[[ALIGN=CENTER]COLOR=red]ماذا تعلمنا من مدرسة رمضان العظيمة[/COLOR]
عزيزي القارئ رمضان موسم قد حط رحاله ثم رحل فياليت شعري من المقبول فنهنيه ومن المحروم فنعزيه فأحسن الله عزاءنا جميعاً برحيل شهرنا الفضيل ونسأل الله العلي القدير أن نكون من المقبولين ، أخواني وأخواتي إن رمضان كان مدرسة لأولي الألباب ، فأهل العقول الفطنه هم فقط الذين تخرجو من مدرسة رمضان فنبارك لهم هذا التخرج ، نعم رمضان كان مدرسة تعلمنا فيها كل عمل مبرور فمن صيام وقيام وصدقه ومن غض بصر وعدم الغيبة والنميمة كل هذه أمور حميده تعلمناها من رمضان ،
عزيزي القارئ فلذي تخرج من هذه المدرسة العظيمة فقد يسّر الله له طرقَ الخيرات، وتابع لجميع عبادِه مواسمَ الحسنات، وربُّنا وحدَه هو مصرِّف الأيّام والشهور، يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ ، جعل لكلِّ أجلٍ كتابًا، ولكلّ عملٍ حسابًا، وجعل الدّنيا سوقًا يغدو إليها النّاس ويروحون، فبائعٌ نفسَه فمعتِقها أو موبِقها، والأيّام أجزاءٌ من العُمر ومراحل في الطّريق تفنى يومًا بعد يوم، مُضيُّها استنفادٌ للأعمار واستكمال للآثار وقربٌ من الآجال وغَلقٌ لخزائن الأعمال.
فقد مضَت ليالٍ غرٌّ بفضائلها ونفحات ربّها، وكأنّها ضربُ خيال، لقد قطعت بنا مرحلةً من حياتنا لن تعود نعم وربي لن تعود . هذا هو شهرُكم، وهذه هي نهايته، كم من مستقبلٍ له لم يستكمِله، وكم من مؤمِّلٍ أن يعودَ إليه لم يدرِكه .
ومرورُ الأيّام يذكِّر بقربِ الرحيل، واحذَر الاغترارَ بالسّلامة والإمهالِ ومتابعة سوابغ المُنى والآمال، فالأيّام تُطوى والأعمار تفنَى، فاستلِفِ الزمن وغالِب الهوى والنفس والشيطان .
، إنّ للقبول والرِّبح بعد شهر الصيام علامات ، وللخسارة والرّدّ أمارات، وإنّ من علامة قبول الحسنةِ فعلُ الحسنة بعدها، ومِن علامةِ السيّئة السيّئة بعدها، فأتبِعوا الحسنات بالحسنات تكن علامةً على قبولها، وأتبِعوا السيّئات بالحسنات تكن كفارةً لها ووقايَة من خطرِها، قال جلّ وعلا: إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ ، ويقول النبيّ ((اتّقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئةَ الحسنة تمحُها، وخالقِ الناسَ بخلقٍ حسن)) ومَن عزم على العودِ إلى التّفريط والتقصير بعد رمضان فالله يرضى عمّن أطاعه في أيّ شهر كان، ويغضَب على من عصاه في كلّ وقت وآن، ومدارُ السعادةِ في طول العمر وحسنِ العمل، يقول المصطفى : ((خير النّاس من طال عمره وصلح عملُه)). ومداومة المسلمِ على الطاعة من غير قَصر على زمنٍ معيّن أو شهر مخصوص أو مكان فاضل من أعظم البراهينِ على القبول وحسنِ الاستقامة.
أيّها المسلمون، إن انقضى موسم رمضانَ فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور، فقد سنّ المصطفى صيامَ يوم الاثنين والخميس، وقال: ((إنّ الأعمالَ تعرَض فيها على الله، فأحبّ أن يعرَض عملي وأنا صائم))، وأوصَى نبيّنا محمّد أبا هريرة رضي الله عنه بصيام ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وقال: ((صوم ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر صومُ الدهرِ كلّه)) . وأتبِعوا صيامَ رمضان بصيام ستّ من شوال، يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَن صام رمضانَ ثمّ أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدّهر)) .
ولئن انقضى قيامُ رمضان فإنّ قيامَ الليل مشروع في كلّ ليلة من ليالي السّنة، وقد ثبت عن النبي أنّ الله ينزل إلى السّماء الدنيا كلَّ ليلة حين يبقى ثلثُ الليل الآخر ويقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟.
وأحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، والمغبون من انصرَف عن طاعةِ الله، والمحروم من حُرِم رحمةَ الله، والخطايا مطوَّقة في أعناق الرّجال، والهلاك في الإصرارِ عليها، وما أعرَض معرضٌ عن طاعتِه إلا عثَر في ثوب غفلتِه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبينَ الخلق، فإيّاك والمعاصيَ بعد شهرِ الغفران، فالعاصي في شقاءٍ، والخطيئة تذلّ الإنسانَ وتخرِس اللّسان، يقول أبو سليمان التّيميّ: "إنّ الرجلَ يصيب الذنبَ في السرِّ فيصبح وعليه مذلّته"، وأقبِح بالذّنب بعدَ الطاعة والبُعدِ عن المولى بعدَ القرب منه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ) مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) .
فهذه الكلمات من قلبي الى قلوبكم فلتبصرها ابصاركم ولتعيها قلوبكم وقضو بالإستغفار أوقاتكم !!![/ALIGN]
[COLOR=blue]الشيخ /تركي محمد القحطاني
" صحيفة عين حائل " خاص[/COLOR]