.ولدينا في المملكة بعض التجارب الصحفية من هذا النوع بعضها فشلت وأخرى لا تزال في مرحلة الإنعاش.
[COLOR=red]الصحافة المحلية في المملكة[/COLOR]
الصحافة المحلية في المملكة أخذت صورة مغايرة للسائد وإن لم تكن معلنة لكن القارئ يعرفها ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الصورة التي جعلت صحفاً تعتبر بعض المناطق عمقاً توزيعياً لها لتتحول بعد ذلك إلى صحافة محلية لتلك المناطق حتى وإن لم تعلن ذلك . ويوجه ذلك موقع صدورها ويكشفه نسبة المواد التي تنشر لتلك المنطقة أو تلك رغم بعض التجارب التي مارستها بعض الصحف السعودية من تخصيص صفحات للمناطق بالتبادل إلا أن هذه التجارب لم تصمد في مواجهة تجربة أخرى حاولت إلغاء الصحافة المحلية باتجاه الصحافة الوطنية لتعود تلك التجربة إلى ذات الخط للصحف الأخرى. وأمام ضغط المناطق غير ذات العمق برزت الحاجة إلى شكل آخر من الصحافة المحلية وهي صحافة المناطق التي لا تتعارض مع الصحافة المحلية بل تنسجم معها وتنظم تحت لوائها. صحافة المناطق
هي الصحافة التي تمارس في المناطق عن طريق جلب أخبار وتقارير ومواد صحفيه عن المناطق حيث يمثل المؤسسات الصحفية في تلك المناطق مكتب يعمل به أكثر من مراسل صحفي أو أن يمثل المؤسسة الصحفية مراسل أو أكثر دون وجود مكتب ويغلب على دور الممثلين سواء من مكاتب أو مراسلين تغطية الفعاليات والمناسبات والأحداث في المنطقة فيما تقوم المكاتب بعمل المنافذ الإعلانية وهو الأمر الذي لا يطالب به المراسل في الغالب وهو ذات السبب وراء إغلاق بعض المؤسسات الصحفية لمكاتبها أو عدم فتح المكاتب في المناطق .كما أن هذه المكاتب يختلف تجهيزها من مؤسسة إلى أخرى فمن تعميم التقنية والاعتماد على الوسائل الإلكترونية إلى العمل الورقي والفاكس والتواصل بالطرق التقليدية.
[COLOR=red]المراسل الصحفي [/COLOR]
رغم أن مسمى مراسل صحفي أو مندوب ليس دقيقاً بشكل جيد لدى الذهنية إلا أن مسمى صحفي يخرج من إشكالية المسميات وهو أشمل وأوسع رغم أني أميل لمسمى مندوب وهو الأقرب للصحة باعتبار المراسل من يعمل في دولة غير دولته والمندوب من يعمل في دولته بعيداً عن المركز الرئيسي لوسيلته الإعلامية وطبيعة عمل الصحفي تحتم عليه بناء علاقة وطيدة مع المسؤول في المنطقة وفهم طبيعة المنطقة التي يعمل بها من جميع الجوانب سواء تاريخية أو جغرافية أو عادات وتقاليد وقيم وغيرها وأن يفهم سياسة الوسيلة التي ينتمي لها ثم يمارس عمله الصحفي في متابعة مناشط المنطقة المختلفة لنقل المعلومة الصحفية بموضوعية وكذلك يعبر عن نبض الشارع واحتياجات وطموحات ورغبات المواطن في المنطقة ليكون صوت المواطن للمسؤول.
[COLOR=red]صفات الصحفي[/COLOR]
أما صفات الصحفي فأهمها أن يكون أميناً ولديه الإحساس بالمسؤولية ويمتلك خبرة العمل الصحفي ويتمتع بثقافة ومستوى علمي جيد ولابد أن يكون مبادراً مبدعاً لماحاً وقدرته في التواصل مع الآخرين عالية ويزيد ذلك كلما كان قادراً على الاستفادة من خدمات التقنية الحديثة في التصوير والاتصال.
[COLOR=red]مصادر الصحفي [/COLOR]
تختلف المصادر من صحفي لآخر لكن أهمها تلك المصادر التي يصنعها من معارفه وأصدقائه ويستطيع المحافظة عليها ويتحكم في ذلك أمور عدة لكن في الغالب أن الصحفي في المناطق تشكل له الأجهزة الحكومية والمواطنين والمؤتمرات والندوات والمناسبات كلها مصادراً للأخبار والقضايا التي يطرحها.
[COLOR=red]صعوبات صحفية[/COLOR]
يمكن الحديث عن الصعوبات التي تواجهه الصحفي في المناطق بشكل واسع إلا أني أريد أن ألخصها في روتين بعض الجهات الحكومية وحجب المعلومات من قبل بعض المسؤولين إما لأنها تكشف تقصيره أو خوفاً من المسؤولية الرسمية أو الاجتماعية وكذلك ضعف اهتمام بعض المؤسسات الصحفية ببعض المناطق خاصة وأن عدم نشر الأخبار يؤثر في العلاقة بين مصادر الأخبار وصحفي المنطقة وأخيراً تبرز الحاجة الماسة لتأهيل الصحفي وعدم الركون إلى اجتهاده في تطوير نفسه فقط.
[COLOR=red]واقع الصحافة في حائل [/COLOR]
يرى غالبية المواطنين في حائل أن الصحافة في حائل مقصرة ولم تقم بدورها كما يجب بل يذهب بعضهم إلى تحمليها أسباب بعض القصور وبعض السلبيات في المنطقة ويمكن رصد ذلك في اللقاءات والنقاشات وفي منتديات الإنترنت وفي بعض التعقيبات في الصحف.
ورغم أن نفي التقصير أو إثباته أمر ليس بالسهولة بمكان فهو يحتاج إلى مسح كامل إلا أن فهم واقع الصحافة في حائل يجعل إطلاق الحكم على الصحافة في حائل أكثر موضوعيه بعيداً عن إلقاء التهم جزافاً أو الدفاع بشكل عاطفي وهو الأمر الذي حاولت في ورقتي أن أركز عليه لتكون هذه الورقة أقرب إلى الوصفية وتلامس شيئاً من التحليلية وعلى ضوء هذا الوصف وجزء التحليل يمكن أن نكشف واقع الصحافة في المناطق بشكل عام وفي حائل بشكل خاص في بعض الجوانب، لذا سأتناول واقع الصحافة من خلال أربعة محاور رئيسة يدخل ضمنها بعض المحاور الفرعية وهذه المحاور الأربع هي :محور الجوانب الشخصية للعاملين في الصحافة المطبوعة والمحور الثاني محور التأهيل الإعلامي ثم المحور الثالث الممارسة الصحفية وصولاً للمحور الرابع وهو الصعوبات والمعوقات التي تواجه الصحفي وقد ناقشت هذه المحاور معتمداً على أولاً استبيان طرحته على غالبية الصحفيين في المنطقة أثبت صدقه من خلال اختبارات الصدق والثبات ثم معرفتي الشخصية بواقع الصحافة بحائل حيث التحقت بها منذ ما يزيد عن العشر سنوات.
[COLOR=red]المحور الأول: الجوانب الشخصية[/COLOR]
هذا المحور أحاول من خلاله أن أسلط الضوء على بعض الجوانب الشخصية للصحفيين في منطقة حائل حيث أن الغالبية العظمى من الصحفيين في المنطقة هم في الفئة العمرية مابين الخامسة والعشرين والثلاثين، وبعد ذلك الفئة مابين الثلاثين والأربعين وهذا يعطي تصوراً أن الصحفيين في حائل لديهم الخبرة الحياتية في الغالب لتقدير الأمور ومعالجة القضايا بعيداً عن ممارسة المراهقين والممارسات غير المسؤولة.فيما أن الغالبية العظمى أيضاً لا تتجاوز علاقتهم المادية بصحفهم علاقة نظام القطعة للصحفي وهذا يعطي إيحاء أن الصحافة في المنطقة لا تتجاوز عمل الهواة وإن كانوا منتجين وهو أمر يحسب لهم في الوقت الذي يحسب على المؤسسات الصحفية .كما أن قلة من الصحفيين اعترف أن دافعه لدخول الصحافة بهدف تحقيق الوجاهة الاجتماعية وبعد تحقق هذا الهدف لم يعد بمقدوره الخروج من الصحافة رغم ندرة إنتاجه مع ضعفه لأن الصحافة حققت له حضوراً اجتماعياً ووجاهة لا تحققها الكثير من الوظائف التي ربما يحتاج إلى عشرات السنوات للوصول إليها وفي ذات السياق اعترف بعضهم أن صورتهم في المجتمع وضغوطات المجتمع تمنعهم من نشر بعض الموضوعات الصحفية رغم أهميتها وهذا الأمر يؤكد أن المنطقة تخسر الكثير من القضايا الصحفية نتيجة هذا الموقف وفي بعض الحالات نتيجة الخوف وفي حالات نادرة المواقف الشخصية والرغبات والأهواء تطغى على قضايا المنطقة فتحجمها عن الطرح الصحفي وفي بعض الحالات أن الصحفي يفاضل بين ما يحصل عليه من جريدة من عائد والعلاقة الشخصية مع المسؤول فيختار عدم نشره لمعلومات تسئ للمسؤول
وفي جانب لا يقل أهمية عن السابق فغن بعض الصحفيين يحجمون الصحافة ويجعلونها لنقل الأنباء والأخبار مغفلين دورها في إثارة القضايا التي تهم المجتمع رغم أن هناك حالة في المنطقة تكاد تكون غريبة وهي أن المواطن حين يتعرض لأي مشكلة فيلجأ للصحافة لنشر مشكلة بحثاً عن الحل وعند عدم نشر الصحافة لمشكلته يكون موقفه سلبياً وناقماً على الصحافة.
[COLOR=red]
المحور الثاني: التأهيل [/COLOR]
هذا المحور سيكون أكثر عمقاً من سابقه لأنه أكثر تأثير في العملية من سابقه فالأمر الذي استوقفني هو أن أغلب الصحفيين في المنطقة حاصلون إما على الشهادة الثانوية أو الدبلوم فيما يأتي بعد ذلك خريجو كلية المعلمين وبعده خريجي الجامعات وغالبيتهم لا تتجاوز خبرتهم في الصحافة الخمس سنوات ، وهذه الخمس سنوات غير كافية لإكساب الخبرة ما لم يكن هناك اهتمام في التدريب وصقل المواهب وممارسة أكبر لفنون الصحافة مع أحداث مختلفة وهذا الأخير لا يتأتى للجميع بحكم عدم التفرغ وندرة الأحداث التي يمكن معالجتها في المنطقة ووجود عوائق سأطرحها في المحور الرابع ومع قلة الخبرة فإن غالبية هؤلاء الصحفيين لا تتجاوز علاقتهم مع مؤسساتهم الإعلامية علاقة المتعاون إلا في حالة أشبه بالنادرة أن يكون هناك صحفيا متفرغا واحدا ومصورين اثنين متفرغين كما أن الصحفيين في المنطقة لم يمارسوا العمل في أكثر من صحيفة إلا في حالات قليلة وهذا يؤكد أنهم لم يطلعوا على مدارس أو تجارب صحفيه مختلفة وبالتالي سيكون مفهومهم ورؤيتهم للصحافة منبثقة من اطلاعهم على تجربة مؤسساتهم الإعلامية وهو أمر ولد بعض الضعف لدى الصحفيين بحائل وحملوا مسؤولية وجوده على الصحفي نفسه وعلى التعليم والمؤسسات الصحفية إلا أن بعضاً منهم رأى أن الصحفي مسؤول عن تطوير مهاراته وأن المؤسسة الإعلامية ملزمة بتوفير قنوات لتدريبه وصقل مواهبه وإطلاعه على التجارب الأخرى وإكسابه مهارات صحفية تجعل منه هاوياً للصحافة يمارس هوايته باحتراف وليس باجتهادات فردية أو تجربة شخصية.وهذا الأمر يدفعنا للقول: أن التدريب في المجال الصحفي لم يحصل عليه سوى قلة من المنخرطين في الصحافة في منطقة حائل عن طريق دورات تنفذ باجتهاد بعض المؤسسات الرسمية أو الخاصة في غالبها تركز على الجانب المعرفي بعيداً عن جانب المهارة وإكساب الملتحق بالدورات فنون الصحافة والأمر يزداد سوءا إذا تأكدنا أن المختصين في الصحافة والمنخرطين في صحافة حائل ليس لهم أي أثر سوى أثر وحيد فمجال تخصصه بعيد عن الصحافة وإن كان في الإعلام وهذا يؤكد الرأي الذي يقول : ((أن أقسام الإعلام في الجامعات لا تؤهل صحفيين بقدر ما تخرج تنظيريين)). وهذا يجعلنا نؤكد أن المؤسسات الإعلامية إذا تقدم لها من يريد الانخراط في العمل الصحفي فمن المنطق أن يلحق بدورة للمهارات الصحفية أو ندوة تعريفية بالصحاقة على الأقل وهذا الأمر لم يحدث مع الصحفيين في منطقة حائل رغم أن هناك فئة واعية استطاعت أن تكتسب المعارف المهارات من خلال وعيها بأهمية التطوير الذاتي منها قراءة بعض الكتب المختصة في الصحافة ورغم هذا وذاك فإن القشة التي قصمت ظهر البعير ليست واحدة في تأهيل الصحفيين في حائل ، فإن أكثر من نصف الصحفيين في حائل لم يزوروا المراكز الصحفية للصحف التي يعملون بها وندرة لا يتجاوزون أصابع اليد من الذين زاروا المراكز الرئيسية ومارسوا العمل الصحفي هناك وبعبارة صحفية "عملوا في المطبخ الصحفي" .
وفي تناقضة غريبة يرى غالبية الصحفيين أنهم ليسوا بحاجة إلى تدريب في المجال الصحفي رغم ما مر معنا في هذا المحور وهنا أطرح سؤالاً صريحا إن كان هناك من العاملين في الصحافة لا يحتاج إلى تدريب: فلم لا يزال متعاوناً بالقطعة؟
وفي جانب الجمعيات المختصة في الإعلام فقلة من الصحفيين في المنطقة من ينتسبون إلى جمعيات صحفية أو إعلامية وقد أرجع من لم ينتسب لهذه الجمعيات إلى أن هذه الجمعيات تحرص على استحصال الرسوم دون وجود عمل حقيقي لهذه الجمعيات تفيد بها المنتسب لها خاصة في المناطق البعيدة عن مقرها .
[COLOR=red]المحور الثالث: الممارسة الصحفية[/COLOR]
على الرغم من أن الممارسة الصحفية أو العلاقة الصحفية بين الفرد والمهنة لم تتبلور بشكل واضح إلا أننا نستطيع أن نضع علامة استفهام حول كيف ينظر الصحفي في حائل لنفسه؟ هل يرى أنه صحفي؟ أم يرى نفسه أنه مرتبط بمهنته الأصلية؟ لتأتي الصحافة أمراً ثانوياً، ثم كيف يستطيع التوافق النفسي بين كونه صحفياً وكونه يعمل بمهنة أخرى هي الأصل بالنسبة إليه .فالصحفيون في حائل بعضهم من التربويين العاملين في الميدان كمعلمين في الفترة الصباحية ليأتي بعدهم الموظفون المدنيون ولا تخلو الصحافة في حائل من المتقاعدين من وظائف حكومية وعدد من العاملين في القطاع الخاص.
ومع أن غالبية الصحفيين يشتكون بشكل كبير من قلة النشر في صحفهم للمواد التي يرسلونها إلا أن هناك رضا نسبي حول مستوى النشر الذي لا يقل عن 50% للمواد المرسلة في تأكيد أن المادة الصحفية الجيدة تفرض نفسها على الصحيفة مهما كان مصدرها سواء أكان صحفيا مبتدئا أو صحفيا يمتلك الخبرة فالصحافة لا تعترف بالأقدمية بقدر ما تعترف بالإبداع وهذا ما جعل غالبية الصحفيين يوافقون تماماً إلى حد ما إلى أن جميع ما يرسلونه من مواد تنشر.
وفي سياق موضوع النشر فإن عددا كبيراً من الصحفيين يؤكدون أن العلاقات الشخصية في المركز الرئيس للجريدة لها دور كبير في نشر المواد حتى أن بعض الصحفيين يلجؤون إلى زيارة المركز الرئيس والتقرب إلى العاملين على نشر أو منع النشر للمواد حتى يبنوا جسراً لتمرير موادهم الصحفية لتجد فرصتها بالنشر تحت غطاء المجاملة و العلاقة الشخصية.
ورغم أن العلاقات العامة في بعض الأجهزة الحكومية لا تزال تعمل برؤية قديمة نوعاً ما فإن مجموعة من الصحفيين يرون أن أخبار العلاقات العامة من الأجهزة الحكومية مصدر رئيس للأخبار الهامة وهذا يجعل الرؤية ضبابية نوعاً ما في نظرة الصحفي للصحافة : هل هي صوت المسؤول للمواطن أو صوت المواطن للمسؤول؟ في تغييب لفكرة أن الصحافة مرآة للمجتمع تجسد نبضه وتكشف واقع الشارع فيه.والغريب في هذا الجانب أن من ينظر إلى خبر العلاقات العامة على أنه مصدر مهم للخبر المهم يؤكد في ذات الوقت أن المسؤولين في بعض الجهات الحكومية لا يساعدون الصحافة في طرق القضايا ذات المساس بالمجتمع وتتركز المساعدة المفقودة على تزويد الصحفي للمعلومات التي يحتاجها على سبيل المثال : الإحصاءات ،والنبذ التاريخية عن الأجهزة ،وحجم الميزانيات المعلنة في السنوات السابقة ،والتطورات ،والإجراءات في القضايا التي يريد الصحفي يطرحها .
ورغم التقدم التقني والإمكانات المتوافرة في أغلب مكاتب الصحف ولدى الصحفيين الآخرين خارج المكاتب وتكلفتها البسيطة إلا أن هناك عدد من الصحفيين لم يستفيدوا من هذه الإمكانات فلا يزالون يستخدمون الفاكس لإرسال موادهم مما يشكل صعوبات في انشغال الخط و ارتفاع التكلفة أو البحث عن توفر الفاكس في بعض كبائن الاتصال أو الذهاب للمكتب إن كان للصحيفة في المنطقة مكتب كما أن بعض الصحف لم تجد طريقة لتوثيق الخبر من الصحفي إلا عن طريق التوثيق الورقي ليتحمل الصحفي مسؤولية الخبر.
[COLOR=red]المحور الرابع: صعوبات ومعوقات [/COLOR]
في الوقت الذي يتهم غالبية الصحفيين صحفهم بأنها مقصرة تجاه نشر أخبار منطقتهم حتى وإن كانت المنطقة ليست عمقاً توزيعياً للصحيفة فإنهم يؤكدون صعوبة الحصول على رد من المسؤول في الجهة المعنية في الموضوع الذي يتطرق له الصحفي ليتوفر في المادة شروط النشر وأهمها أخذ وجهة نظر الطرفين مما يجعل المادة غير قابلة للنشر وهذا الأمر ينساق على مستوى التسهيلات التي يلقاها الصحفي في الاحتفالات الرسمية ومستوى مناسبتها لدور المناط بهم في تلك المناسبات فيرى غالبية الصحفيين أنهم لا يلقون تسهيلات تجعلهم قادرين على أداء دورهم بشكل يتناسب والمناسبة والرغبة في طريقة عرض هذه المناسبة مما يفوت الفرصة على المنطقة في الكسب الإعلامي لتلك المناسبة بل تصل إلى الخسارة في بعض الحالات حينما تظهر المناسبة الجيدة في الإعلام بصورة سيئة.
وليس بعيداً عن هذا المجال فإن عددا قليلاً جداً من الصحفيين يؤكدون أن المقابل المادي الذي يحصلون عليه يوازي ما يبذلونه من جهد في جمع المعلومات والعمل الميداني في مقابل النسبة الأكبر من الصحفيين الذي يرون أن المقابل المادي الذي يحصلون عليه من صحفهم لا يتجاوز بضع الريالات التي ربما تتأخر لأشهر خاصة في العاملين بنظام القطعة في الوقت الذي تبرز لنا إشكالية أكبر وهو أن بعض الصحفيين يعملون على قضية ميدانية تكلفهم زمنا ًوجهداً كبيراً بحيث لا تنشر حتى لا تبلغ المواد المنشورة لهذا الصحفي عشر مواد في الشهر الواحد وهذا ربما أفضل حال من واقع بعض الصحفيين الذين تقف منهم الصحف التي ينتمون إليها موقفاً سلبياً حين يعمل بها هذا الصحفي لعدة سنوات دون أن يحصل على أي مقابل مالي فيما تمتنع هذه الصحف عنه حتى منحه بطاقة تعريفية.ليزداد الأمر سوءا . إن هناك نسبة لا يستهان بها من الصحفيين لا يجدون التقدير من المراكز الرئيسة لصحفهم خاصة عند الاتصال والتواصل معها.
كما أن من الصعوبات التي يعانيها الصحفيون غياب مراكز المعلومات في المنطقة حيث يحتاج الصحفي لمعلومات تضيف للخبر بعداً آخر وتجعل القضية التي يطرحها أكثر إثراء ويزيد ذلك أن مكاتب الصحف وغن حاولت أن تضع خطط عمل للمكتب يومية أو أسبوعية أو شهرية أو حتى تتبنى قضية معينة تتراجع عن ذلك لأنها في نهاية الأمر لا تملك القرار في نشر المادة الصحفية.
[COLOR=red]الصحافة النسائية[/COLOR]
أتصور أننا لا يمكن أن نتحدث عن صحافة نسائية في حائل ليس إقلالاً من المرأة أو قدرتها الصحفية ولكن لأن الصحافة لا تتجاوز في حائل تجميع الأخبار وبثها للمركز الرئيسي في الغالب الأعم لذا فالمرأة حينما تنخرط في العمل الصحفي بحائل تمارسه بطريقة لا يمكن أن تكتسب خلالها الخبرة ولا تحصل على فرصة لصقل موهبتها فهي تقدم مادة مكتوبة تقرأها بعد ذلك في الجريدة وقد عمل محرر الصياغة بها ما عمل وهذا لا يحقق لها ما يتحقق لزميلتها التي تعمل في المراكز الرئيسة ثم أن عدد الصحفيات العاملات في الصحافة بحائل لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة وغالبيتهن إن لم يكن جميعهن لا يحصلن على أي مقابل مادي من عملهن.ويشتكين من عدم تجاوب المرأة وإبداء رأيها في القضايا التي يطرحنهن ويرجع سبب عدم التجاوب في نظرة المرأة حين تطلق رأيها بشكل صريح عبر وسيلة إعلامية كما أن الصحفية في بعض الأحوال ينظر لها بنظرة شك وريبة وربما تخترق خصوصيتها سواء من زملاء أو ممن عرفن رقم هاتفها وقد تصل في بعض الأحوال إلى الاتصال بزوجها أو والدها ومناقشته فيما تكتبه هذه الصحفية
[COLOR=red]خاتمة لا بد منها[/COLOR]
في الوقت الذي ينتظر القارئ الكريم لهذه الورقة أن أختم بتوصيات بعد استعراضي للصحافة بحائل من خلال المحاور الأربع فإني لن أذكر سوى توصية واحدة فقط ، أما بقية الخاتمة فسأتركها لأسئلة مفتوحة أنتظر إجابتها ممن لهم علاقة بها والتوصية الوحيدة وهي نتيجة طبيعية لهذه الورقة التي لم تشمل كل ما أريد ولم تتناول كل الجوانب فإني أنتظر من غيري أن يقدم ورقة حول ذات الموضوع ويعالجه بطريقته الخاصة وبذات المحاور أو محاور أخرى ليكون هناك إثراء للموضوع وعمق في تناوله إذا جاءت أكثر من ورقة عمل تتناول ذات الموضوع.
أما الأسئلة المفتوحة فهي:
أين دور وزارة الثقافة والإعلام في هذا الجانب؟
أين دور هيئة الصحفيين السعوديين ؟
أين دور المؤسسات الثقافية في المنطقة؟
أين دور المؤسسات الصحفية؟
أين دور مثقفي المنطقة؟
أين دور التربويين ؟
أين دور الجامعة؟
وستبقى الأسئلة مفتوحة والمجال أوسع لأسئلة أخرى كثيرة أثق أنها تحتدم في فكر القارئ .
مراجع:1.طلعت همام: مائة سؤال عن الصحافة
2. عبد اللطيف حمزة : المدخل في فن التحرير الصحفي.
3. محمود أدهم : الأسس الفنية للتحرير الصحفي العام.[/ALIGN]
[COLOR=red]
الاستاذ/ مفرح الرشيدي [/COLOR]