[ALIGN=CENTER][COLOR=red]الذئاب تتكلم[/COLOR]
من الأمور التي لا ينبغي لعاقل أن يسلم نفسه لها وهي إن الذئب يتكلم ويبرر عن أفعاله البشعة .
عندما كنت في إحدى محلات الحلاقة وانتظر دوري وقعة عيني على إحدى المجلات فأصبحت أتصفحها بأطراف الأصابع لعدم وجود الرغبة في قراءة هذا النوع من المنشورات ,, حينها وجدت قصة لذئب يتكلم مع راعي للأغنام وذلك في صحيح البخاري , فأخذ الموضوع يسابقني إلى إيجاد كامل القصة وحقيقتها .
بالفعل وجدت في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري :
إن الذئب عدا على قطيع غنم فاخذ منها شاة وعندما قدم إليه الراعي حاوره الذئب باني إنا الأولى فيها يوم لا راعي لها غيري .. وبذلك برر تحليله لسرقتها ونهبها .
فكان الذئب محقا من جهة وظالما من جهة . لأنه برر غياب المسئولين لذلك هو الأحق فيها حينها. كم من الذئاب نسمع عنهم وكم من الذئاب نعرفهم ونراهم هل انتقلت هذه الفكرة إلى البشر وطبقت أم كان هناك سبيل لإقناع النفس أن غياب المسئولين كاف للتعدي على حرمات الغير , انطبق ذلك على ما نراه ونشاهده في تعثر المشاريع وقلة الجودة وندرتها , بل أصبح بعض الرعاة أو الرعيان ينتظرون ما يبقي الذئاب ويشهرون أنيابهم على الجيف .
كم من الذئاب لم نسمع عنهم لان الرعاة إلى الآن لم تشرق شمسهم , طال سباتهم ونعم غطائهم .
تسوقني الأقدار إلى بلاد الغرب وأطيل المكوث فيها وفي العودة أتلهف للمعالم الحكومية والصحية منها في مدينتي الغالية فلا أجد تغيير حصل أو منقذا وصل , اذهب إلى مصر فأجد الأهرامات لم تتغير فأعلم إن الشعب يريد إبقاء الأهرام لان المكسب حاصل والزائر واصل .
لعل القائمين في صدد إنشاء رأس الهرم لهذه المعالم .
ولكن الذئاب تتكلم والبشر صامتون[/ALIGN]
[COLOR=blue]فهد الهاملي
( صحيفة عين حائل ) خـاص[/COLOR]