[ALIGN=CENTER][COLOR=red]بشر دون مستوى التمثيل[/COLOR]
شاهدنا في إحدى القنوات الفضائية قبل عدة أيام مقابلة أجراها الدكتور:سليمان الهتلان في برنامجه (حديث الخليج)مع الناقد الكبير الدكتور:مرزوق بن تنباك ،وقد شن الدكتور مرزوق هجوما لاذعا على الواقع السياسي الذي نعيشه في المملكة العربية السعودية وبالذات على أصحاب النفوذ السياسي في البلد أصحاب المناصب العليا في الدولة ،وكذلك أصحاب الأموال الذين هم أصحاب المناصب السابقين ،وذكر الدكتور مرزوق أن هؤلاء من عوائل معينة في منطقتين معينتين فقط من بين أربع عشرة منطقة تنتشر في المملكة ،وهاتان المنطقتان هما(الحجاز ،و قرى معينة من نجد) .
وقال الدكتور:أن بقية المناطق مهمشة من تمثيل الدولة بالرغم من أن هناك كفاءات من هذه المناطق المهمشة يديرون جامعات ومراكز في الخارج.
وقد أتهم أصحاب النفوذ (الوزراء)بأنهم يتتابعون على الوزارات، ولايخرج أحد منهم إلا ويصبح صاحب مال وثروة .
وأرجأ أن الولاء في هذه الحالة ليس للدولة بل أصبح الولاء للمصلحة فقط .
ثم دافع الدكتور عن القبيلة، وقال :أنها جزء من المجتمع ولايمكن أن نحرم فرد القبيلة من حق التمثيل في الدولة ،لأنه من قبيلة ؛خوفا من العصبية القبلية .
ثم فند هذا الادعاء بأن هناك مناطقا ليس فيها عصبية قبلية كمنطقتي جيزان وعسير ،وبالرغم من ذلك لايوجد منهما مسؤل في الدولة .
ثم أوعز أن البطالة في أغنى دولة ؛نتيجة لعدم تكافؤ الفرص المنتشرة في الدولة ،وأنه محروم منها الكثير وسببه الواسطة التي يحضا بها أصحاب الفئة النفوذية.
وقال الدكتور بن تنباك: أن الذي يصنع الحراك الاجتماعي في العالم مؤسسات معينة كالأحزاب والنقابات والهيئات المدنية وهي التي تبرز الكفاءات القادرة على شغل العمل الأعلى في الدولة ،وهذه المؤسسات ليست موجودة عندنا ؛ولذلك هناك الوظيفة العليا في الدولة التي انحصرت في هاتين الفئتين منذ قيام الدولة.
وأتهم _رضي الله عنه_أصحاب النفوذ أيضا بأنهم قد صنفوا المجتمع بالبدو والحضر ،بحيث أصبح مجتمع القبائل قبيلة واحدة هي (قبيلة البدو) من باب الانتقاص ؛ بالرغم من أن المؤهل من هذه الفئة البدوية المهمشة .
وذكر_غفرالله له_ أن هناك خطرا يواجه المجتمع من هذه الفئة المهمشة ،وهو إما الانقياد والاستجداء لتلك الفئةالنفوذية أو الانفلات بسبب العوز ؛مما يحدث الفوضى العارمة في المجتمع والتي لايحمد عقباها.
ثم وصف _دام ظله_هؤلاء النفوذيين بحديث الأصمعي الذي كان يكذب على الأعراب ويصنفهم على مايريد.
وقد وصف _قدس الله سره_هؤلاء (العاملة الناصبة).
وذكر أن الغرب قد أنتهى من هذا كله قبل أكثر من ثلاثة قرون وأصبح الانتماء الى الأرض التي يعيش عليها الفرد.
في النهاية نجد أن حديث الدكتور _حفظه الله_ لم يخرج عن المواطنة ولم يتجاوزها ،فقد طالب بحق المواطنة التي هي ملك للجميع ،ولايمكن لأحد أن يزايد عليها، كما جاء في حديث الدكتور طارق الحبيب ؛عندما قلل من وطنية أهل الشمال والجنوب ونسى أن الانتماء الى الأرض التي يعيش عليها الفرد _وأن تقاربت التقاليد والعادات_ وليس للأرض التي يجاورونها .
نحن في حائل في هذه المنطقة التي تزخر بالمؤهلين والكفاءات العالية نعاني ماذكره الدكتور مرزوق ؛فليس لدينا من يمثلنا في أكثر المناصب المهمة في مؤسساتنا داخل منطقتنا ناهيك عن التمثيل على مستوى الدولة.
فهذه جامعة حائل كان يديرها معاليه السابق من مدينة الرياض في غالبية الأيام ،ونائبه جلب من خارج المنطقة ،بالرغم من وجود كوكبة من الأساتذة من أبناء حائل الذين يحملون درجة الأستاذية كالدكتور النافع والعامر والثويني والبطي والنايف والضويلي والرضيمان وأحمد الشمري وغيرهم ،ولكن من يديرها الآن؟
التعليم العام من يديره الآن ؟ ومن يساعده ؟ اليسا من منطقة واحدة قد ذكرها الدكتور مرزوق، بالرغم انه لايحمل شهادة عليا وتحت إدارته من هم يحملون شهادات الدكتوراة والماجستير ،وكثير من المناصب المدنية والعسكرية لايشغلها أحد من أهل حائل بالرغم من وجود المؤهل لهذه المناصب لماذا ؟ .
هل هؤلاء الأشخاص أفضل منا؟ أو أكفأ منا؟أو أوطن منا؟ ، لاأدري ؛ وهذا يفصح عنه قول الدكتور مرزوق:
(نحن بشر دون مستوى التمثيل) .
عندها تذكرت قول الشاعر العربي الكبير إليا أبي ماضي :
ياأخي لاتمل بوجهك عني ماأنا فحمة ولاأنت فرقد [/ALIGN]
[COLOR=blue]كاتب " صحيفة عين حائل "
الأستاذ / سعود عبدالله النويميس. خاص[/COLOR]