[ALIGN=CENTER][COLOR=red]العوسج و أزهار البنفسج[/COLOR]
على تلك الطلل البالية , مكثت آخايل تلك الربوع الخالية
والهواء يثير نقع الرماد عالية , فوقفت على الآكام كما وقف إبن حذام ..!!
اتطلّع إلى الأطلال والآجام .. من فقد الصبابة والهيام ..!!
فلاح لي من بين العدام , غمامة , يكتسيها عسامة , بين عوسج وعدامة ..!!
فتطلّعت وأنا وجلُ ُ خائف !!
إلى مجهول عليه لفائف .. يناديني : أيها النائف .
فقلت له : هل أنت صديق أم حائف ؟
كان الصوت يأتيني من خلف ... وإذا بها الكاهنة ومعها حِلف
تحالفوا مع الكفيفة ألف ... جبابرةٌ عناتيتٌ صلف .
رمدُ ُ جلسوا في ظلال العوسجة مرد
خنازبةُ ُ شرد مكثوا بأرضٍ جرد
والكاهنة أمامهم شاخصةُ ُ ناصبة , لرأسها عاصبة ..!!
ولواحضها الزرق شاصبة
تتطلّع الي بعنفوان الهزيم
وخمائصها الحمر كلهيب الجحيم
والشحوب يكسوا وجهها الذي ابلته رياح السنين
بين حاجبيها نجمة عزازيل , وفي قبضتها صولجان مهلاييل
جلبابها السواد , وغدافها الرماد ..!!
فقالت : عمّن تبحث في هذه القفار
وكأنك السنكسار ؟ تبتهل بالليل والنهار ؟
لقد دخنّت السقيفة المقدسية , من إبتهالاتك الروحانية
فقد فاضت بحيرة سآآآآآآآآوه, من شجونك يا إبن آآآآآآآآآآآآآوه !!
هذيان صاخب , حظي بتصويت كل ناخب
بين طياّت حروفك تلعي كل راعبية , وتستنفر كل حرتاً حنبّلية
فقلت لها : ماخطبك ؟
أو تسأليني وأنتِ الكاهنة ..؟
أم أنكِ عاجزة واهنة ..؟
فقالت : لم تقف على الطُلل .. إلاّ لأمرٍ جلل ..!!
لقد خططت بريش الظليم
زاجاً أضاء منه الليل البهيم !
فقد أحييت بيراعك هيكل حبّاً كان رميم !!
إسطورتك تختبئ بين أروقة الحروف
تتبعها الغواني تدق الدفوف
وملوك الجن السبعة تحوفها صفوف
إسمع ياولدي : سوف أنثر الورد , على الزراج الجرد
وارمي حجر النرد
من أجلكما , وسأناجي الآوابد المرد
سردُ ُ شرد أشوسن جرد
قلت : كيف ؟
قالت اطلّعت على علم الرصد
فكل القصد , حقنُ ُ وفصد
قلت لها : لمِا أنا !!!
قالت لي : إن أقصوصتك !!
أحجية الزمان الغابر
يصدح بها كل عابر
على الأساقف والمنابر
لتزلزل أغوار العنابر
سأدونها بريش النعام , لتبقى عبرةً لكل الأنام
لتنير كل ليلٍ تحندّس
كياقوتٍ من دمقسٍ وسندس
ليشوش منها كل عنّبس عرنّدس
قلت : وهل تستطيعين مساعدتي !
قالت لي في عجل : أجل .. أجل
فقلت متى ذاك الأجل !!
قالت : حين يدوّن في السجل
قلت لها : ليت ذلك قريب ؟
قالت : إصبر أيها العطيب ! فالحظ لكَ منهُ نصيب !
عندها يسعد الحبيب بالحبيب ويطيب ؟
فقلت لها :
أجارتنا إنا غريبان هاهنا = وإني مقيم ما أقام عسيب
هناااك اختفت وتوارت عن الأنظار . بعد أن حملت لي البُشارةَ والأخبار
ومكثت اتأمّل أطلال شهرزاد , بعد أن قطعت من أجلها الوهاد والبلاد !!
مثل مافعل من أجل ياسمينة السندباد ..!!
وقفت على الأطلال مثل الغيهبانْ = حيث اللوى دار الكريمة خيزرانْ
أسبرُ من فوق الزراج طيوفها = وسيقان جذعي في مكانها سامدانْ
فياليت شعري هل أبيتَ مناضلاً = أجوب البوادي مثل إبن الحوفزانْ
من أجل ماويةٌ تكف كف خصرها = من غنج مشيتها يميل الأيهقانْ
آخايل مشيتها عليَّ إذا بدت = تمشي الهوينة فوق روض الديدحانْ
سقتها آيات الشمس حتى أشرقت = كمشكاة نيرانٍ شعمها الموبذانْ
تبلج ديجور الأليل بنورها = من فوق رأسها مثل تاج الهرمزانْ
أمونٌ ختولٌ عيطبولٌ عندلٌ= كأنها بدراً في الدياجي زبرقانْ
وجناءُ حمراءٌ هضيمٌ كشحها = من حمر وجنتها يغار الكركدانْ
شقراءُ قمراءٌ لُجينٌ فاتنٌ = كأنها جاريةٌ بقصر القيروانْ
حتى علاء الدين لو أبصر بها = لن يسأل المصباح عن قمر الزمانْ
أبليت نفسي حتى أكسب ودّها = وانهار جثماني كجذع السنديانْ
سألتُ ملوك الليل عن أخبارها = وارسلت في أفلاك خُلدها ديدبانْ ..!!
والقرطُ دسّتهُ الكفيفةُ في الثرى = تنفث بالطلسام آيات الدخانْ
حتى سُطيح الذئبي حدّث شقّهُ = أنمار عن أمري حديثاً هينمانْ
وتلعي على حالي وتأسف كازيةْ = تنوح لأجلي فوق دوح السيسبانْ
أضمر نيران الصبابة والنوى = داخل قلباً صار مثل الشمعدانْ
ففي فقدها الموت المحتّم والأسى = وفي فيّها الأمل المحقق والأمانْ
معاني بعض المفردات في القصيدة :
الغيهبان : شاعر قديم
خيزران : رمز لبطلة قصتي
الزراج : الأرض
إبن الحوفزان : من فرسان العرب في الجاهلية , لم يدرك الإسلام
الأيهقان : شجر بري
الموبذان والهرمزان : أسماء فارسية
القيروان : قصر بناه عقبة بن نافع في المغرب العربي
الديدبان : مسترق السمع
الهينمان : المبهم الغير مفهوم
سطيح الذئبي و شق أنمار : منجمين عاشوا قبل الإسلام
الكازية : الحمامة
يقال أن دخاّن العوسج يطرد العفاريت والهوام !!
/
ولكنني أدرك أنهُ يجلب النبلاء والأنقياء أمثالكم
ياجهابذة الأدب ..!![/ALIGN]
[COLOR=blue]
شاعر النخوة / نايف العتيبي
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]