[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الوسطية بين اللبرالية والتشدد ,,[/COLOR]
الكثير من العامة يجهل مضامين الأشياء وخصوصا في صراع التيارات فتجره العاطفة إلى أيا منها فتجده ينحرف تارة إلى تيار ويحارب تيار, من موقف حصل أو فكرة وصلته , دون التمعن في طيات محتوى التيار وإبعاده , ففي الحقيقة عندما تتجابه هذه التيارات لقصد النصرة الشخصية يكون المتضرر فيها البشر ليس فقط السعوديين ولا العرب وإنما ينطبق ذلك على غير المسلمين من مسيحيين وغيرهم كما حصل في أوروبا عندما طغت الكنيسة على شعبها في قراراتها الغاشمة ( وكانت هذه بداية الانطلاق اللبرالي قاصدا التحرر من أوامر الكنيسة ) .
ففي الآونة الأخيرة كثرة المهاترات حيال التيارين بإبراز كل منهما الجوانب السلبية للتيار الآخر راغب في إضعافه بل في إحلاله وطيه في صفحات التاريخ ,, بدون جدوى ,, ولكن ماذا لو ظهر من يدعوا إلى الوسطية بين التيارين بسماع كل وجهات النظر وتفعيل الجوانب الايجابية وتهميش الجوانب السلبية ونقدها بعيدا عن المشاعر؟
فلدى اللبراليين ما يخدم الوطن من مقترحات تواكب العصر وتضاهي الفكر الغربي المتقدم بغض النظر إلى المقاصد والنوايا الداخلية وكذلك بمن يسمون بالمتشددين مع تحفظي لهذا المسمى ومن جهة أخرى لديهم مقاصد تحاكي مقاصد اللبراليين . والعكس لدى الكل ما يهدم الدين والمجتمع ويبقيهم بلا حضارة ولا ثقافة سواء بالإحلال الأخلاقي أو بالتكفير المطلق وكل من هاتين النوعيتين محسوب على تياره. مع العلم بأن الكثير منهم لا يصل علمه أرنبة انفه ,
فعلى سبيل المثال عندما يطرح نقاش قيادة المرأة وقد أصبح محور للمواضيع الشائكة بين التيارين نجد الجميع يدلى بادلته على وجوبها أو تحريمها فقط من الجانب الايجابي متجاهلا جوانبها السلبية فاللبراليين نجدهم مناصرين للفكرة لعدم وجود نص يمنع المرأة من القيادة وضرورة المرأة للتحرر إلا إن التيار الآخر يحارب هذه الفكرة ويصفها بالخراب ويصل بهم الأمر إلى تكفير أصحاب هذا الفكر الفاجر .
إذا لم نجد أو لم أجد من يبين الجوانب الايجابية والسلبية بشكل شاف واف و إظهار ملخص هذه الجوانب وإبداء وجهة النظر بعد جمع الايجابيات والسلبيات ( حتى يكون رأيا علميا هادفا فعال ).
فالقيادة تكون ضرورة عند البعض وفي بعض الأحيان والأقطار وذلك بعد عدم وجود ما يجعل القيادة محرمة شرعا وهذا حق للمرأة إن شاءت وشاء وليها بتعاليم إسلامية وبنية عقائدية وضرورة ملازمة. وبالمقابل يتناول الجوانب السلبية لهذه الفكرة من ناحية عدم تهيئة المجتمع مع عدم قبوله لها والمخاطر التي سوف تجنيها والآثار المترتبة عليها وعلى عائلتها بالإضافة إلى الازدحام الذي لم تحل عقدته في بعض المناطق وغيرها كثير من السلبيات. مع العلم بان الرجال أنفسهم يعانون التركيز إثناء القيادة لكثرة المخالفات اليومية التي يشاهدونها.بل وكثيرا من الآباء ما يؤخر شراء السيارة لأبنائه لعدم وجود ثقافة " أعط الطريق حقه ".
فلو وجد مثل هذه الثقافة حول إبراز جميع الجوانب من الصحة والخطأ والحق والباطل والجيد والردئ وترشيح الأنسب لكان الأفضل من الضوضاء المضلة علما بأنها تبني للمجتمع نقاشا هادا هادفا وتختم هذه الدراسة في اتخاذ الرأي الأصح المجرد من العواطف.
لم تمنع العقيدة الإسلامية المبتعثات السعوديات من ممارسة قيادة السيارة في الخارج لحاجتها لها وذلك بعد وجود بنية تحتية في الطرق والإرشادات وتحديد سرعة القيادة ومعاقبة المخالف بأشد اشد العقاب خاليا من الواسطة والحماية العسكرية للشعب من أي عبث.
فإذا وصلنا هذه المرحلة هل سيأتي من يمانع قيادة المرأة ؟؟؟
والآن هل من العقل أن يدعوا احد إلى قيادة المرأة ؟؟؟[/ALIGN]
[COLOR=blue]فهد الهاملي
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]