[ALIGN=CENTER][COLOR=red]أبو نزار توسَّدَ همَّ حائل ومات[/COLOR]
عرفته في بداية الألفية الثانية عندما همَّ والدي على أن يرسل أخي الأكبر لتعلم اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة.
سمعت ذلك الاسم يتم ترديده و بكثرة بين أفراد أسرتنا "خالد العويدي"....
لقد عرض هذا النبيل بحكم صداقته مع والدي خدماته ليصطحب أخي معه إلى مدينته الصغيرة "اكستر" القابعة في أقاصي الجنوب الإنجليزي.
ذهب أخي هناك وكان خالد العويدي المشرف و الموجه والأنيس له في ليالي غربته القاسية.
أحببناه جميعاً احساساً منا بدوره المحمود واهتمامه بأحد أفراد عائلتنا على الرغم من انشغاله آن ذاك بالتحضير لرسالة الدكتوراه.
مرت السنين وعاد خالد العويدي إلى الوطن حاملاً شهادة الدكتوراه, وبعد فترة من العمل في منطقة تبوك قرر العودة و العيش في حائل بالقرب من والدته التي افتقدها كثيرا وحان الوقت ليكون قريباً منها بعد أن باعدت بينهما ظروف العمل و الدراسة.
عاد وحمل على عاتقه مهمة استحداث جامعة أهلية في منطقة حائل لتخدم أبناء المنطقة الحريصين على ضمان الحصول على مستوى معين من التعليم بالقرب من أهاليهم ولو كلفهم ذلك الأمر بعض الأعباء المادية.
حكى لي في مناسبات عدة عن دعم سمو أمير المنطقة اللامحدود لطموحاته وطموحات أبناء المنطقة, كما اجتمع غير مرة بالعديد من رجالات الأعمال داخل المنطقة وخارجها ليضمن وجود مساهمة مادية فاعلة لتأسيس الجامعة.
جال غفر الله له على الكثير من المواقع المميزة في مدينة حائل حرصاً منه على تأمين منشآت ولو بشكل مؤقت للجامعة.
شدَّ الرحال كثيراً إلى الرياض كي يجلس مع منسوبي وزارة التعليم العالي لينهي بنفسة كافة الإشكالات والعوائق التي تعترض طريق الجامعة الأهلية لتكون واقعاً ملموساً.
كان متفائلاً بمستقبل أفضل, شاكراً لله تعالى, كثير الثناء على الناس.
حادثني قبل شهر من الآن مباركاً لي حصولي على شهادة الماجستير بتواضع جم وخلق رفيع ,لم يسكنه بطر ولا كبر, وهو الحاصل على الدرجة العلمية الرفيعة من أعتى الجامعات الإنجليزية.
وفي صباح يوم الثلاثاء الثاني من رمضان للعام الهجري 1432 هاتفي أخي الأكبر بصوتٍ حزين ناقلاً لي خبر وفاة الدكتور خالد العويدي إثر أزمة صحية مفاجئة ألمت به.
رحل بهدوء عن عالمنا المشحون والمليء بالأحداث الصاخبه , وكان خبر رحيله صادماً بحكم قربه غفر الله له مني ومن عائلتنا بشكل كامل, ولكنها أقدار الله التي لا راد لها.
غفر الله لأبو نزار وبلل قبره بشآبيب الرحمة والمغفرة فقد كان حسن الظن بربه , راجياً رحمته , وما خاب من كان ذلك حاله.
فقد جاء في الحديث الشريف:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟" قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ".
اللهم إن رجائنا بك لا ينقطع فأغفر لعبدك الفقير خالد العويدي, اللهم و آمنه مما يخاف وأنقله من ضيق اللحود إلى جناتك جنات الخلود.
أحر التعازي أقدمها إلى حرمه المصون أم نزار وإلى ابنه نزار وإلى عائلة العويدي الكريمة ولا حول ولا قوة إلا بالله.[/ALIGN]
[COLOR=blue]
فيصل بن علي القحطاني
" صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]