[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الصومال والضمير العالمي[/COLOR]
تجتاح الصومال ومناطق القرن الإفريقي موجة جفاف حادة أدّت إلى أزمة غذائية تعد الأخطر في تاريخ إفريقيا مما جعل منظمات الإغاثة العالمية تدق ناقوس الخطر محذرة من كارثة إنسانية ومطالبه بسرعة التدخل وتقديم المساعدات العاجلة للصومال وإثيوبيا وأوغندا وجيبوتي والسودان وحذرت من مغبة تجاهل تلك الكارثة الإنسانية التي قد تتسع رقعتها لتشمل دولا أخرى ما لم يتم احتواء الأزمة ألراهنه في المستقبل القريب.
لنا أن نتخيل حجم معاناة أولئك الفارين من لهيب الحرب الأهلية والجفاف وما يجدونه من قلة الغذاء والخدمات في تلك المخيمات التي تقام في شمال كينيا والغير قادرة على استيعاب كل تلك الأعداد الهائلة من اللاجئين والهاربين بينما العالم قد أغمض عينيه و أصم أذنيه عن تلك المعاناة.
إنه لمن المثير للخجل أننا كعرب ومسلمين غافلون عن أخوة لنا في الإنسانية والدين هناك، فالدول العربية والإسلامية في تلك المنطقة غائبة عن عقول وقلوب الكثيرين منا، و مشاركة الدول العربية والإسلامية قليله وشبه معدومة في تلك القارة السمراء، و أخبارها وخصوصا الصومال، غائبة عن الإعلام العربي الذي يتعامل معها بتجاهل شديد لا أجد له مبرراً، فنحن كمسلمين رغم كثرتنا إلا أننا كغثاء السيل ولا نسعى لنصرة بني جلدتنا وأخوتنا إلا فيما ندر.
تلك القارة السمراء كانت منبع ثروات العالم، وحينما جفت ونضبت الثروة بعد رحيل الاستعمار بثروات أراضيها أدار العالم لها ظهره، وتجاهل ما يحدث فيها من حروب أهلية وفقر، إن الكوارث الإنسانية وخاصة في القرن الإفريقي تعري الأنظمة الدولية التي تتشدق بالأخوة الإنسانية والسلام والديمقراطية، لتختفي تلك الشعارات الرنانة حينما لا يكون هناك بترول تحت الأرض المتنازع عليها أو ثروات أو حتى تشغيل لمصانع السلاح، أين أمريكا ومن خلفها الدول الأوربية الذين تباكوا بدموع التماسيح على معاناة أهالي دافور والمذابح الجماعية المزعومة عن هذه الكارثة الإنسانية التي تعصف بالصومال ودول القرن الإفريقي، من العار أن ينظر الإنسان لتلك الصور المحزنة والتي تسقط أقنعة العالم عن العدالة والإخوة الإنسانية، ثم يذهب للنوم وهو قرير العين ويتناول طعامه بشهية وهو يعلم بأنه بدولار واحد قد ينقذ رضيعاً أو طفلاً صغيراً من سوء التغذية التي تهدد أطفال القارة السمراء.
علينا أن نتجرد من تلك الأنانية ونتطلع لتلك القارة وسكانها كأخوة لنا في الإنسانية، هم بحاجة لدعمنا ومساعدتنا فلنبادر لمد يد العون لهم و لنشجع أطفالنا أيضاً على التبرع لتلك الدول من خلال منظمات دولية معترف بها. ورسالتي لملك الإنسانية الملك عبدالله مع دخول شهر رمضان المبارك شهر الخيرات أن يأمر بحملة داخليه لجمع التبرعات المادية والعينية للصومال ودول القرن الأفريقي لنصرة أخوة لنا في الدين وفي الإنسانية.[/ALIGN]
[COLOR=blue]د.نوف علي المطيري
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]