[ALIGN=CENTER][COLOR=red]خلل ما .. في رمضان[/COLOR]
(1)
يتبدى لي أن ثمة مشكلة في فهمنا لرمضان شهراً للصيام و القيام ..
يحدث ذلك في مدى هذه الإزدحامات البشرية و العروض الضخمة في كل ماركتٍ و هايبر!
لماذا تتسع الأطباق - الرمضانية - في رمضان؟! ، هل نحن نتعايش مع هذا الشهر الفضيل
بما تتوارى في بطوننا آلام الجوع و إحساس الظمأ في أعناقنا فقط!
هناك خلل ما ..!
(2)
تكثر - الإجازات - في أيام هذا الشهر! ، كأننا ننفر منه و نظن أن الخلاص من متاعبه هوَ
أننا نزيد ساعات النوم! ، و إن صحونا من هذا الخمول الكبير ، فإننا نصحو على قرع صحون الإفطار!
و أصوات المؤذنين و هم يُنادون / أن صلاة المغرب!
لذا .. فثمة خللٍ ما!
(3)
يقولُ الإمام الشافعي - رضي الله عنه - في "الشبع" :
( الشبع يُثقل البدن ، و يُزيل الفطنة ، و يَجلبُ النوم ، و يُضعف صاحبه عن العبادة )
في عرفنا - الإجتماعي - تزداد الأصناف في المأكولات و المشروبات!
هل فكرنا لماذا؟! ، ليسَ لأننا جياعاً!
و لا لأننا ورثة جاه و منصب و مال <<< مثلاً يعني!
فغالب الشعب ، هم من ذوي الطبقة - البرجوازية - المُتوسطة ..
يكمن هنا ، خلل ما!
(4)
من أمراض كثرة الطعام ، بحسب دراسة طبية مؤكدة ( في رمضان تحديداً ) :
ضعف الذاكرة / قلة التركيز / إصابة مراكز السمع و البصر /
الذبحة الصدرية / هبوط في عضلة القلب / و أخيراً .. الفشل الكلوي!!
كثيراً ما أسمعُ دوي إنذارات الإسعاف في الشوارع خاصة ما بعد منتصف الليل و خصوصاً في رمضان!
و الكثير بالطبع ، يظن - إيماناً منه - أن وزنه الطبيعي سوف ينخفض بديهياً في حال الصيام عن الطعام
لأكثرَ من نصف اليوم! ، فهوَ يراها مُشكلة عظيمة .. و شخصياً أرى التفكير بهذا المستوى الرديء يدل
على أن الخلل .. لا يزال قائماً!
(5)
هل فكرَ - البعض - أن يخرجَ في نهارِ هذا الشهر الجميل للتسوق على سبيل المثال؟!
لا .. نحن أمة لا نعرف التبضع إلا قبل حلول عيد الفطر بساعاتٍ قليلة! ، بل و في أوقات الذروة!
و عادة ما يلفت إنتباهي أن كثيراً من الأسر السعودية ببالغ الأسى و الحزن تخصص في رمضان
ما يعادل خمسة عشرَ وجبة غذائية في اليوم الواحد!
إفطار أول / و آخر!
حلويات و قهوة و شاي!
فواكه يتم إلتهامها مباشرة ما بعد الإفطار ..
الخروج من المنزل للتنزه أو التسوق مروراً بأحد مطاعم "الفاست فود"!
ثم الوقوف على "متجر" للآيس كريم و الكعك و "البيتي فور"!
ثم أخيراً تأتي وجبة السحور مسك الختام لتكون ( أعظم مندي لحم ) على وجهِ هذه البسيطة!!
أظن في هذه الحالة يجب على حكومتنا أن تعلن حالة طوارئ!
لأن هذا خللاً مضاعفاً يتطلب ثورة الفقراء على هؤلاء تحت مسمى ( آكلي كل شيء أمامهم! )
و إذا وصلنا لهذا الحد في ثقافتنا الغذائية ، فهنا الخلل يفيض عن بكرةِ أبيه!
(6)
هذه فرصة وحيدة للبدناء ..
و لكلٍ إمرأة لديها - مثلاً - حفل زفاف في الأعياد القادمة و تريد أن ترتدي فستانها ( بدون مشاكل )!!
و دونما أخلاق - معدومة - مع الخياطين الذين لا ذنب لهم فيما يعانينه بعض النساء في أجسادهنَّ ..
الفرصة في رمضان ذهبية ، و لامعة! ، ذلك لتخفيض نسبة الدهون في الأجساد و المحافظة على وزنٍ مثالي رشيق!
(7)
الشعب يريد إستقدام ( الخادمات )!
كأن إندونيسيا و الفلبين لم نعرفهما كدولتين في رمضان على وجهِ التحديد ، إلا من أجل خدمتنا!
كأن شعوبها خلقوا لأجل تنظيف منازلنا ، و طهي ما نشتهيه من الأطعمة المحببة لنا ..
و في أحيانٍ / نطلب منهنَّ إيقاظنا من نومنا ( و الحمد لله أن الأمر لم يصل إلى إطعامنا بأيديهنَّ! )
أقول لبعض العائلات :
هؤلاء الخدم ليسوا أملاكاً خاصة لكم! ..
(8)
أتمنى ( و أرجو ، و أدعو الله ) :
أن نعرف حجم الخلل في كل هذه المناحي الرمضانية ..
ليسَ من المنطقي أن تصبح حياتنا : "أكل و مرعى و قلة صنعة"!
فهل نتدارك و نعي كل مصابٍ فينا
و كل ما يعترينا من خلل؟!
.
.
.
تحية ( بلا خللٍ ما! ) ،،[/ALIGN]
[COLOR=blue]وليد بن مساعد
" صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]