[ALIGN=CENTER][COLOR=red]جمعياتنا أكثر من الفقراء![/COLOR]
تعتزم جمعية خيرية يرأسها وزير التربية والتعليم بطرح فكرة خيرة وتعميمها على منسوبي المدارس من معلمين ومعلمات وغيرهم ممن يقف الوزير على رأس هرمهم الوظيفي باستقطاع مبالغ مالية (اختيارية) من رواتبهم لدعم التلاميذ المحتاجين، وقد يكون اقتصار الجمعية الخيرية على منسوبي التعليم لكون الوزير يرأس الاثنين فيسهل ذلك من انتقال التبرع من جيب المتبرع لجيب التلميذ المحتاج بعيدا عن البيروقراطيات التي تجعل من العمل الخيري كتسلق جبال الألب لرجل كهل، هكذا ببساطة، الفكرة لا تحتاج إلى شرح أكثر، قد يشعر المرء بالحرج عندما يناقش جدوى مثل هذه المشاريع الخيرية ويجد نفسه مجبرا أمام كلمة (خيرية) أن يغض الطرف عن كثير من الأشياء غير المفهومة (لا نريد أن نقول سلبيات)، تسبب غض الطرف عن وضع بعض الجمعيات الخيرية في أن يكون وجودها مثل عدمه!
ولاشك أن مؤسسة تكافل الخيرية عندما طرحت فكرتها لدعم الفقراء من التلاميذ لمست ذلك من خلال قربها الكبير من المدارس، ولكن اكتشاف المشكلة ولمسها عن قرب قد لا يكفي في وضع حل خيري (اختياري) لها، إذ أن مشكلة فقر التلميذ ليس له يد بها وجذرها الأساسي نابع عن فقر ذويه، كما أن الحل (الاختياري) سيضعنا أمام مستجدات وعوائق تجعل من الحل الاختياري جزءا من المشكلة، مشكلة الفقراء من التلاميذ لا تستطيع مؤسسة خيرية معالجتها لوحدها مهما فعلت، خصوصا أن مديري المدارس سيجدون أنفسهم وقد كلفوا بأعمال إضافية فوق أعمالهم، ناهيك عن عدم وضوح طريقة عمل هذه الحلول الاختيارية، فهل سيكون الدعم ماديا أم عن طريق تقديم وجبات إفطار يومية، أم حل سحري آخر لم تكتشفه أذهاننا المسقوفة بآلاف المشاكل التي تحتاج لحلول ليست (اختيارية)، مع اعتزازي الكامل بالدور الإنساني الذي يقوم به أمير التعليم ومحاولاته النابعة من قلب مواطن مخلص، إذا كنتم تريدون حل مشكلة الفقراء من التلاميذ فضعوها مشكلة وطن كامل وليست مشكلة جهة دون غيرها.
نريد حملات وطنية شاملة لإحياء الضمائر تجاه الفقراء من أبناء بلدنا، غير تلك الحلول (الاختيارية) التي يبدو أنها نتيجة حماس طارئ وتعاطف مشكور بعيدا عن (الدراسة)، لا تقولون بأني أقمع عمل الخير وما هذا العمل سوى بداية للحل، فقد سئمت من المشاريع الخيرية التي أصبح عددها أكثر من عدد الفقراء لدينا لكنها لا تعالج مشكلة بل تطمرها تحت عباءة وصايتها ![/ALIGN]
[COLOR=blue]الكاتبة / صـيغـة الشـمري
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]